بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل الجنة تحت ظلال السيوف ، الحمد لله الذي جعل الغدوة في سبيل الله والروحة خير من الدنيا وما فيها ، حمد لك اللهم جعلت الجهاد من أفضل الأعمال التي نتقرب بها إليك ، حمدا لك اللهم جعلت الشهيد حي عندك يرزق ، ما أعظمك اللهم وما أرحمك يأتي الشهيد بدم لونه دم وريحه مسك ويتمنى الرجوع للدنيا حتى يقتل في سبيلك لما أريته من عظيم كرمك ومن جود سخائك ومن رضوانك.
والصلاة والسلام على محمد خير البشرية ، خير من وطء بقدمه الأرض ، نشهد بأنه قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حق الجهاد حتى كان أول قائدا للقوات الإسلامية المسلحة ولن يأتي من هو خير منه كيف والله قد اتخذه خليلا وقد ميزه عن كل البشر بالشفاعة العظمى ......
أمـــــــــــــــــــــــــــــــــا بعد
حدثنا محمد بن أبي محمد قال حدثنا أبي قال حدثنا سعيد قال حدثنا يوسف بن يحيى قال حدثنا عبدالملك قال حدثنا الطلحي عن عبدالرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا يزال الجهاد حلوا أخضر ما قطر القطر من السماء وسيأتي على الناس زمان يقول فيه قراء منهم ليس هذا زمان جهاد فمن أدرك ذلك الزمان فنعم زمان الجهاد قالوا يا رسول الله واحد يقول ذلك فقال نعم من عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " . خرجه ابن عساكر .
نعم إنه زماننا بل إنه عصرنا عصر يحلو فيه الجهاد ويصعب الوصول إليه إنه الجهاد سمي بجهاد لأنه مجاهدة واختبار ومشقة وتعب وعناء وسفر وغيبة وغربة وبعد عن الأهل والأوطان والخلان والزوجة والولد.
إنه الجهاد ركن ودعيمة من دعائم هذا الدين ، إنه الجهاد ذروة السنام وركن من الأركان .
الجهاد في سبيل الله الجهاد الذي روى عنه أبي هريرة
عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِى سَبِيلِ اللَّهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِى سَبِيلِهِ - كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ ، وَتَوَكَّلَ اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِ فِى سَبِيلِهِ بِأَنْ يَتَوَفَّاهُ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ، أَوْ يَرْجِعَهُ سَالِمًا مَعَ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ » . رواه البخاري حديث رقم 2787
إنه الجهاد الذي يميز أهل النفاق والشقاق من أهل الإيمان والتقوى ألم تقرأو قول الله ( ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ) الأية
إنه الجهاد الذي يختبر به الله أهل الإيمان ، ويبتلي به أهل الصبر والسلوان ، فيثبت به أهل الجنان ، ويذل وينحرف عن الطريق اهل الكفر والنفاق والطغيان ، وقد اعجبني قول شيخ الإسلام
((والامتحان الذي يخلص الله به أهل الصدق والإيمان من أهل النفاق والبهتان، إذ قد دل كتابه على أنه لابد من الفتنة لكل من الداعي إلى الإيمان، والعقوبة لذوي السيئات والطغيان قال الله تعالى {الم. أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ. وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَإذبِينَ. أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاء مَا يَحْكُمُونَ} [العنكبوت:1: 4]. فأنكر سبحانه على من يظن أن أهل السيئات يفوتون الطالب؛ وأن مدعي الإيمان يتركون بلا فتنة تميز بين الصادق والكإذب، وأخبر في كتابه أن الصدق في الإيمان لا يكون إلا بالجهاد في سبيله فقال تعالى: {قَالَتِ الأعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا} إلى قوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات: 14، 15]. وأخبر في كتابه بخسران المنقلب على وجهه عند الفتنة الذي يعبد الله فيها على حرف وهو الجانب والطرف الذي لا يستقر من هو عليه، بل لا يثبت الإيمان إلا عند وجود ما يهواه من خير الدنيا، قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} [الحج:11]، وقال تعالى: }أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ }، وقال تعالى: { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ } [محمد 31]
وأخبر ـ سبحانه ـ أنه عند وجود المرتدين؛ فلابد من وجود المحبين المحبوبين المجاهدين، فقال: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة:45].))
انتهى قوله رحمه الله وذلك ما قاله الإمام أبو العباس أحمد بن تيمية في جواب ورقة أرسلت إليه في السجن في رمضان.
الجهاد كلمة تثير قلق الكافرين ، الجهاد ترعب المنافقين ، الجهاد يكرهها الطواغيت ومن ينهج نهجهم لأنه بالجهاد ينكشف ظلمهم ، وبالجهاد ينقشع ظلامهم ، ويذهب ملكهم ، بالجهاد يثب الثابتون ، ويخون الخائنون ، فضله عظيم ، وأجره كبير ، سماه المصطفى صلى الله عليه وسلم بالسياحة كيف لا وفي الرواية
وروى أبو داود في سننه من حديث أبي أمامة أن رجلا قال يا رسول الله إئذن لي في السياحة فقال النبي" إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله " .
وفي رواية حديث ابن مظعون إنه قال يا رسول الله إن نفسي تحدثني بأن أسيح في الأرض فقال النبي له " مهلا يا عثمان فإن سياحة أمتي الغزو في سبيل الله والحج والعمرة " .
ما أعظم دعاة الحق حين يثبتون ويتكلمون بالحق ولو على رؤسهم ولو على جماجمهم كيف لا وجل علماء التوحيد كانونوا مجاهدين كانوا أتقياء وأنقياء اسمعوا إلى ما قاله أبي الدرداء
عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن أبي الدرداء قال لن تزالوا بخير ما لم تعرفوا ما كنتم تنكرون وما دام العالم يتكلم فيكم بعلمه فلا يخاف أحدا
وهناك أسود لا يزالوا يحبون الله ورسوله ويتبعون أمر الرسول حتى يحبهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إنهم على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم .
عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك " رواه مسلم 1920
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته