لا أعرف سبباً لزهو موظف الخطوط السعودية وهو يحمل جهازه اللاسلكي في يده ثم يتمتم فورتين سيكستين بانجليزية ركيكة يا سمير أوكي فيه راكب ضايع لقيناه... كلام غير مفهوم... بزهو غريب أمام توسلات الركاب التي لا يكترث لها أحد..
يتضاعف هذا الزهو عندما يدخل موظف السعودية مقطورة الدرجة الأولى ثم يفتح الأدراج العليا ويغلقها بعنف ثم يمضي ثم يأتي زميله من بعده ويفعل نفس الحركات التي لا تنم إلا عن لقافة كبيرة ثم يمضي، لا تدري كم من موظفي السعودية الأرضيين الذين يدخلون مقطورة الدرجة الأولى ثم يصفقون بالأدراج ثم يمضون، الغريب أنهم لا يصفقون بأدراج الدرجة السياحية ربما لأنها مش أد المآم! هل جربت مقصورة الدرجة الأولى لخطوط أخرى، لا أحد يدخلها سوى الملاحين العاملين على الطائرة! أشفق كثيراً على تدني مهنية موظفي ناقلنا الوطني التي يقابلها زهو غريب غير مبرر خصوصاً عند الإعلان عن الرحلات حينما لا تفهم شيئاً مما يقال لتحدث نفسك بأية لغة يتحدث هذا المزهو بانجليزيته الركيكة.
ولا أعرف سبباً لزهو موظف جوازات جسر الملك فهد وهو يمد لك جوازك دون النظر إلى وجهك بل يلتفت تجاه زميله الذي معه في الكابينة ليكملا الحديث في حكاية يبدو أنها مشوقة.. أما موظف جمرك الجسر فينظر إليك شذرا مذرا مزهواً بسلطته.. ولا تفكر أن تلقي السلام لأن لا أحد سيرد عليك... وتسأل نفسك هؤلاء الشباب ألم يأخذوا دورات في حسن التعامل مع العابرين. أليس هؤلاء الشباب واجهة البلد...
أما في الجوازات عند تجديد جوازك فتسمع رح فيذاك... بعد استجداء طويل لتسأل عن معلومة.. أو تسأل عن جوازك الجديد الذي تأخر مدة أسبوعين، مع أنهم في الرياض يعلنون أن استخراج الجواز الجديد يستغرق يوما واحدا وفي جوازات الدمام حينما يصل أهل الجبيل يقولون لهم انتهت الأرقام تعالوا غداً! ثم تسأل نفسك ألا تتبع جوازات الدمام للرياض؟
أين صناديق الشكاوى والاقتراحات التي توصل أنواع القصور في الخدمات للمسؤولين عن هذه الخدمات؟ أين الثواب والعقاب.. كيف تبلغ عن سوء تعامل موظف جسر الملك فهد الذي لا يحمل اسمه؟
ثم تسأل نفسك سؤالاً طويلاً أطول من سرا السيارات العابرة لجسر الملك فهد يوم الخميس! لماذا نزهو نحن السعوديين بتعذيب بعضنا... ما العلة فينا... لماذا إذا مررت بجوازات/جمارك البحرين في جسر الملك فهد سمعت تفضل، مرحبا، وإذا مررت من الجانب السعودي كشروا في وجهك... من المقصر في هذا هل هم هؤلاء الشباب أم المسئولون عن تدريبهم لهذه المهن الحساسة...
من خلق هذا الزهو المزيف لدينا لنغيظ بعضنا، لماذا هذا التلذذ المرضي بالسلطة؟ أين "حب لأخيك ما تحب لنفسك"؟، أين شهامتنا وكرمنا مع الضيوف والمعارف لماذا تحولها السلطة إلى تعال وتأفف وزهو زائف مع الآخرين؟ أسئلة كبيرة تحتاج مشارط جراحي علم الاجتماع الذين لا نملك منهم أحداً لأن الجميع تحولوا إلى محللي أسهم!