الشمس
لشاعر النيل حافظ ابراهيم
لاح منها حاجب للناظرين
فنسوا بالليل وضاح الجبين
ومحت آيتهــا آيتـــه
وتبدت فتنة للعــالمين
نظر إبراهـام فيها نظرة
فأرى الشك وما ضل اليقين
قال : ذا ربي ؛ فلما أفلت
قال : إني لا احب الآفلين
ودعا القوم إلى خالقهــا
وأتى القوم بسلطـان مبين
رب إن الناس ضلوا وغووا
ورأوا الشمس رأي الخاسرين
خشعت أبصارهم لمـا بدت
وإلى الأذقان خروا ساجدين
نظر آيتهـــــا مبصرة
فعصوا فيها كلام المرسلين
نظروا بدر الدجى مرآتهـا
تتجلى فيه حينــا بعد حين
ثم قالوا : كيف لا نعبدهــا
هل لها فيها ترى العين قرين ؟
هي أم الأرض في نسبتهـا
هي أم الكون والكون جنين
هي أم النار والنور معــا
هي أم الريح والماء المعين
هي طلع الروض نورا وجنـى
هي نشر الورد ؛ طيب الياسمين
هي موت وحيــــا للورى
وضلال وهدى للغـــابرين
صدقوا ؛ لكنهم ما عملـــوا
إنهــــا خلق سيبلى بالسنين
أإلــه لم ينزه ذاتـــــه
عن كسوف ؛ بئس زعم الجاهلين
إنما الشمس ومــا في آيها
من معان لمعت للعــارفين
حكمـة بالغة قـد مثــلت
قدر الله لقـوم عـــاقلين