كبرتُ يـا دُنيا ..~ حكآيآ الودقْ ..! ( 2-2)

[ثلجة وردية]

كبرتُ
كبرتُ يـا دُنيا ما عدتُ ذاتها
طرية العــودِ ضئيلة الشـعورِ
ضيقةَ الخبرةِ ؛ طفلةَ الـأمسِ
و عُ ـاودتكِ و كُـليّ عزمٌ و قوة

فَ كُلُ يومٍ يمرُ هو بِ النسبة ليّ
مكسبٌ تزدادُ فيه روحيّ تألقاً
و نفسيّ ترفعاً و عقليّ حكمةً
و لسانيّ منطقاً و قلبيّ إحساساً و شعوراً
تحملـاً صبراً و نفساً طويلـاً أمام الـأوجاعِ
ليس بِ منقطعٍ
فَ تتسعُ دوائر الـأفاقِ حوليّ
و تتضحُ مُلـابساتُ الـأمورِ
و تنقشعُ عن عينيّ غشّاوةَ الدُنيا
لـِ أُبصرَ بعدهـا نوراً يتمدُ ما امتد البقاء

كبرتُ
و إتسعت مداركيّ
ما بقيتُ على ذاتِ الحالِ
تغيرتُ و حطمتُ أماميّ كُل حاجزٍ كان
يعترضُ تقدم خطواتيّ و سرتُ بِ شموخٍ أنظرُ مواكب الضياء
تُهللُ نزولـاً و صعوداً للـسماء

و يدٌ حبيبه تمتدُ ليّ أن هلميّ معيّ
نحـو التميزِ و الـإرتقاء
فَ ما الدُنيا إلـا شبحٌ يحيطُ بقوافل
القـلوبِ الغضةِ و يعيقُ مسيرها
فَ لـِنُحطم كُل تماثيلَ الخوفِ و الـأفكارِ المُجمدة
التي لن تأخدنا أبعد من مكانِ وقوفنا
تمرداً و ثورةً في وجهِ الظلـام
.

كبرتُ
لـأنكِ أيتها الـروحُ التي أعشقُها
كنتِ ليّ بِمثابةِ الكتفِ التي تسندُ القلب
كلما سقط أو مالْ
كنتِ نِعـمَ الرفيقة التي إنتشلتنيّ
من المكـان و الزمـان
إلى عالمٍ حقيقيٍ بعيداً عن الخيـال
و قلتِ إنظريّ هذهِـ الحياةُ ليست بمستقرٍ
و ليس لنا فيهـا غيرَ الـإرتحال

رغم ما يلتفُ حولكِ من وجعٍ و حُزنٍ
إلـا أنكِ و دون أن تشعريّ غيرتِ بِ داخليّ كُل شيء
أصبحتُ أجمل
أصبحتُ ارقى
أصبحتُ أقوى
أصبحتُ امرأة و قبلكِ قد كنتُ طفلة .!
فَ هنيئاً ليّ بكِ أيتهـا النقيةُ العذبة كَـ نقاوة الماء .


كبرتُ
خلـال عامٍ واحدٍ مئةَ عام
و قد كنتُ قبلها أشقُ العام بعد العامِ
و لـاشيءٌ جديدٌ يطرأُ .!
إلـا إننيّ في هذا العامِ مُختلفة
و لـا أزالُ أطمحُ للـأفضل .
إثنانِ و عشرون ربيعاً إختصرتِها في ربيعٍ واحدٍ
شُ ـكراً شُ ـكراً لكِ من أعماقِ الـأعماق
يـا روحاً تسكنُ روحيّ
أُحِ ـبُكِ ..


ثلجه ورديه