يخطط علماء الفلك الأوروبيون لبناء منظار بصري أكبر بأربع مرات من أي من تلسكوب موجود حاليا.
والتلسكوب البالغ الضخامة (إي إل تي)، والذي سيبلغ عرض مرآته 42 مترا، سيسمح بدراسة أجسام بعيدة بشكل مفصل أكثر من أي وقت مضى.
وسيمكن المرصد الهائل القوة العلماء من رؤية بعض المجرات الأولى التي شكلت الكون.
وقد يساعد أيضا في العثور على أي دليل على الحياة، مثل نمو النباتات، على كواكب بعيدة تدور حول كواكب أخرى.
يذكر أن المرصد الأوروبي الجنوبي (إيسو) يعمل بمنظار كبير جدا (في إل تي) يبلغ عرضه 8.2 مترا وهو موجود في سرو بارانال في تشيلي. وكان قد وصف إيسو بأنه "آلة اكتشاف".
وتقول المصادر إن معدل 1.5 من البحوث العلمية التي تنشر بشكل يومي تستند على الملاحظات والاستنتاجات المجمعة في المرصد في إل تي.
ويقوم تلسكوب إيسو الآن بتركيب أجهزة جديدة يأمل القائمون على المرصد بأيأملون ن تحضهم على دخول مرحلة جديدة من علوم الفضاء.
فقد قال الدكتور أندرياس كوفر: "لدينا الآن منطقة عمل يبلغ عرضها 42 مترا، وهذا هو المعدل الوسط بين 30 و60 مترا (الذي كان يجري التخطيط له)".
وأضاف الدكتور كوفر: "نحن نريد تقديم تصور كامل مع نهاية العام. قد يشكل الأمر طموحا كبيرا بعض الشيء، ولكننا نؤمن أنه ذو جدوى وقابل للتحقيق".
وأقر الدكتور كوفر بوجود خطط لتطوير إي إل تي استمدت جزئيا من روح التنافس مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تخطط لإقامة منظار خاص بها بعرض 30 مترا.
وقال الدكتور كوفر: "نريد أن نعمل شيئا أكبر بقليل من ذلك".
وكان مجلس منبثق عن إيسو قد نظر في وقت سابق في جدوى بناء تلسكوب بعرض 100 متر-أي ما يعادل حوالي حجم جميع المرايا المستخدمة في مناظير العالم مجتمعة
ووافق المجلس الذي تم إنشاءه لمراجعة الفكرة على أنها كانت ذات جدوى، إلا أنه عبر عن قلقه من الكلفة الباهظة للمشروع والتي قدرت بحوالي 1.5 مليار يورو.
وكبديل توافقي، تم تخفيض حجم المنظار إلى مجال يتراوح بين 30 و60 مترا.
وسيمكن المنظار الجديد العلماء من رؤية مجالات أبعد في الكون أكثر من أي وقت مضى. وسيسمح لهم الأمر برؤية مجرات بعيدة وقديمة جدا.
وسيشمل هذا بعضا من أولى المجرات التي شكلت الكون لأول مرة والمكان الذي تشكلت فيه النجوم للمرة الأولى.
فقد قال الدكتور كوفر: "نريد أن نعرف كيف تطورت المجرات. ففي علم الفضاء، أن تبدو واهنا وبعيدا يعني أيضا أن تعود في الزمن بعيدا إلى الوراء".
وأضاف الدكتور كوفر: "إن هذا من أكبر الأسئلة في علم الفضاء، أي كيف تطور الكون".
ولو كان قد تم تركيب منظار بعرض 100 متر، لكان بمقدور العلماء الحصول على صور لكواكب بحجم الأرض وتدور حول كواكب أخرى. ولكن قد يكون هذا أبعد من قدرات تلسكوب بمنظار عرضه 42 مترا.
على أية حال، فقد يمكن المنظار العلماء من دراسة الغلاف الجوي والكتلة الغازية المحيطة بالأجرام السماوية.
كما سيمكن العلماء من البحث عن أدلة طيفية على وجود حياة كوجود غاز الميثان أو الكلوروفيل، والمادة الملونة الموجودة في أنسجة أو خلايا الحيوانات والنباتات والتي تستخدمها النباتات والبكتيريا الزرقاء أو بكتيريا السيانيد في عمليات التركيب الضوئي.
ويقول مسؤولو إيسو إن عملية تركيب المنظار الجديد قد تبدأ في عام 2010 أو 2011.
ولكن لا يوجد اتفاق حتى الآن حول المكان الذي سيقام عليه المشروع.
يذكر أن المراصد الكبيرة مثل في إل تي تتطلب أن تنصب في أماكن بعيدة وجافة وخالية من الغيوم وذلك لتأمين أفضل ظروف الرصد.
وتشمل الأماكن التي يجري الحديث عنها أمريكا الجنوبية والتبت والمغرب وجرينلاند وقارة أنتاركتيكا غير المأهولة والواقعة حول القطب الجنوبي.
وبالقرب من موقع في إل تي التابع لإيسو في صحراء أتاكاما في تشيلي تجري الآن اللمسات الأخيرة على مرصد كبير تموله بريطانيا.
والمرصد المعروف باسم فيستا (منظار علوم الفلك للمسح المرئي والأشعة تحت الحمراء) سيستخدم موجات من الأشعة تحت الحمراء لاستكشاف الأجسام التي يصعب رؤيتها بسبب شدة بعدها أو برودتها وذلك من خلال استخدام الطيف المرئي.
وقد تم شحن الهيكل الفولاذي للمنظار الذي سيحمل المرآة الرئيسية لفيستا إلى تشيلي وجرى تركيبه داخل سياج التلسكوب.
ويأمل العلماء بأن يبدأ توارد الصور الأولى من المنظار الجديد مع بداية الصيف القادم.