[align=center]
بسم الله الرحمن الرحيم
[ وقفات مع الخنزير ]
نلاحظ أن خبر مرض انفلونزا الخنازير سيطر على الإعلام العربي والأجنبي وذلك دلالة على عظم هذا المرض مما دفعني للبحث عن معلومات عن الخنزير في الشرع والطب والأدب وغيرها وأحببت نشر ما جمعته ليستفيد الجميع .نسأل الله التوفيق للجميع .
معلومات عن الخنزير
- صفته الخلقيه:
حيوان خبيث من الثديات . يشبه السباع في الناب وأكل الجيف , ويشبه البهائم في أكل العشب والعلف والحافرية الظلفية أي أن حوافرها مشقوقة .
وله جسم ثقيل وأرجل قصيرة وخرطوم قوي يحفر به الأرض بحثا عن جذور النباتات
- طبيعة سلوكياته:
كسول " وخاصة إذا كبر في السن ", لا يحب ضوء الشمس , ولا توجد فيه عزيمة أو إرادة القتال أو حتى الدفاع عن نفسه .يحب التمرغ في الوحل والقاذورات وهو أكثر الحيوانات الأليفة جشعا فهو وهو يأكل أي شيء حتى قاذوراته وقاذورات الإنسان وهو قليل التجوال يأكل وينام.منعدم الغيرة فيرضى لخنزير أن يركب أنثاه ولا يتحرك فيه شيء .
ومفرط ولوع بالنواحي الجنسية " كتبادل الزوجات والجنس الجماعي واللواط ,قال ابن سيرين: ليس شيىء من الدواب يعمل عمل قوم لوط إلا الخنزير و الحمار "شعب الإيمان للبيهقي "
- خطره على البيئة:
فهو كما قالوا: وباء يمشي على الأرض يحمل معه أكثر من 450 نوع من المرض بمعنى أنه أكبر مستودع للجراثيم الضارة .
وفي عيون الأخبار :قالت العجم " أي الفرس ":وإذا فشا الموت في الخنازير عمّ الناس السلامة و العافية.
ومن هذه الأمراض :السرطان- العقم- الروماتيزم- الإسهال- تصلب الشرايين – الضغط - السمنة -ضعف الذاكرة...الخ
ويروي د. هانس هايترش قصة طريفة جرت في أحد المشافي العسكرية حيث كانت هناك حظيرة للخنازير ملحقة بالمشفى وتعيش على النفايات والفضلات ويذبح أحدها كل شهر طعاماً للمرضى، والعاملين في المشفى. وفي أحد الأيام تدافعت الخنازير على الفرن المملوء بالضمادات المضمخة بالقيح والمهيأة للحرق فاللتهمتها.
وتوفيراً للعلف قررت إدارة المشفى من ثم أن يصبح نصف الضمادات المبللة بالقيح طعاماً للخنازير، وهكذا أصبحت دماء تلك الخنازير مفعمة بالسموم والنفايات .
ما سبق ذكره هذا ما وصل له العلم وإلا كل ما سماه الله خبيثا فهو على وصفه ومعلوم أن الله حرم الخبائث والخنزير من أعظمها خبثا .
في ظلال القرآن قال سيد قطب : وسواء وصل العلم البشري إلى حكمة هذا التحريم أم لم يصل ، فقد قرر العلم الإلهي أن هذه المطاعم ليست طيبة؛ وهذا وحده يكفي . فالله لا يحرم إلا الخبائث . وإلا ما يؤذي الحياة البشرية في جانب من جوانبها . سواء علم الناس بهذا الأذى أو جهلوه . . وهل علم الناس كل ما يؤذي وكل ما يفيد؟!
- لحمه :
أسرع اللحوم فسادا قبل طبخه , أبطء اللحوم في النضج ,وعسير الهضم عن غيره
- قصة خلق الخنزير :
قال ابن عباس :--قال الحواريُّون لعيسى ابن مريم: حدثنا عن سفينة نوح . قال: كان طولها ألف ذراع ومائتي ذراع، وعرضها ست مائة ذراع، وكانت ثلاث طبقات، فطبقة فيها الدوابُّ والوحش، وطبقة فيها الإنس، وطبقة فيها الطير. فلما كثر أرواث الدوابِّ، أوحى الله إلى نوح أن اغمز ذَنب الفيل ، فغمزه فوقع منه خنزير وخنزيرة، فأقبلا على الرَّوْث.
قال د. عمر بن عبد الله المقبل عضو هيئة التدريس في جامعة القصيم : هذه القصة ... أشار إليها الإمام ابن جرير الطبري – رحمه الله – في تفسيره لسورة هود عند الآيتين (38-39)، ولكن هذه القصة لا تثبت، ولا تصح عن النبي – صلى الله عليه وسلم –، بل هي – والله أعلم – مما تناقله الناس عن بني إسرائيل، وفي سياق القصة من النكارة والغرابة ما يجزم الناظر معها أنها باطلة.
- حكمه عند االديانات :
الكل مجمع على تحريمه " الإسلام اليهودية النصرانية الهندوس الزرادشتيه " دين الفرس سابقا"البوذيه "الكنفوشيوسيون " عند الصين "
- متى يجوز أكله :
عند الضرورة لكن لاحتواء دهنه الذي لا تستطيع فصله عن لحمه على نسبة عالية من الكبريت واحتواء لحمه على نسب عالية من حامض البوليك وكل ذلك مؤذي ومسرطن كذلك ثبت أنه إذا أكل دهنه فإنه يتكسر ويتركب بنفس الصورة الخنزيرية فتظل لبنة خنزيرية في شحم الإنسان (لذلك إذا اضطررنا إليه من مجاعة فيجب أن لا نشبع منه ويكفي 3 لقيمات منه)
- أثر الأطعمة على الإنسان في السلوك والصفات :
قال الرازي :قال أهل العلم : الغذاء يصير جزءاً من جوهر المغتذي ، فلا بدّ أن يحصل للمغتذي أخلاق وصفات من جنس ما كان حاصلاً في الغذاء ، والخنزير مطبوع على حرص عظيم ورغبة شديدة في المشتهيات ، فحرم أكله على الإنسان لئلا يتكيف بتلك الكيفية .
قال القرافي : وَقَدْ أَجْرَى اللَّهُ عَادَتْهُ أَنَّ الْأَغْذِيَةَ تَنْقُلُ خُلُقَ الْحَيَوَانَاتِ الْمَأْكُولَةِ لِخُلُقِ الْحَيَوَانِ الْمُتَغَذِّي بِهِ حَتَّى يُقَالَ إنَّ أَرْبَعًا أَكَلَتْ أَرْبَعًا فَأَفَادَتْهَا أَرْبَعًا أَكَلَتْ السُّودَانُ الْقُرُودَ فَأَفَادَتْهَا الرَّقْصَ وَأَكَلَتْ الْفِرِنْجُ الْخَنَازِيرَ فَأَفَادَتْهَا عَدَمَ الْغَيْرَةِ وَأَكَلَتْ التُّرْكُ الْخَيْلَ فَأَفَادَتْهَا الْقَسَاوَةَ وَأَكَلَتْ الْعَرَبُ لُحُومَ الْإِبِلِ فَأَفَادَتْهَا الْحِقْدَ وَالْإِيثَارَ لِلضَّيْفِ مَا لَمْ يَحْصُلْ عِنْدَ غَيْرِهِمْ مِنْ الْأُمَمِ إذْ كَمَا أَنَّ شَأْنَ الْجَمَلِ الْحِقْدُ بِحَيْثُ يَأْخُذُ ثَأْرَهُ مِمَّنْ آذَاهُ بَعْدَ مُدَّةٍ طَوِيلَةٍ كَذَلِكَ شَأْنُ الْإِبِلِ الْإِيثَارُ بِأَقْوَاتِهَا بِحَيْثُ يَجُوعُ الْجَمْعُ مِنْهَا الْأَيَّامَ ثُمَّ يُوضَعُ لَهَا مَا تَأْكُلُهُ مُجْتَمَعَةً فَيَضَعُ كُلٌّ مِنْهَا فَمَهُ فَيَتَنَاوَلُ حَاجَتَهُ مِنْ غَيْرِ مُدَافَعَةِ بَعْضِهَا بَعْضًا بَلْ مُعْرِضَةً عَنْ ذَلِكَ وَعَنْ مِقْدَارِ مَا أَكَلَهُ غَيْرُهَا مِمَّا يُجَاوِرُهَا بِخِلَافِ غَيْرِهَا مِنْ الْحَيَوَانَاتِ
ومما يؤكد أثر اللحوم في انتقال صفاتها لآكليها ما ورد في صحيح البخارى عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ ، هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً وَأَلْيَنُ قُلُوبًا ، الإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ ، وَالْفَخْرُ وَالْخُيَلاَءُ فِى أَصْحَابِ الإِبِلِ ، وَالسَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ فِى أَهْلِ الْغَنَمِ »
- الخنزير في القرآن :
ورد ذكر الخنزير في القرآن الكريم في خمسة مواضع أربعة منها صريحة في التحريم والخامسة في التحقير من شأنه وشأن من وصفهم به
الآيات الصريحة في التحريم :
1. قال تعالى :{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (173) سورة البقرة
2. قال تعالى :{{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (3) سورة المائدة
3. قال تعالى :{{قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (145) سورة الأنعام
4. قال تعالى :{{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالْدَّمَ وَلَحْمَ الْخَنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (115) سورة النحل
الآية الدالة على التحقير من شأنه :
5. قال تعالى :{{قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} (60) سورة المائدة
- حكمه في السنة :
ففي صحيح مسلم : عن جابر بن عبدالله: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عام الفتح وهو بمكة ( إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام .
- الإجماع على تحريم أكله :
نقل الإمامان النوويّ وابن قدامة إجماع المسلمين على تحريم تناول أي جزء من الخنزير، وقال ابن حزم: أجمَعَت أقوال العلماء على حرمته، فلا يَحلّ أكلُ شيء منه
- حكم الأكل من قدرور طبخ فيها لحم الخنزير :
عن أبي ثعلبة الخشني أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنا نجاور أهل الكتاب وهم يطبخون في قدورهم الخنزير ويشربون في آنيتهم الخمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن وجدتم غيرها فكلوا فيها واشربوا وإن لم تجدوا غيرها فارحضوها بالماء وكلوا واشربوا سنن أبي واود" . قال الشيخ الألباني : صحيح
ومما قال الخطابي :هذا أنه إذا كان معلوما من حال المشركين أنهم يطبخون في قدورهم الخنزير ويشربون في آنيتهم الخمر فإنه لا يجوز استعمالها إلا بعد الغسل والتنظيف .
- هل يجوز بيع المحرمات كلحم الخنزير لغير المسلمين?
س21: هل تجوز المتاجرة في الخمور والخنازير إذا كان لا يبيعها لمسلم؟
ج21: لا يجوز المتاجرة فيما حرم الله من الأطعمة وغيرها، كالخمور والخنزير ولو مع الكفرة؛ لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: « إن الله إذا حرم شيئا حرم ثمنه » ، ولأنه صلى الله عليه وسلم لعن الخمر وشاربها وبائعها ومشتريها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها وعاصرها ومعتصرها.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
نائب رئيس اللجنة // الرئيس //
عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //
- صورة يكون المسلم كآكل لحم الخنزير :
في صحيح مسلم :عن سليمان بن بريدة عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه .
قال الحليمي رحمه الله : ومعنى قوله هذا عند أهل العلم أي كمن هو غمس يده في لحم الخنزير بهيئته لأن يأكل والجملة أن اللعب بالنرد كأكل لحم الخنزير
و (النرد) أو (النردشير) هو ما يعرف الآن بالزهر . وقد وضع هذه اللعبة أردشير بن بابك من ملوك الفرس.
- الخنزير يقتل ديانة:
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد )
قال ابن حجر :يكسر الصليب ويقتل الخنزير أي يبطل دين النصرانية بأن يكسر الصليب حقيقة ويبطل ما تزعمه النصارى من تعظيمه ويستفاد منه تحريم اقتناء الخنزير وتحريم أكله وأنه نجس لأن الشيء المنتفع به لا يشرع إتلافه.
- عقائد فاسدة في الخنزير :
قالت صحيفة محلية في ماليزيا أن ألاف الهندوس الماليزيين يطلبون بركات مجموعة من الخنازير البرية يعتقدون أن لديها طاقة سحرية متجاهلين مخاوف بشأن تفشي عالمي لمرض"انفلونزا الخنازير".
وذكرت صحيفة صن :أن معبدا هندوسيا في ولاية بيراك جنوب غربي ماليزيا يجتذب آلاف الزائرين يوميا الحريصين على إطعام وملامسة عشرات الخنازير البرية.
ويعتقد أتباع العقيدة الهندوسية أن الخنازير البرية التي بدأت في الظهور بالقرب من المعبد منذ نحو عام تملك طاقة سحرية وبإمكانها جلب الحظ.
ومن بين الأتباع والزائرين القادمين في حافلات من بلاد تبعد عن ماليزيا مثل سنغافورة وتايلاند هناك المقامرين في اليانصيب الآملين في أن تجلب لهم الخنازير البرية الحظ السعيد.
ونقلت الصحيفة عن اه تونج وهو متطوع في المعبد قوله "الناس يأتون لتقديم الطعام وحك رقم من أربعة خانات على جسم خنزير بري ليحظوا بفرص أفضل ويحققوا نجاحا ماليا كبيرا".
وقالت زائرة للمعبد تدعى لاي تشين تشينغ أنها ليست قلقة من أية تهديدات صحية جراء ملامسة الخنازير البرية رغم تفشي سلالة جديدة من الانفلونزا التي اعتقد في بادئ الأمر أنها مرتبطة بالخنازير.
اعتراض لا محل له :
لماذا خلق الله الخنزير وحرم لحمه ؟
نقول لهم وَمن الذي قال إن الله خلق الخنزير ليؤكل ؟ أكل ما خلقه الله يؤكل ؟!! لــــــقد خلق الله الخـنـزيـر لمهمات أخرى غير الأكل ..خلقة ليجمع كميات هائـــــلة من الجراثيم التي تتكاثر في القمامة ..خلقة ليخلص الدنيا من كميات هائلة من القـمامـة .. ربما تكون الطريقة الوحيدة لتطهير القمامة هي في بطن الخنزير ..خلقه لمهام أخرى متعلقة بالجراثيم والقمامة وليقي الإنسان مضارها ولكن الإنسان أخرجه من شيء نافع وحوله إلى شيء ضار
- في الأدب من شعر وأمثال والحكم :
1. الشعر :
ومن الهجاء ما ذكره صاحب كتاب الأغاني أن الحسن بن علي الخفاف قال حدثنا العنزي قال حدثنا محمد بن زيد العجلي قال أخبرني بدر بن مزاحم أن بُرداً أبا بشار كان طيانا يضرب اللبن وأراني أبي بيتين لنا فقال لي لبن هذين البيتين من ضرب برد أبي بشار فسمع هذه الحكاية حماد عجرد فهجاه فقال :
يا بنَ بُردٍ إخْسَأْ إليكَ فمثلُ الكلبِ في النـاس أنتَ لا الإِنسانِ
بل لَعَمْرِي لأنتَ شرّ مـن الكلب وأَوْلَـــى منه بكلّ هَوَان
ولَرِيحُ الخنزيرِ أهونُ مــن رِيحكَ يا بنَ الطيــّانِ ذِي التُّبَّانِ
2. الحكم:
يروى عن بزر جمهر أنه قال: أخذت من كل شيءٍ أحسن ما فيه، حتى انتهيت إلى الكلب والهرة والخنزير والغراب. قيل: وما أخذت من الكلب؟ قال: إلفه لأهله، وذبه عن حريمه. قيل: فمن الغراب؟ قال: شدة حذره. قيل: فمن الخنزير؟ قال: بكوره في إرادته " حاجته ". قيل: فمن الهرة؟ قال: حسن رفقها عند المسألة، ولين صياحها
3. الأمثال:
* جنةٌ ترعاها الخنازير، يضرب للبلدة الحسناء يسكنها اللئام.
* رعي الإبل أو الجمال لا رعي الخنازير
روت كتب التاريخ من قصص المسلمين في الأندلس أنه على رأس أربعمائة سنة من فتح الأندلس وعمارتها الزاهرة بحضارة الإسلام اجتمع النصارى على المسلمين ووحدوا قواهم وأجلوهم عن كثير من بلاد الأندلس، وحاصروا أبرز حواضرها إمارة قرطبة، وتجهزوا للمعركة الفاصلة التي ستقرر إما الإسلام في الأندلس وإما يعلو الصليب.
وكان أمير قرطبة ابن عباد فارس وشاعر وأديب مشهور ومن عقلاء من ملك الأندلس. . فجمع أهل الشورى عنده يستشيرهم بالاستنصار بدولة المرابطين في المغرب وشمال أفريقيا، وكان أمير المؤمنين فيها الملك الصالح المجاهد يوسف بن تاشفين، فأشار على ابن عباد غالب حاشيته بأن لا يدعوهم، لأنهم أي المرابطين سيأتون من بلاد فقيرة صحراوية فإذا شاهدوا الأندلس وما فيها من النعيم، دفعوا النصارى ثم استلبوا ملك بني عباد وسيطروا على الأندلس وضموها لمملكتهم، وأنه أولى له يصالح النصارى "حاكمهم هو :أدفونش ابن فرذلند " من أن يعرض ملكه للزوال على يد المرابطين وإن كانوا مسلمين. . فسمع من الحاضرين ثم قال لهم أتفكر الليلة وأرى أمري. . ثم جمعهم في اليوم التالي فقالوا له ما رأيت أيها الأمير، قال تفكرت في أمرنا ورأيت أنه " رعي الإبل ولا رعي الخنازير " وذهبت من بعده هذه الكلمة مثلاً، قال رعي الإبل ولا رعي الخنازير، أي لئن يأخذني المرابطون عبداً إن سلبوا ملكي فأقصى ما يصيبني أن أرعى الإبل عبداً عند المسلمين، ولا يأخذني النصارى إن سلبوا ملكي فأكون عبداً عندهم أرعى الخنازير لأهل الصليب. . فالعقل والدين فعلا أن يكون رعي الإبل أولى من رعي الخنازير.
وفي رواية أخرى قال له مستشاريه : الملك عقيم، والسيفان لا يجتمعان في غمدٍ واحدٍ! فأجابهم ابن عباد بكلمته السائرة مثلاً: رعى الجمال خير من رعى الخنازير! أي أن كونه مأكولاً لابن تاشفين أسيراً يرعى جماله في الصحراء، خير من كونه ممزقاً لابن فرذلند، أسيراً يرعى خنازيره في قشتالة؛ وكان مشهوراً برزانة الاعتقاد. وقال لعذاله ولوامه: يا قوم أنا من أمري على حالتين، حالة يقين وحالة شكٍ، ولا بد لي من إحداهما؛ أما حالة الشك فإني إن استندت إلى ابن تاشفين أو إلى ابن فرذلند ففي الممكن أن يفيا لي ويبقيا على العهد، ويمكن ألا يفعلا؛ فهذه حالة الشك. وأما حالة اليقين، فهي أني إن استندت إلى ابن تاشفين فأنا أرضي الله، وإن استندت إلى ابن فرذلند أسخطت الله
وتقول الرواية التاريخية: أن ابن عباد استنصر بابن تاشفين وكان ملكاً مجاهداً قد جاوز التسعين من العمر وكان يأمر جنده أن يربطوه على الخيل حتى لا يسقط لهرمه ، واجتمع جند المغرب من المرابطين وجند الأندلس وكانت معركة الزلاقة المشهورة . ونصر الله أهل الإسلام وفرق جيوش الصليب ومد في عمر الإسلام في الأندلس أربعمائة سنة أخرى. . وانسحب ابن تاشفين من ساحة المعركة مقسماً على جنده ألا يأخذوا معهم من الغنائم شيئاً. . وهذه كانت عاقبة من فكر بهدي من دينه وعقله فقال رعي الإبل ولا رعي الخنازير..
[/align]