لا شيء يوحي أن الأوضاع في اليمن قابلة لإقامة بطولة الخليج في عدن، ولا أعلم سببا وجيها يدفعنا للمضي هناك، فلا البطولة تستحق كل هذه التضحية ولا أرواح اللاعبين بهذا الرخص الذي يدفعنا للمجازفة بهم من أجل إنجاح ((حتة)) بطولة فقدت وهجها منذ زمن، ولم تعد تقدم لنا إلا الضغط تلو الضغط.
أرواح أبنائنا خط أحمر، والسير بهم نحو المجهول جريمة لا تغتفر، والمجازفة بهم خرق لكل مبادئ الإنسانية، يجب أن لا يغادروا الرياض وليكن الفشل حليف البطولة والمنظمين، وليكن الغضب والعتاب حليفنا، المهم أن تكون سلامة أبنائنا في مقدمة أولوياتنا.
سنين طوال ونحن نضحي ونضحي، ونعبث في مسابقاتنا المحلية ونبعثرها ونضغط على الأندية ونوقف الدوري أحيان وأحيان يمضي بلا دوليين من أجلهم، وكنا نقول يستحقون فلا شيء أجمل من لقاء الأخوة ولكن أن يكون اجتماعهم على حساب سلامة ابنائنا، هنا يجب أن نتوقف عن التضحية ونقول لهم ((إن كان التجمع والألفة لا يتمان إلا من خلال وضع أبنائنا في مواجهة الخطر، فلتكن الفرقة)).
الحديث عن بعثرة جدولة، و ((لخبطة)) روزنامة، وضغط مباريات، بالرغم من ملامسته للواقع إلا أنه يعد سخف لا أول ولا آخر له، القضية أكبر بكثير، فالرياضة ومكتسباتها يجب أن تحيد جانبا ، الأضرار التي ستلحق بالمسابقات المحلية جراء المشاركة في المحفل الخليجي يجب أيضا أن توضع على اقرب قارعة للتجاهل، نحن أمام خطر لن يمس إلا الأرواح.
حياة الناس في خطر والخطر يستشعره الصغير قبل الكبير ولم نعد كما كنا في السابق مغيبون عن ما يحدث بعيدا عنا ، فما يجري في اليمن يسمع بالأذن ويرى بالعين ولا يحتاج للجان أمنية تبعث بتطمينات خجولة وتوصيات مليئة بكل شيء وغير خالية إلا من أمر واحد وهو ((عدم الشعور بالمسؤولية)).
((لا يوجد رجل شجاع يمنع إقامة بطولة كأس الخليج في اليمن))، قالها الشيخ عيسى بن راشد النائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة البحريني، وأزود عليها أن قرار عدم المضي لليمن لا يحتاج لشجاعة بل لإنسان يقدر فقط قيمة أرواح الناس لكي يقول للجميع بلا خوف أو وجل (( لن يكون لنا بينكم حضور.. فالدم السعودي غال جدااا، ولن نجازف به ولو ألغينا الرياضة من حياتنا)).
دعم اليمن في محنته له ألف باب وباب، وأجزم يقينا أن دفع لاعبي كرة القدم والرياضيين إلى هناك لا يمكن أن يكون بابا يمكن أن نطرقه دعما لها، والوقوف في وجه الإرهاب حمى الله يمننا الحبيب منه وحمانا لا يمكن أن يكون من خلال وضع العزل في مواجهة النار.
في كل بطولة يشارك فيها منتخبنا منذ أن وعيت على الدنيا والجميع في دعاء مستمر بأن يعود لاعبونا وهم رافعون الكأس، في تلك البطولة وحدها الجميع نسى الكأس والذهب ولا هم له إلا التضرع للمولى عز وجل أن يعيدهم لنا سالمون، وتساوى عندنا المركز الأول والأخير، فسلامتهم هي البطولة. أمر مؤلم ومؤلم جدا أن نضع أيدينا على قلوبنا 12 يوما نترقب عودتهم سالمون لا منتصرون، فلم كل هذا؟؟!!
سطام الثقيل ..