السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
،
[حَدَثْ -1-]
كانتْ تتحدثْ قي الهاتف أو بالأحرى كانت تُعبر عن مشاعرها إتجاهَ تلكَ المرأة , و كانَ
طفلُ الخمسِ سنوات بجوارها يلعبْ , لم تكترثْ بوجوده بل ربما لمْ تعتقد أنهُ سيُهتمْ لحديثها ,
فإسترسلتْ بالتعبير عن ما في خلجاتِ نفسها , وذاكَ الصغير يسترقُ السمعَ مُتجاوزاً إعتقاداتْ أمهِ
بأنهُ لن يتأثر بما تقول ,و في ذاتِ مرّة أتى الحديثُ بالصدفة عن تلكَ المرأة التي كانت الأمْ تتحدثْ عنها ,
فإذا بطفل يقول بكُلِّ عفوية:"ماما أنا ما أحبه لأنكَ ما تحبينه "
.
.
.
الكٌره و الحب و الحقد .....الخ من المشاعر تورثْ من الأباءِ للأبناء , فليحرصْ الأباء على توريثِ المشاعر الراقيّة في
نفوس أبنائهم و بناتهم , و لا يتهاونوا بالحديثِ أمامهم بطُرقْ تلقائيه , فتكوين المشاعر إتجاه الأشخاص يتدخل فيهِ الأبوينْ ,
و خاصةً حديثْ الأمهات بالهاتف , فرجائي أن لا ننسى أن هُناكَ مشاعر أخرى تتكونْ من نسجِ أحاديثنا.
[حَدَثْ -2-]
أمْ لاحظتْ حرص بناتها على الإستماع لحديثها في الهاتف , و نتيجة لهذهِ الملاحظة
قررتْ أن تتكلم بالهاتف بعد إغلاق الغرفة عليها , و عند أول تنفيذ لهذا القرار سمعتْ الأم في دولابِ
الملابس
صوتاً , فقطعت حديثها في الهاتف لتلقي نظرة عن مصدر الصوت
,و ما إن فتحت الدولاب حتى وجدت أصغرَ بناتها داخله بعد أن اعترفتْ أنها ما فعلتْ ذلكَ إلا لتستمع لما تقول :/
تعليق :الطفل كالورقة البيضاء مستعد لأن يكتبَ فيه أي شيء من خيرٍ أو شر,
لذا فهو بحاجه إلى والديه ليغرسا فيهِ مشاعر إيجابية و فضائل إسلامية .
المنع ليسَ حلاً من وجهة نظري ,
فعلى العكس جميلُ جداً أن يستمع الأبناء لحديثِ أبائهم الطيبْ/ الحَسنْ ليكونوا كما هُمْ , و ربما أفضل .
.