روماريو : راقص على أنغام الأهداف
" سيد منطقة ال16 مترا
في سن الخامسة والثلاثين أثبت روماريو أنه مازال في القمة وأنه يتمتع بكل قواه داخل الملعب وخارجه, وهذا ما جعله منقذ المنتخب بكل مرة يواجه فيها الصعوبات, وكذلك الورقة الرابحة لفريقه الحالي فاسكو دا غاما الذي فاز معه ببطولتي كأس ميركوسور والدوري البرازيلي بفضل أهداف البطل الذي لا يصدأ وملك الكرة البرازيلية الراقص على أنغام الأهداف.
أكد النجم العالمي البرازيلي روماريو مرة جديدة, أنه لاعب استثنائي وضرورة لا يمكن الاستغناء عنها, عندما قاد فريقه فاسكو دا غما للفوز ببطولة البرازيل على حساب سان كايتانو من الدرجة الثانية ( 3-1 ) في المباراة النهائية المعادة التي أجريت بينهما على ملعب " ماركانا " في ريو دي جانيرو وحضرها 78 ألف متفرج.
وسجل روماريو الهدف الثالث لفريقه في الدقيقة 53 وأهدى كلاً من جونينيو برنامبو وجونينيو باوليستا هدفي التقدم ليحرز فاسكو دا غاما اللقب, وتوج مهاجم سان كايتانو أديمار هدافاً للدوري برصيد 22 هدف بفارق هدفين عن روماريو.
فروماريو العجوز, في منطق كرة القدم بصفته يلعب في خط الهجوم, لم يتأثر على ما يبدو بثقل السنوات ال35 التي يحملها على كاهله, وهو الذي حقق رقماً قياسياً في تسجيل الأهداف في المسابقات المختلفة مع فاسكو دا غاما منذ عودته إليه مسجلاً 66 هدفاً بزيادة هدفين عن رقم روبيرتو ديناميت في الثمانينات, دون احتساب الأهداف التي سجلها مع المنتخب, والتي إذا أضيفت تصبح 74 هدفاُ في 78 مباراة.
فالنجم البرازيلي الذي بكى يوم استبعد من الأدوار النهائية لكأس العالم التي أقيمت في فرنسا عام 1998, بحجة أنه غير لائق بدنياً, قال كلمته هذه المرة جديدة عندما قاد فريقه للفوز على بالميراس ( 4-3 ) في نهائي كأس ميركوسير التي يصارع فيها عادة أفضل 20 نادياً في البرازيل.
وقد تجلت عبقرية روماريو عندما سجل " هاتريك " لفريقه الذي كان متخلفاً في الشوط الأول ( 0-3 ) اثنان منها من ركلتي جزاء, في حين تكفل جونينيو باوليستا بالهدف الرابع.
لم يكن غريباً على النجم البرازيلي الموهوب أن يدي فريقه هذه الكأس التي تدخل متحفه للمرة الأولى في تاريخه وفي أول مناسبة يصل فيها إلى المباراة النهائية, وذلك على حساب خصم مجرب مثل سان باولو الذي سبق له أن أحرز اللقب عام 1998 على حساب كروزيرو ولم يغب عن النهائيات الثلاث التي أقيمت حتى الآن وخسر عام 1999 أمام فلامينغو.
هذه التألقات التي صنعها روماريو كان لها وقع مدوي في عالم كرة القدم, فاختارته صحيفة " الباييس " الأورغوانية لاعب العام في القارة الأمريكية الجنوبية, وذلك نتيجة استفتاء شارك فيه 242 صحافياً من 22 دولة من جميع القارات, فحصل على 67 صوتاُ مقابل 64 لنجم بوكا جونيورز الأرجنتيني خوان ريكيلمي, متقدماُ على الحارس الكولومبي أوسكار كوردوبا والمهاجم الأرجنتيني مارتن باليرمو, وبات روماريو رابع برازيلي ينال هذا الشرف بعد بيبيتو عام 1989 وراي 92 وكافو 94.
ولم تقتصر نجاحات روماريو على ناديه فقط, بل انتقلت " حمى روماريو " إلى المنتخب, إذ وجد المدربون أنفسهم مضطرين للإستعانة به لإنقاذ موقف " القمصان الصفر " في تصفيات مونديال العام 2002, فبعد النتائج الهزيلة وخصوصاُ الخسارة أمام تشيلي 3 – صفر وأما الباراغواي 2 – 1, فأحرز هاتريك في مرمى بوليفيا, أعقبها بأربعة أهداف في مرمى فنزويلا وهدف أمام البيرو , بعدما صام مهاجمو البرازيل ال14 عن التسجيل في المباريات السابقة, فتصدر ترتيب الهدافين برصيد 8 أهداف من أربعة مباريات وبات متساوياُ مع زيكو في أفضل ثاني هدافي المنتخب البرازيلي على مدى التاريخ علماً أن المركز الأول ينفرد به بيليه برصيد 95.
ويمتاز روماريو بقوة بدنية كبيرة وبسرعة هائلة, وتحركاته داخل منطقة الجزاء, والتي تشبه تحركات الثعلب, تجعل مهمته سهله في اصطياد الأهداف لذا سمي ب" سيد منطقة ال16 متراً ".
وهو يعد من فصيلة مارادونا " والمدفعجي " غيرد موللر, غير أن الكثيرين يأخذون عليه كسله وقلة فاعليته خارج منطقة الجزاء, فرد بالقول : دوري ينحصر في تسجيل الأهداف أما الركض فأتركه لسواي ".
وقد لاحظ المراقبون والمحللون الرياضيون أن طريقة أسلوب لعبه لم تتغير كثيراً, فهو ما زال يتمتع بالسرعة والخطورة أمام المرمى وقوة التهديف, إضافة إلى الخبرة التي اكتسبها على الرغم من تقدمه في السن.
ويحظى روماريو بإعجاب 180 مليون برازيلي, ولا يخفي انزعاجه من سؤاله باستمرار عما يدعوه الصحافيون شبابه الثاني ويقول " أفض القول أني أعيش مرحلة النضج الأولى, وها هو يقول بعد إنجازاته الأخيرة مع فاسكو دا غما والمنتخب, أني في مرحلة النضج الثانية, وقد طمأن روماريو محبيه أنه لا يفكر في الاعتزال قبل سن السابعة والثلاثين, ويعترف روماريو أنه يتبع حمية غذائية بعيداُ عن المواد الدسمة, مرتكزة على الخضار والفواكه, مع 11 ساعة نوم يوميا