في مثل هذا اليوم منذ ست سنوات ، ترجل فارس المجد الكروي وأسطورة الملاعب النجم التاريخي ماجد عبدالله وهو يعلن نهاية المشوار وتوقف نهر الفرح اللذيذ عن الجريان ، وفي حدث لا يكتبه إلا النوابغ كان الفصل الأخير من قصة السحابة 9 ينسج هطول الخيوط الأولى لحكاية أخرى طالت وتشعبت على نحو لم يخطر ببال .
لن أسهب في استعراض تفاصيل الإبداع المعشب الذي طال حصاد خيراته كثيرين ، لأن تفاصيل التفاصيل محفورة في ذهن حتى أصفر المتابعين ، ناهيك عن كبارهم ، بدءأ من دورة تبريز في إيران حتى الليلة التي بكى فيها ماجد وأبكى لتنبت على ضفاف دموعه الملحية مدن السكر وتروى فيها أساطير العشق المعتق المذهل .
يقال إن قيساً لو تزوج بليلى لأصبحت مجرد امرأة عبرت في لحظة من الزمن ولدفنت اسمها رياح السنين ، وأن روميو وجوليت لو ارتبطا لما بقيا رمزا للحب الخالد على مر العصور.
ماجد عبدالله ربما لو أقيم له حفل اعتزال كبقية اللاعبين ، لصار مثلهم وان كان الأبرز، ورغم ذلك ، فالتكريم الذي حظي به العلامة الفارقة في الرياضة السعودية على كافة المستويات آلمحلية والقارية والدولية يفوق كل التعبيرات والاحتفالات الروتينية الرتيبة .
اليوم .. و(النجم ) الأسطع يكمل عامه السادس ، بعيدأ عن سماء الملاعب ، فإن من الأشياء القليلة المبهجة والباقية أن (القمر) ماجد ما زال يضيء فضاءاتنا الرياضية ويهدينا ألقاً لا يبهت ووهجاً لا يخفت !
لا.. لحفل اعتزال ماجد فهو حكاية سرمدية خارج إطار الاعتياد الذي نحشرها فيه ، واذا كنا قد حاولنا سابقا إخضاعها لمقاييسنا فإن من الحكمة أن نعترف الآن بأن النهر لا يتوقف !
للمراسله الناقد