دعونا نبكي
في مكان ما قد يكون موجود أو لا يكون.
تجتمع شخصيات مقنعة ترتدي افضل ما لديها من مظهر .
و قد تجد شخصيات بأقنعة قذرة أو متسخة.
يتبادلون الحديث والأفكار ويسحبون حبال الحوار.
تجلس معهم بقناعك المزيف، تستمع وتتحدث.
تعجب بكلمات أحدهم، تلقي له بالا ، تتابعه كلما تحركت شفتاه، وتشاهد لمعان عينه من خلف القناع.
يشدك كثيرا تبدأ بالاقتراب منه كثر واكثر.
تبدي له إعجابك به وبما لديه من منطق وعقل و تفكير.
تطلب منه الخروج من عالم الأقنعة، لتنزع قناعك وترى محياه بلا قناع.
فلا يجيب دعوتك له، مدعيا بان أفكارك وما تحدثت به عن نفسك في السابق يكفي ليعلم من أنت.
أو لم يعلم بان ما تقوله ما هو إلا حديث القناع و تصور شخصية الاختلاق.
أو لم يعلم بان الكثير خلف هذه الصورة المزيفة.
تخرج حزين الوجه، مكترب ، تتمتم ، متندم ...و لما الندم !
أو لم يكن هذا القناع هو من سمح لي بالدخول ؟
أو لم يكن هذا القناع أول ما رآه مني ؟
فلم الحزن ؟ ولم الأسى؟
اخرج ساحبا معي آلافا من بنات الندم غير المبرر.
لاجد في الخارج من تفقعت عيناه من البكاء، ومن صاح وناح.
بجوارهم أقنعتهم ، و قد تهشمت وتكسرت تحت أقدامهم.
ألقيت بقناعي على الأرض، ورفعت قدمي لاطاه ...
ولكن..هل أنا فاعل !؟