يا وفرة الخير
يا وفرة الخير صغت بعض أبياتي... تحكي القديم وشيئا من معاناتـي
سكنت فيك وأضناني الهوى سقمـا ... والعشق يسقم دومـا في البداياتي
ما خلت مثلك في السكنى ولابلد ... فـأنت أمــي وعمّــاتي وخـالاتي
والقاطنون بك أهلى وإن نزحـوا ... فلـم يزالوا على حبّ المؤاخاتي
ما غيّر الدهر أخلاقا لهم جبلت ... على الجميل وأصحـاب المراعاتي
بيض الثياب كرام في مجالسهم ... أرباب علــــم وأصحاب الصناعاـتي
ياوفرة الخير لن أنسا ك مهما نأت ... بنا الدروب وشطّت في المساراتي
عشت بك وهضاب البيد معشبة ... والطير في شـدوه عـــذب المناجاتي
والزهـر يملأ أحضان الربا وهجا ... نشــوان تحسـبه نــور المجرّاتـي
أكاد من حبّهـا يُقضى على كبدي ... لولا اصطباري لخانتني عباراتي
إنّ المحب إذا عانى الهوى تلف ... حتـى الطـبيب يعاني من مداواتي
أخفى هواها ولا أبدى به أبدا ... ولا يري حـاســــدى إلا ابتهـاجــاتي
ياعــاذلي لاتقل إني شقيت بها ... دهـــرا ولـم أستفـد غير الغرامات
كانت هي الحبّ والدنيا بأكملها ... أعطت لسكانها أسـمى العطــيّات
وكم كـتـبت بهـا وزنا وقافية ... فـي حبّ ليلـى ودبجـت المقـالات
كانت صديقة ليلى إذ تبشّرني ... تقــول حبـّك محـمـود النهـاياتي
فقلت بشراك تهدي خافقى أملا ... أني سأحظى بليلى في المسرّات
ربـي إلهى بسطت الكف ملتمسا ... إليك أشكــو بــبثـي وابتـهالاتي
قد ضرّني قول عذّالي وأنت ترى ... ضعفي وعلمك يغنى عن سؤالاتي
ودعتهــا ودمـــوع العين ساكبة ... إنّ الغــــريب غريب في الملـمّات
ياوفرة الخير مانفسي بسالية عنك ... لافي القديم ولا في المـقبـل الآتي
قيلت بمناسبة ملتقى شباب الوفرة الثاني بالخفجى بقاعة الرومنسية
شعر / محمد على العبدلى