الحمد لله ولصلاة والسلام على رسول الله . أما بعد :لار
هذا المقال أضعه بين أيديكم وهو عبارة عن ملخص لخطبة الحمعة الماضية راجياً نفعه عند الله.
)وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ
وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} (5) سورة القصص
الآن يزهو على راياتَك الشرفُ
ويسقط البغي والعدوان والصلفُ
يا قاهرَ الكفرِ علِّمها بأن لنا
ديناً عن المللِ العوجاءِ يختلفُ
وأننا ما غزانا أمةٌ ابداً
إلا وغايتها الخسران والتلفُ
ما سطرَ المجدُ للإبطالِ ملحمةً
فنحن في صفحتيه الياء والألفُ
أيها المسلمون
في فلسطين كل شئ ينطق بالنصربإذن الله ،
القرآن والسنة ، الكتب السماوية، الرؤى ، التاريخ ، السنن، الأحداث والوقائع
الصبر والصمود والتضحيات
دماء الشهداء، جراح الأطفال ، دمعات اليتامى، أحزان الأرامل، شجر الزيتون،وجوه
اليهود الكالحة، عيونهم الزائغة، ألوانهم الممتقعة، جنودهم المرتجفون،
غزة والضفة ،جنين ورام الله رفح والخليل
ستون عاما من الصمود والصبر تثبت أننا لسن فورة من الحماس ولا ساعة من الغضب
بل تاريخ من الشموخ والإباء
ستون عاما من لعزة أمام الظلم والجور والعسف والقصف، الدبابات والطائرات،
والاغتيالات والمجازر، واليوم الحصار القاتل .
ستون عاما رمت في مزابل التاريخ شامير ومائير، والنتن وشارون، وهامات الأبطال
لا تزال شامخة برايات التوحيد على أرض الملاحم أحمد ياسين , الرنتيسي , ويحيى عياش وغيرهم لانعلمهم الله يعلمهم .
ستون عاما وأمة الصبر تطحن عزائم الغزاة، وتزلزل جنودهم، وتبعثر أوراقهم،
وتنكس مخططاتهم، وتفتت مؤتمراتهم، تفضح عوراتهم
أي أمة تمتلك كل هذا المخزون من التحمل
أي ملة تنفث في حملتها هذا الطاقة الهائلة من الصبر والطموح والأمل
أي شريعة تبعث في المؤمنين البسمة في وجوه الشهداء ، والأمل تحت نيران القصف،
والقيام في وجوه الدبابات
أي صمود ذلك الذي يفعله المسلمون في فلسطين في وجه الجيش المدجج بالعدد
والعتاد
أي صمود ذلك الذي جعل شعبا بأكمله يعيش تحت الحصار المفروض على مرء ومسمع من العالم كله حتى قطعت الكهرباء بالكامل وتوقفت كل مظاهر الحياة , حتى قالوا أمام كمرات القنوات نحن لانطلب منكم سوى أكفاناُ نكفن فيها موتانا
إنها قوة القلوب المؤمنة بالله
الله جل جل جلاله
الثقة بالله والتوكل عليه ، المحبة التي تشربتها عروق المحبين،
القوة الحقيقة التي تحدد بوصلة النصر وطريق الفلاح
إنه القرآن العظيم
أكثر من مائة آية تربي حملة القرآن على الصبر و الصبر والصبر
أعظم لدروس من حصار غزة التي تهز كيان الإنسان درس الصبر
أي معاناة عساها ان تكون أكبر من معاناة إخواننا هناك شعبًُ بأكمله من دون ماء , من دون كهرباء , بل من دون أكل و غذاء , من دون دواء, انقطعت الحياة من كل شيء.
ثم انظر كيف تتلقاها النفوس المطمئمنة، وتستقبلها النفوس الساكنة
شيوخ ابناؤهم في الأسر من عشرين عاما وهم قيام كالجبال شامخون صابرون
فلسطينون يتهددهم العدو بأسمائهم ويطلبهم بأوصافهم وهم بمرمى البصر منه،
وتراهم بارزون لوسائل الإعلام، ناهضون للمهام الجسام، ينتظرون ساعة الراحة
التي وعدها الله الشهداء
غزة يضرب عليها الحصارمن سبعة أشهر لى هذه اللحظات الحاسمة والمؤمنون فيها
راسخة أقدامهم ثابتة قلوبهم، ليس هناك جديد فاليهود هم اليهود فلا صقور ولاحمائم
وما دام عشاق الشهادة في الحمى
فكل الذي شاد الطواغيت باطل
ويرحل قتلانا وفي الحلق غصة
يريدون عمرا ثانيا كي يقاتلوا
حين تنطلق دعوات الصمود من المنابر، وتنبعث أصوات المسلمين من المساجد،
حين تصبح الأمة كالجسد الواحد شيوخها وشبانها وأطفالها، أطباؤها ومهندسوها
ومعلموها وعلماؤها وعمالها على جبهة التحدي وصف الصمود
حين تستشعر الأمة أجواء الصراع والمصابرة وتتخلى عن ثياب الترف والخمول
حين تستلذ بالتعب وتستعذب النصب
حين توجه قوتها في وجه العدو المجرم المحارب
حين تنطلق كل الطاقات للعمل والإنتاج والإيجابية والتعاون،
حين ينتشر بين أهلها الحب والتعاون والتسامح والتعاذر
حين تتراجع الأقوال وتبرز الأعمال، ويتربى الأبطال
درس غزة الأكبر هو درس الصمود والصبر
نريد درس آخر للصمود في نفوسنا
نريد صمودا فكريا أمام هجمات التغريب والمسخ الثقافي والعولمة الفكرية
نريد صمودا أمام شهوات البطون والعيون والفروج
نريد صمود المرأة أمام عاتيات المسخ والتعري
نريد صبرا على العمل والإنتاج والإيجابية
أرأيتم كيف كان الأطباء في غزة من أسباب النصر،
كيف لو أن هولاء الأطباء تركوا دراسة الطب وعطلوا سعيهم للحصول على الشهادة
بعذر الجهاد أو المقاومة من سيسد الثغر ومن سيساهم في إسعاف الجرحي وإقامة
المستشفيات ومن سيتبرع بالعمل بدون راتب في مستشفى بدون كهرباء
أرأيتم عظيم الحاجة إلى كل فرد إلى كل تخصص إلى كل علم إلى كل جهد
ألم تتأكدوا الآن من حاجة المسلمين إلى الإعلاميين الناصحين
ألم يظهر لنا عظيم الحاجة إلى أجيال من الاقتصاديين والإداريين والمربين
والمهندسين والنابهين في كل علم
نصرة الإسلام ليست خطبة أو درسا فحسب بل عرقا يتصبب في معمل في كلية الطب أو
مختبر في كلية العلوم أو مدرج لتعلم الإعلام، أو قاعة للتدريب، أو فصل
للتعليم، أو حفرة لإصلاح المكائن، أو متجر للاقتصاد، أو قناة للإعلام، أمام
لوحة مفاتيح للحاسب، في مكتبة أو طريق أو شارع أو على متن سيارة أو باخرة، بل
في ميدان رياضي أو مسابقة بدنية،
الأمة تحتاج إلى كل هولاء للصبر والصمود والمنافسة تحتاجهم في السلم والحرب
والأمن والخوف
ومن دروس غزة الصمود والإباء : أن يتبين الصادق من الكاذب والمؤمن من المنافق سواء على مستوى الشعب الفلسطيني أو على مستوى الأمة بأكملها فأمثال هذه الأحداث تمحص .
من الدروس أيضا أن يكرمهم بأن يتخذ منهم شهداء .
ومن الدروس : وقوع عبادات يحبها الله من المؤمنين كا الصبر والرضا وليقين والدعاء والقنوت
ومنها : المدافعة بين الحق والباطل لمنع فساد الأرض .
ومنها معرفة حقيقة اعداء المسلمين وهذا رأيناه في جلسة مجلس الخوف الذي عقدوه ثم أرجأو قراره ليتحققو من الموضوع لأنهم غير متأكدين من المأساة وكذلك لما فتح معبر رفح سر العالم بأسره وشكروا الشعب المصري الأرأس الكفر والظغيان أمريكا فقد استنكرت ذالك ولم تستنكر الحصار من ربيبتهار اسرائيل.
ومن الدروس : إثابة من يواسي ويعين المصابين من المسلمين ويدعو لهم.
اللهم منزل الكتاب هازم الأحزاب انصر اخواننا في غزة عل اليهود الظالمين