بسم الله الرحمن الرحيم
ظننتنيْ سحَابة قناعة وامتنان فلَم اجد في دواخِلي إلاَ موجة بَحرٍ ليس له قرار بِسُفن تمضي أشرعتها عَكس مَا أصبو إليه ..فَجعتني عواصف !
تَهاوت السُفنْ يَمنة وَيسرة وصَاح رُكابها بالقُبطانْ لكنهُ لَم يباليْ للنِداء وَلم يُحرك ساكنْ ذَرة سـوى توزيِع بالوناتٍ مملؤة بالهواء
مَضت عوَاصِف مهيبَة وَ قذفتهم السُفن فِي بَحر مخمَليْ ;فامتَزج صوتُ الريحِ بأراجِيـز الإستغاثة المليئة بعظيم الاحتياجِ للربْ
مُحمد يَعلو الخَشبة ؛ ومازِن متمسك بالبالون ؛ وَ ماجِد لا زَال متشبثْ بحبلِ المُرساة وأما راوية فقد رفعت توأميها فوق كتفَيها وَحوَطها ماجدٌ بحبلٍ متهتكْ بيده الأخرى لعلهَا تَبقى قريبة ؛ فَبقى مَشدودُ من جِهتين حتى كاد ينصدُع جسمه نصفين متماثِلينْ ؛وَالبقية بأحوالَ مشابِهة
مضت ساعات ٌ طِوال وَتجمدت أركَانُهم مع الأمواج القــُطبية ؛فَظهَر يأس ليسَ لَهُ سوابقْ وَ حنِينْ مَلسوعٌ بِحرقة وَالبعضْ تمنى كَسر ساعة
التَقمهم حــوتٌ كبيرْ فظلوا يُسبحون الله ويهللونَ مائة عامٍ ونيفْ
تسَابيحَ وَمحامدٍ وعاشُوا جميعهم ولفظَهم الحوتُ بعد المائة و النيفِ ولَكن مَاجد متوفى من الطهي داخلْ الحوتْ حملته العجائِز سريعاً
حملته العجَائز سريعاً نحو دفنِه تحت الثرىًْ؛ فاعتلى المكانُ شهيق وزَفيرْ على الارض المقدسة وَلم يُوجد شابٌ يصبرهم فجميعهم اضحوا عجائز!
مَاذا اُتم من قِصة هبطتْ اَحداثُها على قلبٍ عشريني فمر باعتاب الخمسينْ ليقطف صبراً لكنه ضل طريق العودة؛فاستظل تحتَ شجرة زيتون سبعينية
عبير العتيبي