[align=center]عبد العاطى لم يكن وحده صائد للدبابات بل هناك العشرات و من ضمنهم محمد المصرى و الذى تمكن من إصطياد 27 دبابة مستخدما فى ذلك 30 صاروخ فقط من ضمنها دبابة عساف ياجورى الذى طلب أن يراه فبعد أن تم أسره قال عساف أنه يريد كوب ماء ليروى عطشه و الثانى مشاهدة الشاب الذى ضرب دبابته و أخذ عساف ينظر إليه بإعجاب.
أما البطل الثالث و الذى إرتبط إسمه بتدمير دبابة ياجورى و المشاركة فى أسره قبل أن يجهز على 13 دبابة إسرائيلية و يدمرها بمفرده .. هو الرائد عادل القرش ، كان يندفع بدبابته فى إتجاه أهداف العدو بكفاءة عالية حتى أصبح هدفا سهل المنال لطيران العدو.
كان الشهيد قائد السرية 235 دبابات بالفرقة الثانية فى قطاع الجيش الثانى الميدانى فى إتجاه الفردان و يرتبط إسمه بتدمير دبابة العقيد عساف و فى نفس الوقت أنقذ دبابات معطلة للجيش المصرى و أخلى عددا كبيرا من جرحانا.
بعد أن شارك فى صد هجوم إسرائيلى صباح 8 أكتوبر و أدى مهامه بكفاءة عالية ، عاودت قوات العدو هجماتها المضادة بعد ظهر اليوم نفسه فى إتجاه الفرقة الثانية بمعاونة الطيران الإسرائيلى و تمكن البطل من تدميرها كاملة.
عاش القرش 25 عاما فى الإسكندرية و تخرج فى الكلية الحربية دفعة يوليو 1969 و شارك فى حرب الإستنزاف.
محمد المصرى
صاحب الرقم القياسى العالمى فى صيد الدبابات
دمر 27 دبابة بثلاثين صاروخا خلال معارك اكتوبر 1973
انتصار السادس من اكتوبر 1973 _ العاشر من رمضان 1393 هجرية سيظل محفورا بآيات من نور فى ذاكرة التاريخ لانه قلب موازين الكثير من الخطط العسكريةفالجندى المصرى سطر بطولات عظيمة خلال حرب اكتوبر مما اذهل العالم .. ولاعجب فى ذلك لان رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه الكرام اوصوابمصر خيرا لان جنودها خير اجناد الارض .. كما سجل اتاريخ شهادات القادة عنبراعة ومهارة وكفاءة وعظمة الجندى المصرى .. فالمارشال الفرنسى ( مارمون)قال بعد توليته قيادة الحلفاء فى حرب القرم : ( لاترسلوا لى فرقة تركية بلارسلوا لى كتيبة مصرية) .
وقال البارون _ بوالكونت _ بعد ان اذهلته معارك الجيش المصرى فى سوريا عام 1832 : ( ان المصريين هم خير من رأيت من الجنود)
وقال _ نابليون بونابرت _ : ( لو كان عندى نصف هذا الجيش المصرى لغزوت العالم)
وقال المارشال ( سيمور ) قائد البحرية الانجليزية اثناء ضرب الاسكندريةومعقبا على سرعة المدفعية فى الرد من الفتحات التى تم تدميرها : ( رائعايها المقاتل المصرى) .
وقال نابليون الثالث بعد حرب المكسيك : ( قبل ان تصل الكتيبة المصرية الىالمكسيك لم نحظ بانتصار واحد وبعد ان وصلت لم نمن بهزيمة واحدة)
واللورد كنتشر قال بعد انتصاره فى جنوب افريقيا : ( مااكثر المأزق الحرجةالتى وجدت نفسى فيها اثناء القتال ولكنى كثيرا مافكرت وانا فى المازق فىشجعانى المصريين وتمنيت ان يكونوا فى جانبى)
وفى السادس عشر من اكتوبر 1973 قالت التايمز : ( لقد برهن المصريون علىمقدرة جنودهم على القتال وقدرة ضباطهم على القيادة وقدرتهم على استخداماحدث الاسلحة)
ومن جنود مصر البواسل الذين ادوا مهامهم بدرجة كفاءة عالية خلال معاركاكتوبر 1973
البطل ( محمد ابراهيم عبد المنعم المصرى ) الشهير بـ ( محمدالمصرى )
البطل المصرى مع مؤلف الكتاب أمام دبابة عساف ياجورى المدمرة و التى لا تزال موجودة فى الفردان
الذى دمر 27 دبابة اسرائيلية بثلاثين صاروخا وهو رقم قياسى عالمىفالرقم المسجل لاحد الجنود الروس خلال الحرب العالمية الثانية حيث دمر 7دبابات للعدو ولذلك اقيم له تمثال بالميدان الاحمر بموسكو كاحد الابطالالعظام .. ومن هذا المنطلق _ تعالى _ عزيزى القارىء _ نتعرف على قصة حياةالبطل المصرى العربى ( محمد المصرى) :
ولد البطل ( محمد المصرى ) فى الاول من يونيو عام 1948 بقرية شنبارة منقلامركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية وهو اكبر اخوان) .
التحق الطفل الصغير ( محمد ) بكتاب الشيخ ( ابو وردة ) بالقرية ثم كتابالشيخ ( عبد الحليم ) فتعلم القراءة والكتابة وحفظ الكثير من سور القرأنالكريم ثم التحق بمدرسة القرية الابتدائية فاعجب به الاستاذ ( عبد الهادىالصعيدى ) ناظر المدرسة وكذلك مدرسوه لتفوقه فى الدراسة كما لاحظوا حبهوعشقه لمصر من خلال نظراته الدائمة نحو علم مصر اثناء تحية العلم فى طابورالصباح .
كان ( محمد ) يذهب كل يوم احد بعد انقضاء اليوم الدراسى الى سوق الاحد .. وهو السوق الاسبوعى لمركز ديرب نجم .. كان يذهب الى والده وجده حيث انهمامن الترزية البلدى ومعظم زبائنهما من رواد السوق .. وكان جده يعطيه قرشصاغ ليأكل به فيقول ( محمد ) : وانت ياجدى ؟ فيقول الجد : كلنا سوف نأكلمع امك واخوانك عندما نرجع اليهم .. ومن هنا تعلم ( محمد ) معنى الايثار .
فى عام 1957 توفى والد ( محمد ) عن عمر يناهز 28 سنة واثناء تشييع الجنازةكان ( محمد ) بمدرسة القرية الابتدائية ، وعند مرورها امام المدرسة نظر منالشباك ليلقي نظرة الوداع علي والده فاذا بمدرس الفصل ( فتحي عيد ) يصفعهعلي وجه طالبا منه الجلوس علي الدكة .. فصاح التلاميذ وقالوا : يا استاذفتحي هذه جنازة والد محمد ، وبعد انتهاء اليوم الدراسي ذهب محمد اليالمنزل واخذ اخوانه وقفوا مع رجال العائلة لتلقي العزاء .. وفي صباح اليومالتالي ذهب ( محمد ) الي المدرسة وفي طابور الصباح بفناء المدرسة نادىالاستاذ ( فتحي )علي ( محمد ) وقال له : سامحني يا بني : فانا منذ الامس لماذق طعم النوم ويدي التي ضربتك لا استطيع تحريكها ، فقال محمد بعفوية وبراءة الاطفال : انا مسامح يا استاذ .. ثم توالت بعد ذلك رعاية الاستاذلتلميذه انطلاقا من ادبه الجم و تفوقه الدراسي .
و ذات مساء قال محمد لجده - والد والده - : يا جدي انا اقول لك .. ياوالدي ، واقول لابي .. يا والدي ايضا فما معنى ذلك ؟ فتبسم الجد وقال : يامحمد لقد رزقني الله من الذرية بــ 13 ولدا و بنتا ولكن كل واحد كان يعيشلعمر 13 سنة ثم يتوفاه الله ولكن الوحيد الذي عاش حتي 14 سنة هو والدكولذا حرصت علي زواجه مبكرا من ابنة عمه ، وفي ليلة الزفاف تناسوا اطفاءالشموع فشب حريق بالمنزل ولكن عناية الله حفظت المنزل بمن فيه .
ومن عادة اهل الريف عند وفاة الزوج وحفاظا علي الاولاد و الاسرة ولعدةاعتبارات اخري تقوم الاسرة بتزويج ارملة المتوفي من اخيه الذي علي قيدالحياة و الموجود بمنزل العائلة ، و لذا تزوجت ام محمد من السعيد عبدالمنعم المصري ورزقه الله من الاولاد بالمصري و طه و احمد .
بعد حصول محمد علي الشهادة الابتدائية التحق بمدرسة يحيي الاعدادية بديربنجم ولكنه لم يعش طفولته مثل بقية الاطفال حيث اللعب و المرح و اللهوالبرئ فطفولته كانت رجولة ، وفي عام 1963 حصل محمد علي الشهادة الاعدادية، وفي عام 1967 كان طالبا بالسنة الثالثة الثانوية بمدرسة ديرب نجم وتمتاجيل الامتحانات لمدة اسبوعين بسبب اندلاع حرب الخامس من يونيو 1967 ،وبعد وصوله علي الثانوية تم تجنيده في الرابع و العشرين من شهر سبتمبر عام 1969 وتم توزيعه علي سلاح الصاعقة ، و بعد مرور نصف شهر علي التحاقهبالسلاح تعرض لموقف مازال بذاكرته ففي اثناء الخدمة التي تسبق الفجر كانبجواره احد الجنود من رفقاء السلاح فاذا باذان الفجر وهنا اندهش هذاالجندي عندما سمع الاذان ؟ فقال لمحمد ، هل يوجد اذان للصلاة في هذا الوقت؟ فقال محمد : يا سبحان الله .. كل الديانات تعلم ان في هذا الوقت اذاناللفجر ، ثم قص ذلك الجندي لمحمد قصته ومفادها انه وحيد والديه وولده ميسورالحال وبالتالي كان مدللا و يسهر كثيرا ثم ينام و الوقت الذي يستيقظ فيههو الصبح بالنسبة له و يصلي كل الصلوات عدا الفجر ، ولكن الخدمة العسكريةجعلت منه شابا غاية في الالتزام و الانضباط .. و حقا بناء الانسان اصحب منبناء العمارات .
توالت تدريبات الصاعقة وفى احدى التدريبات لاينسى ( محمد ) ذلك الموقفالذى تعرض له مع مجموعة من الزملاء عددهم تيجاوز 75 جنديا ففى اثناء زحفهمليلا اصيب الكثير منهم بالدوسنتاريا فاذا بهم يقابلون بعض النباتاتالخضراء فقال احد الجنود : هذه حلبة خضراء فأكلوا منها ومع اول ضوء للفجراكتشفوا ان ماأكلوه ماهو الا نبات البرسيم فتعجبوا ولكن زاد تعجبهم عندماشفيوا تماما من الدوسنتاريا .
في عام 1969 حصل ( محمد ) علي فرقة الصاعقة وجاء ترتيبه الاول علي الدفعةثم تدرب مع زملائه علي صواريخ ( جرادبي ) وتم حل فوج الصواريخ التابعلسلاح الصاعقة والحاقه بسلاح المظلات وبالتالي كان تشكيل كتائب الفهد ( الصواريخ المضادة للدبابات .
في عام 1970 توفيت والدة ( محمد ) وبقيت كلماتها ( خليك راجل يامحمد ) في ذاكرته .
والبطل ( محمد ) استوعب مع الجنود الابطال والتدريبات العسكرية بصورةممتازة وخاصة بعد قرار الرئيس السادات بطرد الخبراء الروس .. فالصاروخ يمربمراحل ثلاث هي :
1 ـ زمن تجهيزه
2 ـ زمن مروره
3 ـ تدميره للهدف
وهذه المراحل تحتاج الي 100 ثانية ، والوصول لذلك قال الخبراء الروس ( الجندي المصري يحتاج لعشرات السنين ) ولكن الجندي المصري اختصر هذه المدةالي 40 ثانية فقط
ويرى البطل ( محمد المصري ) ان قرار طرد الخبراء الروس يمثل احترام العقلية المصرية بصفة عامة ، والعسكرية بصفة خاصة
وبعد عام 1967 قامت اسرائيل ببناء خط بارليف الحصين من اجل تأمينهاوالاحتفاظ بالارض المصرية المحتلة هذا بالاضافة الي الساتر الترابيوخراطيم النابالم الموضوعة بقناة السويس والتي تحول سطح المياه الي كتل منلهب النيران الحارقة مما دفع الي غرور اسرائيل وقادتها فقد قال ( موشيديان ) وزير الدفاع الاسرائيلي : ان هذا الخط سيكون الصخرة التي تتحطمعليها عظام المصريين وسيكون مقبرة الجيش المصري
وقالت ( جولدا مائير ) رئيسة وزراء اسرائيل : ان تصور عبور القوات المصرية الي الضفة الشرقية يعد اهانة للذكاء .
ولكن الانسان المصري يرفض الذل والهوان ولذا كان قرار العبور العظيم في السادس من اكتوبر 1973 ـ العاشر من رمضان 1393 هـ
كان البطل ( محمد المصرى ) ضمن موجات العبور الاولى .. وبعد التمهيدالنيرانى وعودة طائرتنا بعد تنفيذ مهامها بنجاح استشعر البطل بان اللهتعالى سوف يكلل كفاح وجهاد مصر بالنصر كما استشعر انه ذاهب الى الجنةلكنما راودته مسحة من الخوف ليس من لقاء القوات الاسرائيلية ولكن من عدموصول صاروخه الى الهدف الذى صنع من اجله ولكن تبددت مسحة الخوف بمجرد انوطات قدماه ارض سيناء لاول مرة فى حياته فنظر بجواره فشاهد قائد الكتيبةالبطل ( صلاح حواش ) ساجدا على رمال سيناء فقال له : ماذا بك ياافندم ؟فقال : انا ساجد لله تعالى شكرا وليس بى اى سوء .. وهذا المشهد رفع منالروح المعنوية للبطل ( محمد المصرى) .
وبدأت مهمة البطل ( محمد المصرى ) على جبهة القتال وهى قطع الطريق علىالدبابات الاسرائيلية بمعنى انه كمين للقوات الاسرائيلية فالموقع الذى بهليس فيه اصابات لانه محفوف بالمخاطر من كل الجهات فاما حياة او استشهاد .. وبعد اداء المهمة يعود ( محمد ) الى مكان التمركز .. واثناء تواجده بوادىالنخيل وبعد هدوء القتال وفى الساعة الثالثة صباحا تسلق زميله الجندى ( شفيق فخرى سوريال ) نخلة لاحضار بعض البلح وبمجرد وصوله الى مكان البلح ( عمة النخلة ) سمع ( محمد ) خبطتين متتاليتين ثم شاهد طيران عمة النخلة فىالهواء وسقوطها على الارض فايقن ان ( شفيق ) قد استشهد فزحف اليه فوجد نصفخوذة ( شفيق ) على رأسه والنصف الاخر قد طار فى الهواء و ( شفيق ) ملقىعلى الارض ووجهه فى اتجاه السماء ورافع سباطة البلح لاعلى .. فقال ( محمد ) : ماذا بك ياشفيق ؟ فقال : انا بخير ولاتخف فالبلح لم يمسه التراب ..
وفىيوم السابع من اكتوبر 1973 _ الحادى عشر من رمضان 1393 كانت المواجهةالاولى بين البطل ( محمد المصرى ) وبين الدبابات الاسرائيلية .. ففىالساعة التاسعة صباحا وبوادى النخيل وفى اقل من الزمن المطلوب اطلق صاروخهنحو دبابة اسرائيلية معادية فتحولت الى كومة من النيران فقال قائده البطل ( صلاح حواش ) مسطرة يامصرى .. بمعنى : ان خط المرور من القاعدة الىالدبابة كالخط المستقيم لاعوج فيه .. وفى هذا اليوم بلغ اجمالى الدباباتالتى دمرها البطل 4 دبابات .. واصدرت القيادة المصرية 5 بلاغات رسمية منرقم 9 الى 13 اذيع الاول فى الساعة السابعة صباحا والاخير اذيع فى الساعةالحادية عشرة وعشر دقائق ليلا وشملت خسائر القوات الاسرائيلية 30 طائرة و 32 دبابة عدا الدبابات والعربات المدرعة التى تركتها وخسائر الافراد .
وفى الساعات الاولى لصباح يوم التاسع من اكتوبر 1973 _ الثالث عشر من شهررمضان 1393 اجتمع داخل شعور البطل ( محمد المصرى ) نقيضان فبعد الاشتباكمع القوات الاسرائيلية وتدمير دباباته واسر الكثير من الاسرائيليين فرحالبطل ( صلاح حواش ) وبعد هدوء المعارك احضر زمزمية الماء لرى ظما الابطالوكل بطل كان حريصا على ان يشرب زميله اولا وبمجرد قيام البطل المقدم ( صلاح حواش ) باعطاء الزمزمية الى البطل ( محمد المصرى ) اذا بسقوطه علىالارض فزحف اليه البطل ( محمد ) فوجده مصابا بدانة اسرائيلية وقال لمحمد : مصر امانة بين ايديكم يامصرى .. ثم صعدت روحه الى بارئها .. فاهتز البطل ( محمد المصرى ) ولكن سرعان ماتمالك نفسه لان عمله من منطلق العقل والذهن .. وهذا من اصعب الاعمال .
وجلس ( محمد ) على الرمال يرسم مابمخيلته فاذا باثنين من الجنود المصريينامامه ثم طلبا منه التوجه معهما الى مركز قيادة المعركة بالفرقة الثانيةلمقابلة البطل العميد ( حسن ابو سعدة ) فذهب معهما وبمجرد ان شاهده البطلالعميد ( حسن ابو سعدة ) قال له : اهلا يابطل .. معى احد الاشخاص وهو الذىطلبك ؟ فقال : من هو ياافندم ؟ وعلى الفور اشار البطل ( حسن ) الى ذلكالشخص الجالس معه .. انه عساف ياجورى قائد اللواء 190 مدرع الاسرائيلىالذى وقع فى الاسر
وظل ( عساف) يتأمل البطل ( محمد المصرى ) مدة طويلة ثم امره بالانصراف .. وهنا قال البطل ( حسن ابو سعده ) بعد ان دمرت دبابات عساف وتم اسره طلبمنى كوب من الماء ورؤية الجندى الذى دمر دبابته .. وهنا قال البطل ( محمدالمصرى ) : الحمد لله .. لقد اخذت بثأر قائدى البطل ( صلاح حواش ) وثأرالشهداء الابرار .. وفى هذا اليوم بلغ عدد الدبابات التى دمرها البطل ( محمد المصرى ) 6 دبابات
وفى التاسع من اكتوبر 1973 اصدرت القيادة المصرية 5 بلاغات اذيع اولها فىالساعة العاشرة و ( 23 ) دقيقة صباحا واذيع الاخير فى الساعة الخامسة و ( 32 ) دقيقة ليلا وتضمنت البلاغات حصول القوات المصرية على الشاطىء الشرقىللقناة بالكامل وتدمير اللواء 190 مدرع الاسرائيلى واسر قائده ( عسافياجورى ) وتدمير 102 دبابة اسرائيلية
وفى الثانى عشر من اكتوبر 1973 تلقى البطل ( محمد المصرى ) الاوامرباحتلال احدى التبات والاشتباك مع القوات الاسرائيلية وتمكن البطل منتدمير 6 دبابات اخرى .. وفى الرابع عشر من اكتوبر قام البطل بتدمير 10دبابات اخرى واصدرت القيادة المصرية 4 بلاغات عسكرية اذيع اولها فى الساعةالواحدة و ( 55 ) دقيقة صباحا واذيع البيان الاخير وهو برقم 39 فى العاشرةمساء .. وبعد مصرع ( ابراهام مندلر ) القائد العام للمدرعات الاسرائيليةالقى وزير الدفاع الاسرائيلى بيانا جاء فيه ( ان اسرائيل تخوض الان حربالم تحارب مثلها من قبل وهى حرب صعبة ومعارك المدرعات فيها قاسية والمعاركالجوية مريرة وهى حرب ثقيلة بايامها وثقيلة بدمائها)
بعد قرار وقف اطلاق النار سمح الملازم اول ( فتحي خالد طه ) الذي توليالقيادة خلفا للشهيد ( صلاح حواش ) للبطل ( محمد المصري ) بزيارة اهله لمدةساعات ، وما ان وصل ( محمد ) الي القرية حتي وجد اشاعة تسبقه بانه قداستشهد ، وما ان شاهده اهالي القرية حتي فرحوا فرحا شديدا و خرجوا الياستقباله وبعد ان راي اسرته عاد الي الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية ليستقلاتوبيس العودة لموقعه ومواصلة جهاده و كفاحه و لكنه وجد موقف اتوبيسات ابوخليل خاليا من السيارات و مزدحما بالجنود فتحدث مع مسئول الموقف للتوصلالي حل ثم قصد منزل مدير فرع الشركة فاستقبله الرجل بترحاب وتفهم الموقففنزل من المنزل وذهب الي موقف الاتوبيسات وجمع كل السائقين من منازلهم وامرهم بتوصيل الابطال الي مواقعهم ، ووصل البطل ( محمد المصري الي موقعهبابي سلطان ثم صدرت اوامر العميد ( محمد عبد الحليم ابو غزالة ) قائدمدفعية الجيش الثاني بتحرك البطل ورفاقه الي منطقة الثغرة ، ثم صدرت اوامراخري بالتحرك الي منطقة الجفرة بالجيش الثالث الميداني تحت قيادة اللواء(عبد المنعم واصل ) ، و بعد تجميع كتائب اللواء 128 مظلات تم اختيار 3 مناكفأ موجهي الصواريخ ، وكان البطل ( محمد المصري ) احدهم .. فقد كانت هناك 3 دبابات اسرائيلية مستترة خلف احدي التبات وكانت تطلق طلقات طائشة في ايوقت و في كل اتجاه برغم وقف اطلاق النار .. و لكن اسرائيل لا تحترمالقرارات و القوانين .
و تقدم الضارب الاول و اطلق صاروخه علي الدبابة الاولي فتحولت الي كومة منالنيران ، واطلق الضارب الثاني صاروخه نحو الدبابة الثانية ففرت هاربة بعداصابتها ، وجاء دور البطل ( محمد المصري ) و لكن الدبابة التي كانت مننصيبه تخندقت فلم يظهر منها الا فتحة الماسورة اما برجها فحر الحركة ، ولكن البطل ظل مرابطا لها علي مدار 36 ساعة بلا نوم او طعام او شراب لانهاستشعر بان هناك رباط من نوع خاص بينه و بين هذه الدبابة ، و بمجرد ظهورثلث ماسورة الدبابة قام باطلاق صاروخه علي فواهة الماسورة فانفجرت فهللالجنود و صاحوا ( الله اكبر ) ابتهاجا و احتفالا بتدمير الدبابة و كفاءةاداء ابن مصر البطل ( محمد المصري ) وبعد نصف ساعة حضر للموقع البطل ( عبدالمنعم واصل ) وقدم تهنئته للبطل واعطاه 10 جنيهات مكافأة له و قال له : والله يا بطل ما في جيبي غيرها ، ثم احتضنه .. فاهتز البطل لهذا الموقفالنبيل .
ويرى البطل ( محمد المصري ) ان الجندي في المعركة كالقاض علي منصة القضاء، فالقاضي لارقيب عليه الا الله تعالي وضميره ولذا كان البطل حريصا عليتوصيل الصاروخ الي الهدف الذي صنع من اجله لأنه يعلم ان ثمن الصاروخ منقوت الشعب المصري فإذا لم يصل الصاروخ الي الهدف انعدم الضمير واذا لميستشعر لذة العمل فلن يصل الي الناس ، فالمعركة روح وضمير ، ولذلك دخلالبطل ( محمد المصري ) التاريخ من اشرف الابواب .. فهو صاحب الرقم القياسيالعالمي في تدمير الدبابات وهو ايضا صاحب اعلى معدلات الاداء فبثلاثينصاروخا دمر 27 دبابة اسرائيلية منها دبابة عساف ياجوري قائد اللواء 190مدرع اسرائيلي .
ولأن البطولة التزام فقد قام البطل محمد المصري باتمام زفاف اخوانه واخواته واثرهم علي نفسه .
اما اسباب عدم القاء الضوء علي انجازات البطل ( محمد المصري ) بعد انتهاءمعارك 1973 مباشرة وعدم تكريمه ضمن الابطال المكرمين خلال الجلسةالتاريخية بمجلس الشعب يوم الثامن عشر من شهر فبراير عام 1974 فذلك يرجعالي :
ـ ان البطل ( محمد المصري ) لم يكن من صلب تشكيل الفرقة الثانية بل كان احتياطيا ( م . د ) للواء 120 مشاه
ـ تنقل البطل من الفرقة الثانية الي منطقة ( ابو سلطان ) بناء علي اوامرمن العميد ( محمد عبد الحليم ابو غزالة ) وبالتالي كان ضيفا علي المكان .
ـ كان البطل من صلب تشكيل اللواء 128 مظلات وهذا اللواء معظمه لم يدخلالحرب علي الجبهة فالفصيلة الثانية من السرية الثانية من الكتيبة 41 فهدهي التي اشتركت في القتال علي الجبهة .. وهي فصيلة البطل .اما بقية افراداللواء 128 مظلات تم تكليفهم بحماية منطقة قنا وتأمين السد العالي ولذااطلق عليه ( اللواء قناوي )
ـ استشهاد المقدم ( صلاح حواش ) القائد المباشر للبطل ( محمد المصري )
ولكن بعد حصر انجازات البطل من قبل الجهات المعنية تم تكريمه حيث طلب الرئيس ( محمد انور السادات ) من المشير ( احمد اسماعيل ) وزير الحربيةالحضور بصحبة البطل ( محمد المصري ) الي منزله بالجيزة .. وفي الموعدالمحدد كان البطل مع وزير الحربية بمنزل الرئيس السادات ، وصافحه الرئيسالسادات ثم احتضنه وقال له : انت زعلان يامحمد لعدم تكريمك في الجلسةالتاريخية لمجلس الشعب ؟ فقال البطل : لا ياافندم فأنا اديت واجبي نحووطني في فترة من فترات عمري ويكفيني فخرا ان سعادتك تستقبلني في بيتك وهذاشرف لي .
فقال الرئيس السادات : اذا لم تكن الدولة قد كرمت في مجلس الشعب فانا اكرمك في بيتي .
ثم قام الرئيس السادات بتقليد البطل ( محمد المصري ) وسام نجمة سيناء
وهذا هو نص ماجاء فى فى وثيقة التكريم :
_____
من انور السادات
رئيس جمهورية مصر العربية
الى عريف / محمد ابراهيم عبد المنعم المصرى
من القوات البرية
تقديرا لما قمتم به من اعمال بطولية خارقة تدل علي البسالة النادرة والقدرة الفازة و التفاني في القتال و ذلك في القتال المباشر مع العدو فيميدان القتال .. قد منحناكم وسام نجمة سيناء من الطبقة الثانية .
و امرنا باصدار هذه البراءة ايذانا بذلك
تحريرا بقصر الجمهورية بالقاهرة
في اليوم السابع و العشرين من شهر المحرم
لسنة الف و ثلاثمائة و اربع و تسعين من هجرة خاتم المرسلين
19 فبراير 1974______
كما تم تكريمه من قبل المشير احمد اسماعيل واللواء يوسف صبري ابو طالب
وهذا ماجاء في تقدير اللواء ( يوسف صبري ابو طالب ) مدير مدفعية القوات المسلحة المصرية في ذلك الوقت :
_____
جمهورية مصر العربية
وزارة الحربية
ادارة مدفعية القوات المسلحة
شكر وتقدير
الي الرقيب / محمد ابراهيم عبد المنعم المصري
يسرني ان اقدم لكم شكري وتقديري علي المجهود المخلص الذي بذل خلال معاركاكتوبر المجيدة والبطولات التي احرزتها في تدمير دبابات العدو
واني ادعوكم الي مواصلة الجهد لرفعة سلاحنا العتيد وقواتنا المسلحة الباسلة
وفقنا الله جميعا لخدمة وطننا العزيز
لواء / يوسف صبري ابو طالب
مدير مدفعية القوات المسلحةوفىفبراير عام 1974 تم تكريم البطل فى احتفال اقيم خصيصا بقيادة وحداتالمظلات فى حضور المشير احمد اسماعيل .. وفى الخامس من يونيو عام 1975 كانالبطل فى احتفالية عودة افتتاح قناة السويس امام الملاحة العالمية والتىحضرها الرئيس السادات وابطال اكتوبر وبعض الاشقاء العرب والقياداتالسياسية والعسكرية والشعبية .. وعادت القناة امام الملاحة العالمية منجديد وغنى الشعب المصرى والعربى مع العندليب عبد الحليم حافظ :
رجعنا اللى راح يابلدنا
وفردنا الشراع يابلدنا
وبعزم الرجال يابلدنا
خطينا المحال يابلدنا
قالها الزعيم من غير مايحلف
عمر الزعيم مايقول ويخلف
لابد حتعود القناة
وتعود ليها تانى الحياة
وادى الامل فوق الشراع
عالى جاب كل اللى ضاع
جاتله الشعوب من كل وادى
جت بالهنا تشارك بلادى
واجرت وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة والمرئية احاديثا مع البطل ( محمدالمصرى ) وذلك تكريما له واحتفالا بنصر اكتوبر الخالد ,, ولاينسى البطل الحديث الاذاعى الذى اجرته معه الاذاعية ( امال فهمى ) لبرنامجها الشهير ( على الناصية ) بالبرنامج العام فقد خصصت حلقة كاملة للبطل واثناء التسجيلحضرت مواطنة مصرية الى الاذاعية ( امال فهمى ) وقدمت خطابا يتضمن شيكابمبلغ من المال تبرعا لمعهد القلب والقصر العينى وطلبت هذه السيدة عدم ذكراسمها بالبرنامج .. وهنا قالت الاذاعية ( امال فهمى ) للبطل ( محمد المصرى ) : كيف ترى مصر ؟ فقال : فى الخطاب الذى معك
وفى الاول من شهر يناير عام 1975 ترك البطل الخدمة بالقوات المسلحة وتمتعيينه بقسم مراجعة الايرادات بمجلس مدينة ديرب نجم بمحافظة الشرقية
وفى العاشر من شهر يوليو عام 1979 تم زفاف البطل ( محمد المصرى ) على ابنةعمه السيدة ( عفاف عبد الفتاح المصرى ) ورزقهما الله من الابناء بحساموعلية وهشام
هذا وقد انتقل البطل ( محمد المصرى ) للعمل بمجلس مدينة ابو المطامير بمحافظة البحيرة وترقى حتى وصل مديرا عاما للعلاقات العامة.[/align]