لا أتحدث هنا كدارسه أو مختصة في التربية الإسلامية ولكن أتحدث من واقع التساؤل واختلاط المصطلحات التي يعيش بها عالمنا الإسلامي وخوض الجميع في أمور الدين فقد أصبحنا نجهل بمن نثق وعمن نحجب ثقتنا وهذا دليل على كثرة الجهل والجهلاء إن مصطلح التربية الإسلامية بالنظر له نظرة مجردة يذهب بنا إلى تصور وقناعة أن التربية تتم وفق ضوابط وآداب إسلامية لكن بعد إمعان النظر والتعمق في فهم المصطلح نرى أن مصطلح التربية الإسلامية مصطلح فضفاض يستطيع أي راغب في إضافة تعريف أو خلق يندرج تحت هذا المصطلح أن يضيفه أو أن يقوم باستثنائه في حال لم نحدد بشكل دقيق ما هي " التربية الإسلامية "
إن التربية ضمن تعاليم الإسلام السمحة و التعاريف الدقيقة للحقوق والواجبات تخرجنا من هذا الإشكال إذا قرأنا كتاب الله والأحاديث التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيداً عن أية آراء أو اجتهادات قد يتضح لنا فيما بعد أنها كانت بعيدة عن الهدف الأساسي .
إن التربية الإسلامية لا تقتصر على تربية الآباء لأبنائهم وإن من يظن ذلك فقد سلط الضوء على جانب وترك الجوانب الأخرى مظلمة. يمكننا القول أن التربية الإسلامية هي كافة المعاملات بين العبد وربه وبينه وبين محيطه وبيئته ومع أتباع الديانات الأخرى من اليهود والنصارى. لقد اختصر صلى الله عليه وسلم هدف بعثته إلى الناس بقوله " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " فقد أخبرنا عليه الصلاة والسلام أنه جاء لإتمام وتصحيح بعض المغالطات والأخلاق السيئة التي كانت سائدة في ذلك الزمان.
إذن التربية هي كل التعاملات والسلوكيات التي تصدر عن أي شخص كان تجاه كل ما يحيط به وهي أداء الحقوق وضمان الواجبات والتعاون الأخوي والنصيحة والتوجيه وكل خلق طيب حسن ضمن الإسلام لآتيه الأجر والثواب.
إن التربية الإسلامية سلوك فطري فطر الله الناس عليه فالله سبحانه طيب لا يمكن أن يفطر الناس إلا على طيب حسن ولكن النفس تُسول لنا الانحراف عن فطرة الله .
لا يمكن أن نطلق على فعل يرجح كفة أحد على أحد في التعامل والحقوق والواجبات وكل ما يتعلق بعناصر التربية الإسلامية ولو كان هذا الفعل موافقا للشرع في جهة فهو مخالف للشرع في جهة فلا يمكن أن نسميه " تربية إسلامية " فالإسلام بعدله قد ضمن توازن الحقوق والواجبات ضمن كل فئات المجتمع حتى غير المسلمين منهم .
هذا وبالله التوفيق
[align=center][/align]