الحلقة الرابعة عشرة
خرجت من البيت وأدرت محرك السيارة...انطلقت بها متجهاً إلى قهوتي المفضلة قهوة المساء...
وصلت إليها ودخلت...
الحمدلله تكاد تكون خالية إلا من بعض الرواد هنا وهناك....
أخذت مكاناً منزوياً وجلست
طلبت شاياً بالنعناع
جاءني ماطلبت....وبدأت أحتسي الشاي متأملاً ذاتي بهدوء....فهل حقا لدي مشكلة..أم أني أفتعل وجود المشكلة...؟؟
بالقرب مني كان يجلس
شخصان ملامحهما تقول أنهما بالتأكيد من أرض الكنانة مصر....!
كان حديثهما يصلني واضحاً بلا عناء...كان محور حديثهما يدور حول المرأة وكيف تصل معها على الأقل إلى حل وسط...!
(قلت في نفسي حديث عن المرأة حتى هنا...! ألا يكفي الحديث عنها في داخلي)
((قال الرجل الأول : هم الستات دول عايزين يزلونا عشان الحاقات بتعتهم دي..منهم لله منهم لله...ربنا ينتئم منك ياهالة....ربنا ينتئم منك ياهالة...!
قال الثاني : ياراقل حرام عليك
دا الستات مخلوء ضعيف ورقيق (قلت في نفسي بستثناء زوجتي)إنت قررب معها الرقة والهداوة وحتشوف...
قال الأول : مش صحيح الستات دول صنف مش هين أبداً الوحدة منهم عايزة تاكلك وانت ساكت...لكن حتشوفي ياهالة حتشوفي ياهالة دنا حمشيكي على العقين متلخبطيهوش....!!))
قلت في نفسي لن أصبريبدو أني سأشارك معهم في النقاش....! فالهموم على مايبدو مشتركة والأهداف واحدة...!
ولم أكد أكمل كلامي حتى خرج الرجلان على عجل...
وعدت إلى شرب الشاي....
وعدت إلى تأمل ذاتي وواقعي ...
وتزاحمت الأسئلة طلباً للإجابة....
هل ما أنا فيه هو ما يسمى بالزواج ...؟
وهل هذه المرأة التي تقاسمني حياتي
وتقاسمني مكان نومي هي زوجة.....!!
هل كل الزوجات مثل هذه المرأة....؟
هل أخواتي يتعاملن مع أزواجهن بمثل هذه الطريقة.....؟
ياااه ...لا...لا يمكن ذلك أبداً أبداً..!!
إذن لفسدت الأرض ومن عليها...!
يوووه....ما أجمل تلك الوحدة التي كنت فيها....
.... كم كنت أعزباً متفائلاً جداً جداً...
حتى أصبحت زوجاً بائساً جداً...
وربما تائباً جداً جداً....!!
سبحان الله...
أنا الآن أعرف لماذا أردت أن أتزوج...
ولكن هذه المرأة لماذا
أرادت أن تتزوج.....؟
وما الذي تريده من الزواج....؟
أسئلة تصتدم بالواقع الذي أعيشه...؟
أسئلة ترتد إلى داخلي....
قبل أن تخرج...من داخلي...!!
أسئلة...أسئلة...هل ستبقى أسئلة...؟
رغم مضى شهور على زواجنا
إلا أني لم أحس بأني من(فصيلة) المتزوجين...
في كل يوم يمضي أحس بأنه يضيف نقطة أخرى لنقاط اختلافنا....!!
في كل موقف يمضي أحس بأنها تدق مسماراً آخر في نعش طلاقها.....
ترى ماسبب هذا الذي نحن فيه أنا أم هي أم تراها الطريقة في الاختيار....؟
آآه ليتني أضع يدي على مكمن الخلل
رن جوالي كان المتصل رئيسي في القسم ...
بعد أن رددت عليه السلام
قال بلهجة تدل على أن الأمر محسوم سلفاً: يجب أن تسافر في أقرب وقت ممكن هناك بعض الأعمال التي يجب أن تنجزها في القسم الآخر ولامجال لأن تعتذر أبداً...
لم يكن أمامي إلا أن أوافق...
أنهيت المكالمة..
ودفعت الحساب وخرجت من المقهى..
ذهبت إلى مشتل قريب...لأشتري شتلات نعناع صغيرة طلبتها والدتي مني كي أزرعها في حديقة المنزل....
اتجهت لمعرض الزهور فهوغير بعيد من بيتي أوقفت سيارتي ونزلت منها دخلت المعرض لمحت بعض النساء ينظرن إليّ...!!
قلت في نفسي قد تكون أرسلت خلفي العيون من أهلها لم آبه لهن اشتريت ما أريد من الشتلات وقفلت راجعاً لسيارتي ...