قصيدة الشّاعر بهاء الدّين زهير من شعراء العصر العباسي .
قصيدة حزينة تصف لوعة الفراق وألم الفقد , ولأنّ أصدق الشّعر
الرّثاء , أحببت أن أنقلها إليكم , رحم الله أموات المسلمين جميعا :
نـهاك عـن الـغواية ما نهاكــــــــــــا .... وذقـت مـن الصبابة ما كفاكــــــا
وطال سراك في ليلِ التصابـــــــي .... وقـد أصبحت لم تحمد سراكــــا
فـلا تـجزع لـحادثة الليالــــــــــــي .... وقل لي إن جزعت فما عساكــا
وكـيف تـلوم حـادثة وفـيهـــــــــــا .... تـبين مـن أحـبك أو قـلاكــــــــــا
بروحي من تذوب عليه روحـــــــي.... وذق يـا قلب ما صنعت يداكــــــا
لـعمري كـنت عن هذا غنيـــــــــــــا .... ولـم تعرف ضلالك من هداكــــا
ضنيت من الهوى وشقيت منـــــــــه.... وأنـت تجيب كل هوى دعاكــــا
فـدع يـاقلب مـا قد كنت فيـــــــــــه .... ألـست تـرى حبيبك قد جفاكـــا
لـقد بـلغت به روحي التراقــــــــــي .... وقـد نظرت به عيني الهلاكـــــا
فيا من غاب عني وهو روحـــــــي .... وكيف أطيق من روحي انفكاكــا
حـبيبي كيف حتى غبت عنـــــــــــي .... أتـعلم أن لـي أحـدا سـواكـــا
أراك هـجرتني هجراً طويــــــــــلا.... ومـا عـودتني مـن قبل ذاكــــــــــا
عـهدك لا تطيق الصبر عنـــــــــي.... وتـعصي في ودادي من نهاكـــــا
فـكيف تـغيرت تلك السجايــــــــــا.... ومـن هـذا الـذي عني ثناكــــــــا
فـلا والله مـا حـاولت عــــــــذراً.... فـكل الـناس يـعذر ما خلاكـــــــــــا
ومـا فـارقتني طـوعاً ولكـــــــــن .... دهـاك مـن الـمنية ما دهاكــــــــا
لـقد حـكمت بـفرقتنا الليالــــــــي .... ولم يك عن رضاي ولا رضاكــــا
فـليتك لو بقيت لضعف حالـــــي .... وكـان الـناس كـلهم فـداكــــــــــا
يـعز عـلي حين أُدير عينـــــــــي .... أفـتش فـي مـكانك لا أراكـــــــــا
ولـم أر فـي ســــــــواك ولا أراه .... شـمائلك الـمليحة أو حـلاكــــــــــا
ختمت علي ودادك في ضميـري .... ولـيس يـزال مـختوماً هناكــــــــا
لـقد عـجلت عليك يد المنايـــــــا .... وما استوفيت حظك من صباكــــا
فـوا أسفي لجسمك كيف يبلــــى .... ويـذهب بـعد بـهجته سناكــــــا
ومـالي أدعـي أنـي وفــــــــــــيّ .... ولـست مـشاركاً لك في بلاكــــــا
تـموت وما أموت عليك حزنــــاً.... وحـق هواك خنتك في هواكــــــا
ويـا خـجلي إذا قـالوا محــــــــبّ .... ولـم أنـفعك فـي خطبٍ أتاكــــــــا
أرى الـبـاكين مـعي كـثيــــــــراً .... ولـيس كمن بكى من قد تباكــــــى
فـيا مـن قد نوى سفراً بعيـــــداً .... متى قل لي رجوعك من نواكـــــا
جـزاك الله عـني كـل خيــــــــرٍ .... وأعـلم أنـه عـني جـزاكــــــــــــــا
فـيا قـبر الحبيب وددت أنـــــي .... حـملت ولو على عيني ثراكــــــــا
سـقـاك الـغيث هـتانــــــــاً وإلا .... فـحسبك من دموعي ما سقاكــــــا
ولا زال الـسلام عـليك منـــي .... يـرف مـع النسيم على ذراكـــــــــــا