ذكرت في موضوع سابق (الوحدة الثقافية أولا ) بان مجلس التعاون الخليجي هو افضل تجربة عربية في عصرنا الحاضر باتجاه الوحدة و التقارب و التضامن العربي و هو نواة للوحدة و التضامن العربي
و جاء الاعلان عن امكانية ضم الاردن و المغرب الى هذا المجلس ليوجه صفعة قوية الى الانظمة الشعاراتية العلمانية الثورية العربية كما وجهت الامارات من قبل في قضية اغتيال الشهيد المبحوح
هذه الانظمة التي ظلت طيلة الفترة الماضية تتشدق بالوحدة و التحرير و لم تجلب الى امتنا سوى مزيدا من الخزي و العار و التخلف و الفرقة و التشرذم لأنها تسببت بالنفخة الجوفاء و العزة الآثمة و قلب المفاهيم و تفريغ العقول
فهذا الاعلان له المؤشرات و الدلالات التالية :
الحس العالي بالمسؤولية لدى قادة مجلس التعاون الخليجي تجاه قضايا امتنا في ظرف من ادق الظروف التي تمر بها امتنا في عصرنا الحاضر و خاصة الخطر التي يشكلها المشروع الايراني الطائفي الثوري التوسعي المتطرف
تغليب المصلحة العليا للأمة على المصالح الخاصة الضيقة فدول الخليج هي الاغنى و الاقوى
الحكمة في اختيار التوقيت و الظرف المناسب فالعالم اليوم مشغول و مذهول بالتغييرات المتسارعة التي تمر بها منطقتنا و من المعروف ان هناك قوى عالمية تعارض و تحارب و تحاول ان تجهض اي تقارب عربي او اسلامي
حسن الاختيار فالاردن و المغرب هي الاقرب ثقافيا الى دول مجلس التعاون فهناك قواسم مشتركة كثيرة
فالانظمة العربية الملكية يمكن اصلاحها و هي جادة في عملية الاصلاح و التغيير لأنها استمرارية لتاريخنا و ماضينا العريق و اصالتنا
بينما اغلب الانظمة الجمهورية العلمانية الثورية يصعب اصلاحها لأنها انظمة دخيلة على ثقافتنا فتحتاج لعمل جراحي استئصالي
و اقول للاصوات التي ارتفعت بالمعارضة لهذا التقارب على رسلكم لمصلحة من تعملون و على اي مبادئ و حجج منطقية تستندون و هل اذا كان هذا التقارب بين الانظمة الثورية سترتفع اصواتكم بالتهليل ام بالتخذيل ؟؟؟
و الشوفينية و العنصرية و العصبية الجاهلية اصبحت مرفوضة و منبوذة من العالم اجمع فالشعب الامريكي اختار رئيسا من اصول افريقية مسلمة
و الاسلام سبق العالم في ذلك بمئات السنين فلا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى
و على الذين يريدون ان يثيرونها حمية جاهلية ان يراجعوا انفسهم و يعيدوا حساباتهم
و لا داعي للقلق فدول الخليج العربي هي الاقوى و بالتالي ستكون هي المؤثر الاكبر و نحو الافضل إن شاء الله