السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مفاهيم أدبية .. نقلتها لكم من الأستاذ : حسام الله يجزاه خير .. عسى أن ينتفع بها
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأحبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، حياكم الله ووقاكم مما يزري بالكريم ، وأدام سعادتكم وهناءكم في هذه الأيام المباركة ، نتوجه إليه سبحانه وتعالى مخلصين وملحين في دعائنا أن يجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه.
هذه الأسطر التي أضعها بين أيدي إخواني لم أدع فيها علما ولا معرفة وإنما هي محاولة لتقريب بعض المفاهيم الأدبية والنقدية لإخواني عسى أن تفيدهم أو توضح لهم على الأقل معالم الطريق .
منذ مدة وهذه الفكرة تراودني حاولت أن تعرف النور حينها ، لكن الظروف كانت أقوى من ذلك .
واليوم وقد تيسر ما تعسر بالأمس ، وعادت الفكرة القديمة المتجددة إلى الظهور من جديد، طاغية على غيرها من الأفكار، وفارضة نفسها أكثر من أي وقت مضى فلم أجد مانعا من تنفيذها حتى ينتفع بها الإخوان.
ولم أقصد أثناء جمع مادتها التأليف لأن ذلك له شروطه ومنهجيته، وإنما أن تكون أفكارا قد ترفع لبسا ، أو تزيد فهما وإدراكا ، وحسبي إن حققت هذا الهدف المنشود وهذا مصداقا للحكمة القائلة : ( علم علمك من يجهل ، وتعلم ممن يعلم ، فإذا فعلت ذلك حفظت ما علمت، وعلمت ما جهلت ) .
وما أطلبه من إخواني إلا الدعاء الصادق بأن ييسر لي الله ما قد تعسر ، حتى أنعم بجوار الحبيب هناك ولو لساعات معدودات وهي أمنية يتمناها كل مسلم .
وما تفيقي إلا بالله، عليه توكلت ، ومنه نرجو السداد والرشاد.
خصـــائص الشعر ومقوماته الفنية
مفهوم الشعر : الشعر تعبير عن الحياة كما يحسها الشاعر من خلال وجدانه وتصوير لانعكاسها على نفسه ولقد لجأ الانسان إلى الشعر منذ نشأته الأولى ليصور إحساسه مدفوعا بحاجته الفطرية إلى التعبير عما يجيش بداخله مستعينا بالغناء و الإيقاع ، ثم عمق إحساسه ونضج إدراكه واتسعت آفاق دنياه وانفسحت آماله وتعقدت عواطفه وظل الشعر مع ذلك – وسيظل – يعبر عن عالمه النفسي و يساير عمق إدراكه للوجود و انفعاله بالحياة و اندماجه في الكون.
و كلما تقدم الانسان وصقل ذوقه ورهف حسه إزدادت حاجته إلى الشعر وإلى الفن بوجه عام تبعا لازدياد شعوره بمعنوياته ووعيه لإنسانيته التي تميزه عن الحيوان الأعجم الذي يقوم وجوده على الضروريات المادية، ويخطئ من يظن أو يعتقد أن زمن الشعر قد ولى إلى الأبد ، لأننا في عصر التكنولوجيا والمعلوماتية والتطور العلمي الرهيب.
المقومات الفنية للشعر هي :
1 - التجربة الشعرية .
2- الوحدة العضوية
3- الصور التعبيرية بما فيها من الألفاظ و العبارات و الصور و الأخيلة و الموسيقى .
مفهوم التجربة الشعرية :إذا سيطر على نفس الشاعر موضوع أو فكرة أو مشهد من مشاهد الحياة و عمق شعوره و انفعاله به و استغرق فيه متأملا مفكرا و أصغى إلى إيقاع النغم لهذه المعاناة في أعماق نفسه فهذه هي التجربة الشعرية .
نرى مثلا "إيليا أبو ماضي" في قصيدة" الطلاسم " و خاصة في طلاسم البحر يقف أمام ألغاز الوجود حائرا فيسائل البحر ويدير معه الحوار إلتماسا للوصول إلى أسرار الكون .
فهذه تجربة شعرية انفعل فيها الشاعر بهذا الموقف فجاءت قصيدة معبرة عن معاناة نفسية و صدى للنغم الداخلي الذي هز وجدانه .
ومن التجارب الشعرية ما هو ذاتي محض ، ومنها ما يتجاوز حدود الذاتية الخاصة للشاعر إلى آفاق عامة اجتماعية و إنسانية .
ومو ضوعات هذه التجارب لا يمكن حصرها ، فهي تتسع لكل ما تتسع له الحياة ، ولا يشترط أن يكون موضوعها شيئا عظيما ، فقد يكون عاديا أو أمرا هينا ، و الشاعر الأصيل هو الذي يستطيع أن يجد موضوعات تجاربه في كل ما حوله ، ما دام ينفعل به و يحس وقعه على وجدانه .
و الشعر فن جميل ولهذا يتجه – أو يجب أن يتجه - إلى المثل العليا ليحقق شرط جماله وقوام فنيته ، و المقصود بالجمال هنا هو الجمال المعنوي الذي يجده الانسان في الخير و الفضيلة و الحق و الشرف العدل .