اليوم الوطني ,, إن كان كذلك ... فلا نريده !!
بقلم / سعود ثلاب الخالدي
وطن نعيش فيه لا بد أن نحميه .. لاشك أن حب الوطن و حب الارض التي نشأ فيها الإنسان و عاش طفولته و حياته فيها هي من أغلى و أحب الأمور .
و لقد كان نبينا صلى الله عليه و سلم يحب مكة حباً جماً و لما أخرجه كفار قريش منها .. و عزم على الهجرة إلى المدينة و قف عند حدود مكة و أخذ ينظر إليها و يتأملها و يتذكر أيام شبابه و طفولته ثم ذرفت عيناه عليه الصلاة و السلام و قال (( و الله إنكِ لأحب البقاع إليّ و لولا أن قومي أخرجوني منك ما خرجت )) ثم غادر مدينته الحبيبة و توجه إلى المدينة .. ثم أيام و يعلن عليه الصلاة و السلام الحب الجديد للمدينة المنورة و يقول (( اللهم حبب إلينا المدينة )) و قال (( المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون )) و كان إذا سافر و خرج من المدينة .. رجع إليها مسرعاً و هو يقول (( المدينة .. المدينة )) .
فهذا أكبر دليل على أن حب الوطن و البقاع و المكان مما لا يستطيع الانسان أن يتخلى عنه أبداً مهما ابتعد و غاب .
اليوم الوطني .. هو يوم جديد بالنسبة لهذا الوطن المبارك فهو لم يخرج أو لم نعرفه إلا قبل سنة او سنتين .. له مظاهره و احتفالاته . لكن نحن نحب وطننا المملكة العربية السعودية منذو أن وجدنا فيه و عرفناه . حبنا و عشقنا للسعودية ليس قبل سنة أو سنتين .. بل لعقود من الزمن .. فإن كان البعض لا يظهر و لا يعترف بحب الوطن إلا في يوم واحد في السنة .. فنحن نحبه كل يوم و أحببناه في كل يوم و سنحبه كل يوم ..
ماهي مظاهر الحب الحقيقية للوطن : هي الدفاع عنه و رفع رايته بين العالم بالعلم و الدين و الدعوة و المساهمة في الخير و المساندة للشعوب الضعيفة و حمايته من أهل الفساد و اهل الغلو و اهل التكفير و التفجير .. و الوقوف في وجه اهل الفساد الأخلاقي و أهل المخدرات و العهر . مظاهر الحب للوطن هو ذكر تاريخ المملكة من أيام المؤسس عبدالعزيز رحمه الله إلى يومنا هذا في ظل حكم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله و رعاه و ذكر مناقبهم و ما عملوا و فعلوا من خير و صلاح و إصلاح ليتعلم الصغير و يحفظ الكبير .
اما صلب الموضوع و جوهره الذي أردت الحديث عنه فهو : مظاهر الفساد التي أصبح اليوم الوطني عنواناً و تاريخاً لها .. لقد دنس بعض الشباب صورة اليوم الوطني للمملكة حتى أصبحنا ندعوا الله أن نكون كما كنا من قبل .. نحب وطننا و لا حاجة لمثل هذا اليوم .. نعم لقد أسفت و الله لتلك المشاهد التي رأيتها و رآها غيري من فساد و عهر و رقص و اختلاط بين الرجال و النساء في المجمعات و الكورنيش و الاماكن العامة .. و الأعظم منها .. تكسير و تهشيم المحلات التجارية و التعرض للمارة في كل طريق و مكان و إرهاب شبابي منظم من تخريب و تكسير . حتى اهل الخير لم يسلموا من هؤلاء
بل تعدى ذلك إلى الجرائم الجنائية من سرقة و قتل و انتهاك حرمات و محرمات .. ففي تبوك قتل رجل أمن على أيدي بعض الشباب .. و في الخبر مظاهر خادشة للحياء ..و في الرياض إيذاء الناس بالطرقات و التعرض للنساء في سياراتهن و ما خفي أعظم .. و في جدة حدث و لا حرج .
فهل هذا حب للوطن ؟؟!! هل هذا احترام لحكّام هذا الوطن ؟؟!! هل هذا احترام للشعب السعودي المحافظ و العاقل ؟؟!! إن هؤلاء الشباب أساؤوا كثيرا للوطن !! و اخجلوا أهله بتلك المظاهر الحقيرة الغبية !! أصبحنا نخاف من اليوم الوطني !! بل أصبح كثير من الآباء و الأمهات يدعون الله أن ينتهي هذا اليوم و لا يعود .
نحن لا نقول لا تفرحوا بهذا اليوم ,, بل افرحوا و أنشدوا لكن لا يكون هذا الفرح وسيلة إلى ما حرم الله .. لأن غضب الله ليس له حدود .
نتمنى من أهل الاختصاص إنزال أشد العقوبات على من أساء لهذا الوطن في يوم احتفاله و تكريمه و أن يفضح أمرهم أمام الناس حتى لا يعودوا لمثل هذا.
حفظ الله بلادنا من أهل السوء و الفساد .. و أدام عليها نعمة الأمن و الأمان و بارك الله في ولاة أمرنا و حفظهم من كل شر و سوء و كل بلاد المسلمين.