شخصية تاريخية
2003 - 4 - 25
الوسط - محرر الشئون التاريخية
هو. .. عمر بن المختار بن فرحات، وأمه هي عائشة بنت محارب، وقد ولد في البطنان ببرقة العام .1862 التحق وهو ابن 16 عاما بمعهد للعلوم الشرعية، وقد كان نهج التعليم في المعهد يقتضي أن يقوم الدارس بأداء بعض المهن اليدوية مثل: النجارة والحدادة، وقد تميز عمر المختار في هذه الحرف وفي ركوب الخيل على سائر إخوانه في المعهد، وتميز أيضا بشخصيته القيادية واتزان كلامه وجاذبيته، مع تواضع وبساطة.
انقطع عمر المختار عن مواصلة تعليمه حوالي سنة ،1886 وذلك بسبب إحساسه بأن وطنه وقومه في حاجة إلى عمله وجهاده. إذ إن البلاد المجاورة كلها قد وقعت تحت الاحتلال الأجنبي، مصر والسودان تحت الاحتلال الإنجليزي، وتونس والجزائر تحت الاحتلال الفرنسي، ما يعني أن ليبيا هي البقعة الوحيدة التي بقيت من الدولة العثمانية التي لم تخضع بعد لأجنبي، وقد بدأت إرهاصات الزحف الإيطالي في هذه الفترة. وفي العام 1911م عندما هاجمت القوات الإيطالية الغازية ليبيا ودخلت المدن الساحلية، نهض الشيخ مع المجاهدين الليبيين في كل بقعة من تراب الوطن للدفاع عن البلاد. وتقدم عمر المختار الصفوف ليقود حركة الجهاد منذ العام .1922
كان عمر المختار معلما وبارعا استراتيجيا في تكتيك الصحراء. وهو يعرف جغرافية البلد جيدا، ويعرف كيف يستغل امتيازه في معاركه مع الطليان الذين لم يتعودوا على البيئة الصحراوية. وبدأ بألف رجل، وقاد رجاله مجموعاته المتحركة في معارك ناجحة مع الطليان. وهاجم عمر المختار وقواته القواعد الامامية وقطعوا خطوط التموين والاتصال تاركين الطليان مذهولين ومحبطين، وجعل من الجبل الأخضر معقله، ولكن ضرباته كانت تطارد الإيطاليين في كل أرض ليبيا، وعاش المجاهدون حياتهم مع عمر بين كر وفر، بين نصر وهزيمة، ولكنهم لم يعرفوا معه معنى الضعف أو الاستسلام لهزيمة أو حصار من أعدائهم، وظل كذلك حتى في أحرج اللحظات، سواء في أثناء الفتنة الداخلية التي كادت تشتعل الحرب الأهلية، أو أثناء الحصار، ثم المحاكمة قبل إعدامه، عندما سئل: "لماذا قاتلت الدولة الإيطالية؟" أجاب: "دفاعا عن ديني ووطني