هو نقطة البداية الصحيحة وشرط القبول لكل عمل لم تشرع العبادات إلا لتحقيقه كما قال تعالى (ومَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)البينة
بل هو الغاية من خلق الإنس والجن كما قال جل وعلا : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )
أي ليعبدوني وحدي ولآيشركوا معي أحدا .
وله أهميته وضرورته لكل عمل ولكل عامله وعليه مدار القبول قال تعالى (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ ) ..
إن أول دواعي الإخلاص إن يكون الإخلاص هما لك وأن تدعي الله كثيرا أن يهبك إياه في كل قول وعمل وكان يُروى عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أنه يقول "اللهم اجعل عملي كله صالحا ولوجهك خالصا ولا تجعل لأحد فيه شيئا"
ثانيها : أن عليك حيثما تكونين أن تستشعري قرب الله منك حتى تعلمي أنه أقرب من كل أحد كما قال سبحانه : ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد )
وكما أخبر رسوله صلى الله عليه وسلم :" أنه أقرب الى احد منا من عنق راحلته"
ولاشك أن الحاضر أعظم أثرا في نفس العامل ممن غاب عنه والله شهيد على كل
أحد عند كل عمل كما قال تعالى : (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ.)..
ثالثها : أن تتذكري أن ماصنع لغير الله ضائع وانظري مثلا مامضى من صنائع لم تخلص النيه فيها لله وحده لقد ذهبت ونسيها الذي صُنعت له .
رابعها : أن تتذكري ان غير الله لايستقل بنفعك فينفعك ولايستقل بضرك فيضرك وانما الضار والنافع هو الله جل وعلآ .
خامسها: أن توقني انه لاأحد يحفظ الجميل مثل الله سبحانه وتعالى وانظري كيف حفظ الله لمسطح بن أثاثه رضي الله عنه هجرته وذكرها له واثنى بها عليه حتى بعد وقوعه في حديث الافك ونهى الصديق رضي الله عنه أن يقطع صلته فقال تعالى : (وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ،)...
وحديث الثلاثه الذين آواهم المبيت الى غار فانطبقت عليهم صخرة سدت فم الغار فقالوا: إنه لن ينجيكم مما أنتم فيه الا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم فدعوه بها فاستجاب لهم فانظري كيف يبقى الجميل عند الله وحده ويضيع كل جميل صنع لغيره مهما كان ذلك الغير فاذا نظرتي فإياك ثم إياك وأن تنوي بصنع الجميل لغير مهما كان احتياجك اليه ومهما كان قربه منك أو بعده .
وسادسها : ان تتذكري ان مايسرك من امرك وتُمدحين به فانما هو من فضل الله عليك ومن الظلم ان تنسبي افضاله سبحانه لغيره قال تعالى : ( ومابكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجئرون ) النحل...
وسابعها : افراد العمل لله وحده وعليك أن تصرحي بأن ماتعملينه هو لله لآتريدين به أحدا سواه .
ثامنها : ان تتذكري ان اعمالك في عمرك الطويل – مهما كثرت – لن يقبل منها ولن ينفع الاماكان لله وحده كما قال تعالى في الحديث القدسي :" اني أغنى الشركاء عن الشريك فمن عمل عملا أشرك فيه غيري فأنا بريء منه هو للذي عمله " فلا تضيعي تعبك وانت قادره على حفظه .
تاسعها : ان تعلمي ان القليل بالاخلاص كثير والكثير بلا اخلاص هباء وأن قوة الاخلاص ودوامه من أعظم أسباب مضاعفة الثواب وقد قال عليه الصلاة والسلام عن أصحابه : " لاتسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا مابلغ مد أحدهم ولانصيفه "
عاشرها : إخفاء عملك ماستطعت فالاخفاء هو الاخلاص ولك أن تعودي نفسك عليه ببعض العبادات مثل صدقة السر وصلاة الليل والذكر خاليه , أما الاعمال الظاهره فان الاخلاص فيها عزيز .
جعلني الله وإياك ممن خلت قلوبهم من سواه وامتلآت بحبه وابتغاء مرضاته وجميع المسلمين .
· الكاتب أ : عبدالعزيز بن عبدالرحمن المقحم بتصرف .
· المصدر : كتاب زاد المرأه المسلمه .