جنون المطر
الشاعر: فيصل قرقطي
سائرٌ نحو موتي /
وأعرفُ أن الهواءَ ثقيلٌ /
يمرُّ على عجلٍ في دماءِ الغوايةِ /
يغترفُ الآهَ من غِمْدِها /
والضلوعُ انكسارُ الشحوبِ على الصدرِ /
والصدرُ بُحَّةُ هذا الصدى /
وكهولةُ هذا الكلامْ ..
سائرٌ نحو موتي / أُشذِّبُ عمرَ القطيعةِ / أرفعُ للريحِ شكوى البنفسجِ / أغوي النداءَ الأخيرَ على هذه الأرضِ / أن يفتحَ البرقَ / والبرقُ سلَّمُ هذا الدمارِ / عصيرُ الضياءِ الأخيرِ / تنوسُ النجومُ على محنةِ البرقِ ، والبرقُ أغنيةٌ للملاكِ الذي يفتحُ العمرَ كفاً ويبني تضاريسَ أحلامِهِ في دماءِ الظلام .
سائرٌ نحو موتي أؤجلُ شمسَ الشروقِ / وأغوي الغروبَ لئلا يغيب / لأفتحَ نافذتي لبكاءِ البكارةِ في عَرشِها الرطْبِ ... والضوء يوغلُ في المعصية / يجمعُ الليلُ أشلاءَه في الدموع …
يغيبُ ، ليهبطَ أكثرَ من ندمٍ / وأمرَّ من الاتهامْ ..
شارتي
انكسرت /
والدروبُ غوايةُ
رَحلي وحِلّي / الدروبُ
عناوينُ أهلي / الدروبُ قصائد
شعري .. وشَعرُ حبيباتي الـ كنَّ
رهنَ الصدى ... والمدى في الضياع عليَّ .
الدروبُ انفجارُ المسافةِ .. أغنية في بلاءِ الحطامْ ..
سائرٌ نحو موتي / أُعرّي خفايا السهر
وأغذّي بكاء الندى في حنين الشجر
وأُعلّي السماء قليلاً لأشهقَ /
أدفنُ موتاي في غرفتي وأقوم لأسهر : يستجمعونَ
مواويلهم , وعذاباتِ أحبابهم . كيفَ ذابوا ... وهاموا ؟!
وكيف ابتلى الماءُ والوردُ في نار أعمارهم
واستكانوا ؟! / وكيف يربون رؤيتهم
لطلوع المغيب / على
نزقي في غياب
القمر ؟!
سائرٌ نحو موتي / وأجمعهم واحداً ... واحداً وأطيلُ السهر
كيف لم تسمع الصوت ؟! لم ترتقِ الآهُ في الوجع المرِّ / كنتَ نشيدَ الغلالةِ في القمحِ / كنتَ عناء الضراعةِ في الزيت .. كنتَ القمر .
لم يجئ فارسٌ للتلال على عرش موتك / إلا وكان نشيداً / على مُرِّ عمرك أو حفنـةً من مطـــــر /
لم يجئ راهنُ الوقتِ / إلا على الوقت في مَدِّه ينتحر
لم يجئ راهبُ العمر في صلواتِ الممرِّ الأخير إلى الموت / إلا وكان على كفِّ غانيةٍ من سحر
لم يجئ طالعُ العمر فيكَ ، ولم تتقدم أو تتأخر ، في سر ريب القدر
وأنتَ هناك !! ألم تسمع الانفجار على شطّها ؟! كانت اللحنَ والعمر ... والمرحلة / وأنتَ لماذا تخبئُ ساقكَ ؟! إن لساقكَ عرشاً على كف آلهةٍ من شجر وأنت ! وأنت ! لماذا أشرِّعُ ما لا يطاق / ويومي الأسى في انفجار الطريق .
طريقي فحمْ /
طريقُ البراقِ طباقْ
طريقي لغمٌ مدمَّى /
طريقُ الوصولِ إلى الأهل فيه حرابُ النقيضين / كيفَ يطاقْ ؟!
وشعري كفايةُ رجع الصدى … والرواقُ
أتوِّجُ معصيتي وردةً للرحيقِ الأخير /
فلا بدَّ أعرفُ كيفَ يراق
سائرٌ نحو موتي / أغيّر نجوى القطيعة / أقلبُ العمرَ كفاً بكفٍ / أسرُّ إلى سرِّها بانكساري ولا أعترف / فهذا جنون العفف / ولي من دُنوٍ على قهر أنغامها شَففٌ في الغرفْ .
وأغير نجوى الطبيعة / أقبرُ فاتحةَ المنعطف / للذي يسمعُ الآن معصيةً / وينادي بيان العفف / قد تكللت بنا يا شقي الأجل / والسماحةُ عمرٌ أفل / والسراط على الجرحِ / والشعرُ نوْحُ الأمل / لا تناجي كثيراً / فكل قبورِ العشيقاتِ رهن احتضار المقل / وشَكٌ على الشكِ في سحرهن ... وكان بيان الأمل
سائر نحو موتي / أُغَيّر نجوى القطيعةِ / أقترفُ العمرَ بالعيشِ ، أقترفُ القبرَ بالحلمِ … أقترفُ الشبحَ المرَّ بالسهر الحلو والشبحِ المرِّ / أقترفُ القولَ بالقولِ ، أقترفُ الوردَ بالمستحيل من الصمتِ ، أفترسُ المستحيلَ من الصمتِ / كي أتنفسَ ملءَ تضاريس حمّاي ... أعلو ... فأخترقُ الغيب / لا شاعرٌ سفكَ الروح في الغيمِ ... لا موته شعَّثَ الغيبَ مثلي / ولا صحوهُ أرَّخَ المعصية .
أنا
العمرُ
بين أنينِ
الذنوبِ وبين
نـــواحِ العذارى /
أؤجل ما يلدُ الصــبحُ في
الصبحِ كي تشرقُ الشمسُ / والليلُ
ليسَ بخافٍ عليَّ / مثلَ نتوءٍ بمعطفي الأسود
المزدهر / يا شجر / يا حجر / ضياء القمر / يا
وصــــاااايا السوادِ / على خدِّ آلهة من سحر / كيفَ يكونُ
خطاب الردى / وخطاب العشيقاتِ في الحلم قبل جنون المطر