بعد أن طمح برشلونة مؤخرا في إعادة سيسك فابريجاس إلى صفوفه بعد رحيله وهو
ناشئ قبل ستة أعوام ، فإن الرد برفض هذه الصفقة جاء عن طريق اللاعب نفسه الذي
قدم في الجولة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي برهانا جديدا على كونه لاعبا رئيسيا
في صفوف أرسنال ناديه الحالي.
وخرج سيسك بإحراز هدفين وصنع اثنين آخرين ومهارة لا تتوقف في اللعب وإتاحة
فرصة اللعب للآخرين ، خلال المباراة التي فاز فيها أرسنال على إيفرتون أول أمس
السبت 6/1 ، ما أغلق الباب أمام إمكانية تناولتها وسائل الإعلام طوال الأسبوع
الماضي حول انتقال اللاعب إلى النادي الكتالوني قبل نهاية فترة الانتقالات الحالية نهاية
هذا الشهر.
وقال جوسيب جوارديولا المدير الفني لبرشلونة تعليقا على ذلك اللقاء "بالتأكيد لن يأتي سيسك
المدير الفني لأرسنال الفرنسي ( أرسين فينجر ) باع بالفعل (التوجولي ) إيمانويل
أديبايور و(الإيفواري) كولو توريه ، وهما من أكثر لاعبيه أهمية ، لذا لا أعتقد بوجود
فرصة للتعاقد معه هذا العام".
وفسر المدير الفني للنادي الأسباني ما كان الكثيرون قد رأوه خلال المباراة. فأرسنال بعد
أن بات أضعف على الورق عقب رحيل هدافه أديبايور وأحد أعمدة خط دفاعه توريه
لم يعد أمامه سوى الاعتماد على أسلوب تناقل الكرة وتنويع أسلوب الهجوم من أجل
الإبقاء على مكانته ، الأمر الذي يحتاج من أجله إلى مخ داخل الملعب ، وكان هذا المخ
هو اللاعب الأسباني الذي أطلقت عليه صحيفة "جارديان" أمس الأحد لقب "ملك
الخيال في الدوري".
وتسابقت الصحافة الإنجليزية بشكل عام على الإشادة باللاعب ، فكتبت "ديلي
تيليجراف": "فابريجاس نظام اللعب".
لكل ذلك ، يبدو رحيل سيسك كانتحار رياضي ، وحتى ولو كان فينجر قد تجنب الإشادة
بلاعب بعينه بعد اللقاء وركز على الأداء الجماعي للاعبيه.
وقال فينجر بعد السداسية "لا يمكن الإشارة إلى لاعب بعينه في نتيجة كهذه. ما هو أكثر
أهمية بالنسبة لي هو ترابط الفريق ، وأننا لعبنا أحدنا من أجل الآخر. لو حافظنا على
هذا الأمر ستكون لنا فرصنا".
لكن رؤية فينجر للأمر برمته ، جاءت قبل المباراة بيوم وليس بعدها ، بعد أن تعجب
"كيف يفكر الناس أننا سنبيع فابريجاس قبل يوم من انطلاق الدوري؟" فربما كان
الفريق هو الأهم بالنسبة للمدير الفني الفرنسي ، إلا أنه لا يفسح مجالا للتكهنات عندما
يتعلق الأمر بلاعب الوسط الأسباني.
كما أن الصورة تزداد وضوحا بالنظر إلى أن الوضع المالي للنادي الإنجليزي ليس
"صعبا" ولا يحتاج إلى "بيع أحد" ، بعد أن أنفق خلال فترة الانتقالات الحالية عشرة
ملايين جنيه استرليني ، بينما حصل في المقابل على 36 مليونا مقابل لاعبيه الراحلين.
ولا يتوقف الانبهار باللاعب عند حدود الملعب ، بعد أنه احتفل بثاني أهدافه الشخصية
في المبارة برفع قميص لأرسنال يحمل رقم 21 واسم صديقه دانييل خاركي لاعب
إسبانيول الذي توفي قبل أسبوع من افتتاح الدوري الإنجليزي.
وقالت "تيليجراف": "تميز قائد أرسنال يتعدى حدود الملعب أيضا".
وفي برشلونة ، النادي الذي نشأ اللاعب في صفوفه وظل به حتى الرحيل إلى إنجلترا ،
هناك نظرات إعجاب بهذه الصفات ، خاصة التي تظهر منها على أرض الملعب.
وقال جوارديولا "إنه لاعب خرج من هذه الدار ونضج كرويا في إنجلترا. وهو أمر مثير للغاية".
وبعد أن أعلن المدير الفني للنادي الكتالوني أن الصفقة لن تتم "هذا العام" ، أصبحت
أمام أرسنال فرصة النهل من موهبة سيسك لمدة موسم آخر ، قبل أن يعود برشلونة
لشن محاولة جديدة.