في هدوء يخجل الهدوء من هدوئه واسترخاء دخلت فيه بلا إرادة .. مر شريط من حياتي أمام عيني حتى
كأني أراه بل أعيش ليله ونهاره ..
فمن أنا .. ؟ ومن أين جئت وكيف .. ؟ ومتى بدأت وإلام انتهيت .. ؟؟ تزاحمت الأسئلة عندها تحدثت القريحة :
أغمضت طرفي واهتدى إبصاري ...................... وتجولت في قصتي أشعاري
قاربت ربع القرن مر كطرفة .............................. ما خلته إلا كنصف نهار
شكرا لك اللهم أنت خلقتني ............................. وهديتني للحق والإبصار
أحسنت خلقي والهدى أرشدتني ..................... وحفظتني من زمرة الأشرار
والله لو أقضي حياتي ساجدا ......................... لجلال وجهك ساجدا أو قاري
لم أبلغن في رد جودك عشره ............................. كلا ولا عشرا من المعشار
ما من شيء في حياتي إلا و لله علي فيه نعمة وفضل فاللهم شكرا شكرا ..
كيف بدأت..؟؟ تذكرت بيتي الأول.. آه ما أجمله من بيت لا يضايقني فيه مؤجر أو صاحب مكتب ولا تلاحقني
فيه فاتورة ماء أو كهرب في جنباته أروح وأذهب
من نطفة كانت بداية قصتي .............................. في بطن أمي عشت أجمل دار
يا بطن أمي يا حبيبة مهجتي ............................. فيك الأمان وفيك دفء ساري
إن تأكلي أمي أذق طعم الهنا ............................ أو تمسكي أبقى بلا إفطار
والحق أن أخواي كانا يضايقاني خارج البيت إذ كانا يؤذيان جدار بيتي بهجماتهم الصاروخية فأغضب ويشتد غضبي
أماه إن يصعد أخي أو أخته ........................... كي يضربوني أنتفض بالثار
تعبير نفسي عن شعوري ركلة ........................ أحمي بها نفسي وأحفظ داري
أحميك أمي من أذى أقدامهم ............................ بالرفس بالإضراب باستنفاري
ركلات رجلي يا حبيبة قبلة ............................. قاموسها قد خط في أشعاري
************************
ومما يشار إليه أن الأجنة تختلف هممهم فثمت جنين لا يأبه بما يدور حوله فتجده منطويا لا يفقه أما أنا فقد
خطبت الهمة مذ كنت جنينا
كانت طموحي في ثراك رفيعة ............................ ما بت يوما في دنو الدار
قد كنت أبقى في فؤادك دائما ................................ حتى أشارك في اتخاذ قرار
*************************
مرت الأيام وكبر الجنين وضاق عليه البيت فكانت لحظات المغادرة من أقسى لحظات حياتي لما رأيت من
توجع والدتي ولأني خرجت لعالم يملؤه الصخب والضجيج والمخلوقات الغريبة التي تتسمى بالليبرالية ولقد
كنت في أمن وأمان من سيرة هؤلاء المسوخ
حتى كبرت وضاق بيتي وانحنى .......................... جسمي وصرت أروم للأسفار
ودعته وبكيت حين خرجت من ............................... بطن الحنونة وافترشت إزاري
ما أقساها من ساعة لا يمكن لي أن أنساها فاللهم حرم صاحبة البيت على النار
أنا إن نسيت فكيف أنسى ساعة ................................. فيها خرجت إلى الدنا بعسار
كابدت أمي الهم بل ذقت الأذى .................................. ذقت المنية من لظى الإزفار
وفي هذه الأثناء سمعت صوتا يدخل أحببته من أول مرة علمت فيما بعد أنه والدي سمعت أمي تهمس في
أذنه وقد بلغ الألم منها مبلغه
حتى همست بأذن قلبي والدي ................................ إني مودعة فلم صغاري
إني مودعة أراكم في غد .................................... يوم الخلود بصحبة المختار
أوصيك بالأولاد خيرا إنهم ................................. فلذات قلبي جنتي أو ناري
آه لو كنت أفهم العربية وقتها إذا لأقسم ألا أخرج لئلا تتأذى أمي ولكن لله الحكمة البالغة
حتى خرجتُ وكنتِ بعد بنعمة ...................... حمدا لك اللهم أنت الباري
والله لو أعطيك ما لم تطلبي ........................... من حسن بري لم أوف أجاري
**********************************
لم تزدد بعد فراقي لبيتها إلا حنانا وبرا .. فأرضي حجرها وسمائي صدرها
ألقمتني صدرا يطيب شرابه .................................. أقضي به ليلي وجل نهاري
إن تأكلي أمي يكن غيثا همى ................................. أو تمسكي فالصدر كالقطار
حولين يا أمي وأنت معيشتي ................................... حولين بين توجع وحصار
** ومرت الأيام وكبر الصغير ***
حتى حبوت وكنت طفلا هادئا ................................ كالشمس أبدو في ربوع الدار
ولا تزال من أشقت ليلها ونهارها لراحتي تسعى جاهدة في إسعادي
إن تمسحي رأسي أكن كموشح ................................ تاجا من الألماس والأحجار
أو تحملي جسمي النحيل أكن به .............................. كالشبل يلعب في ذرا الأشجار
************************************************** ***********
يحدثني قائلا .. قبل سنوات طويلة وقد كان الفقر يخيم علينا والبرد الشديد يفتك بنا وكنت طفلا
ألجأني زمهرير الشتاء للبكاء .. قلت لأمي رحمها الله أريد ( مداسيسا ) ألبسها في يدي لتقيني البرد مثل
ابن جارنا قالت : يا ولدي لا نملكها ..
بكيت حتى أغلقت عيني على دموعي ودخلت في نوم عميق ..
أذن الفجر وصاح الديك وقمت لأتوضأ لأشاهد أمي رحمها الله وقد سهرت منذ البارحة تنسج لي مداسيس
ليدي لأتقي بها البرد من أقمشة جمعتها من هنا وهناك
ولم تعرف للنوم طريقا تلك الليلة فاللهم جد عليها برحمتك ا . هـ
************************************************** *
وبعد كل هذا النصب ما حق الأم على ولدها ؟؟ أترك الجواب لكم !
************************************************** **
تلك الأم فما بال الأب ؟
أبتي ويخنقني الحديث وعبرتي ............................... تنتابني وتخونني أشعاري
من أين أبدأ في ثنائك والدي ............................. والحب في الرحمن كان شعاري
لئن كانت الأم تعبت في الحمل والوضع فالوالد نصب في التربية وإيجاد لقمة العيش
ربيتني منذ الصبا ورعيتني ............................. علمتني التقوى وخوف النار
أرخصت لي الغالي جلبت حوائجي ...................... من مأكل أو مشرب وإزاري
علمتني حب المساجد صنتني ............................. من مسلك الأهواء والأشرار
علمتني القرآن حين صحبتني ............................ لمدارس التحفيظ جل نهاري
*************************************
نعم ربما قسا الوالد علي .. ولكنها قسوة الرحيم .. تذكرت صباحا أخطأت فيه على ابن جارنا فكانت الواقعة
لن أنس يا أبتي عقابا ذقته ................................. لما تأذى من حديثي جاري
عاقبتني .. أدبتني .. هذبتني ................................ والماس كي يصفو يمر بنار
**********************************************
أفيكون بعد هذا كله حق الأب التأخر في خدمته وتلبية طلباته أو أن يكون صبوحه أف وغبوقه أختها أو أن
يترك لدور الرعاية أو تترك خدمته لعامل خاص أو سائق وخادمة وبنوه في أوج قوتهم وأحفاده كالجيش في كثرتهم
تالله وبالله ما هكذا يشكر الجميل
************************************************** ********
منــــــــــــــــــــــــقول