بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
يسعدني أن أشارك معكم بعرض بعض الموضوعات - التي يمكن أن ينتفع بها المسلمون - من كتاب ( نصائح طبيب إلى كل مريض وصحيح ) لمؤلفه الدكتور أسامه عبد الرحمن فوده
* وقد عرضنا قبل ذلك من خلال شبكة الإنترنت موضوعات :
العلاج بالصيام ، والعلاج بالدعاء ، والعلاج بالحج والعمرة وماء زمزم (من الأسباب الشرعية للشفاء). وكذلك الاستشفاء بالحبة السوداء ، ثم في هذا المقال نعرض لكم :
التداوي بعسل النحل
(من الأسباب المادية للشفاء والتي لها أيضا بعداً شرعياً )،
وسوف نستعرض – إن شاء الله وبإذنه - المزيد من أبواب وفصول الكتاب _ مجاناً _ لتعم الفائدة ، نسأل الله القبول ، ونسألكم الدعاء .
ومن فاته أحد هذه المواضيع فيمكن أن نعرضها له مرة أخرى في هذا المنتدى أو أن نرسلها له على الإيميل ، أو يمكن - إذا رغب -أن نرسل له الكتاب الذي يحتوي على كل هذه المواضيع (نصائح طبيب) بالطريقة التي سنذكرها في آخر هذا المقال ، مع ذكرنا أيضاً نبذة عن الكتاب.
* وننبه في هذا الكتاب علي أنه بنبغي علينا الحرص على ألا يكون الأخذ بالأسباب الشرعية التعبدية في الشفاء مجرد عادات نتعود على فعلها ، أو أننا نفعلها لمجرد فائدتها الصحية أو غير ذلك من الفوائد فقط ، وإنما يجب أن تكون نيتنا - في كل عباداتنا - الإخلاص لوجه الله تعالى وابتغاء مرضاته وامتثالاً لأوامره واجتناباً لنواهيه.
وأن معرفتنا لبعض فوائد هذه العبادات الشفائية - التي لانشك في أن فيها كل الفوائد علمنا ذلك أم جهلناه - يجعلنا نزداد إيماناً مع إيماننا ويقيناً مع يقيننا بعظمة هذا الدين القيم وأن هناءنا وسعادتنا وشرفنا وعزتنا وقوتنا واطمئنان قلوبنا وصحتنا في انتسابنا إليه وعلمنا وعملنا به.
* وفي هذا الكتاب نلفت النظر إلى الحرص على الأخذ بالأسباب الشفائية جميعها : الأسباب الشرعية جنباً إلى جنب الأسباب المادية ( والتي منها الذهاب إلى الطبيب الحاذق المتخصص ، والتشخيص الصحيح للمرض ، وتنفيذ التعليمات الطبية بدقة ) مع إعتقادنا الجازم بأن الشافي هو الله ولاشفاء إلا شفاؤه ، فهو الذي أوجد الشفاء وخلق الأسباب وأمرنا بالأخذ بها.
وقد ذكر الإمام ابن القيم في كتابه "زاد المعاد"، فصل الطب النبوي : "إن الطبيب الحاذق هو الذي يراعي في علاجه عشرين أمراً" وذكر الأمر السابع عشر فقال: "أن يكون له خبرة باعتلال القلوب والأرواح وأدويتها وذلك أصل عظيم في اعتلال الأبدان، فإن انفعال البدن وطبيعته عن النفس والقلب أمر مشهود، والطبيب إذا كان عارفاً بأمراض القلب والروح وعلاجهما، كان هو الطبيب الكامل، والذي لاخبرة له في ذلك، وإن كان حاذقاً في علاج الطبيعة وأحوال البدن، نصف طبيب.
وكل طبيب لا يداوي العليل بتفقد قلبه وصلاحه، وتقوية روحه وقواه بالصدقة، وجعل الخير والإحسان، والإقبال على الله والدار الآخرة فليس بطبيب بل متطبب قاصر، ومن أعظم علاجات المرض فعل الخير والإحسان والذكر والدعاء، والتضرع والابتهال إلى الله، والتوبة، ولهذه الأمور تأثير في دفع العلل وحصول الشفاء أعظم من الأدوية الطبيعية، ولكن بحسب استعداد النفس وقبولها وعقيدتها في ذلك ونفعه.
فصل :
العسل ومنتجات النحل
( التي كانت ومازالت وستظل غذاء ووقاية وعلاج وشفاء للناس )
قال تعالى : ( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنْ اتَّخِذِي مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنْ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) النحل 69.
فمن الإعجاز العلمى والطبى لهذه الآية الكريمة ( والله أعلم ) :
عدم التصريح بأن مايخرج من بطون النـحل هوالعسل فقط
( الذى تختلف ألوانه باختلاف تركيبه ونسبة الرطوبة فيه وتركيزات محتوياته من فيتامينات وأملاح معدنية وإنزيمات وأحماض عضوية ومواد عالقة ، والتي يرجع إليها صفاته الفيزيائية والكيميائية ، ويظهر ذلك في اختلاف رائحته وطعمه ونكهته ، وأيضاً في الكثافة والقلوية والتبلور وبالتالى تأثيره على علاج الأمراض المختلفة ، والتركيب الكيميائى للعسل يعتمد إلى حد ما على النباتات التى تغذى عليها النحل وعلى التربة التى تغذت منها هذه النباتات ، وكذلك على الظروف الجوية واختلاف الفصول ، وأيضاً على كثافة النحل واختلاف سلالاته ).
ومع أن هذا هو مايُفهم ضمنيا - من الآية الكريمة - إلا أن علماء النحل وجدوا أن هناك منتجات أخرى تخرج من بطون النــحل لاتقل أهميـة إن لم تكن تزيـــد - فى بعض الأحيان - فى التأثير العلاجى عن العسل.( ولا مانع من الجمع بين المعنيين فى الآية الكريمة والله أعلم ).
وهنا ملاحظة :
وهى أن التنوين فى كلمة ( شفاء ) - كما ورد فى( روح المعانى ) - إما للتعظيم أى شفاء أىُّ شفاء ، وإما للتبعيض أى فيه بعض شفاء فلا يقتضى أن كل شفاء به ، ولا أن كل أحد يُستشفى به.
وكذلك نجد أن كلمة شفاء نكرة لنفس الغرض.
وقد نفهم من ذلك أن الشفاء هنا يتضمن بعض أسباب الشفاء وليس كل الشفاء.
وقد يكون هذا دليلاً على عظمة وشمولية الشفاء أى أن الله تعالى أتاح لنا استعمال العسل بأساليب شفائية متعددة وفى أوجه شفائية كثيرة والله أعلم.
وتتضمن منتجات النحل بالإضافة إلى العسل
الغذاء الملكى
سُـم النحل
شمع العسل
وقد يضيف النحل بعض مايخرج من بطنه ( مثل العسل
ممزوجا باللعاب ) إلى مواد أخرى يجمعها من النبات مثل :
حبوب اللقاح ،
والتي تُسمى بعد هذه الإضافة
خبز النحل
وكذلك الصموغ التى تُسمى بعد إضافة إفرازات النحل إليها :
بروبوليس ( صمغ النحل )
فتصبح هذه المواد شافية للناس من بعض الأمراض بإذن الله.
وهذه المنتجات قد تستعمل بمفردها ، أو مركبة بإضافتها إلى مواد علاجية أخرى.
وللأهمية الطبية الكبرى ، والفائدة الصحية العظمى لـلعسل ومنتجات النحل ، سوف نستعرض بعض الفوائد الطبية ، والطرق المثالية للاستفادة من هذه الفوائد أقصى استفادة ممكنة ، وعلى سبيل المثال لا الحصر :
عسـل النحل: ( Bee Honey )
قال صلى الله عليه وسلم ( الشِّفَاءُ فِي ثَلاثَةٍ شَرْبَةِ عَسَلٍ وَشَرْطَةِ مِحْجَمٍ وَكَيَّةِ نَارٍ وَأَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ ) رواه البخاري.
فعسل النحل :
هاضم ، سهل الامتصاص ، مولد للطاقة ، فاتح للشهية ، ملين مدر للبول ، منفث ( طارد للبلغم ) ، مهدئ ، ملطف ، قاتل للميكروبات ، مضاد للبكتيريا والفطريات والفيروسات ، مضاد للعدوى مضاد للتسمم ، مضاد للأنيميا.
لهذه الأسباب المعلومة أو لغيرها من الأسباب التى مازالت مجهولة كان للعسل تأثيره الطبى الإيجابى على أجهزة الجسم المختلفة ، وسوف نستعرض بعض ماقاله العلماء المتخصصين فى هذا المجال باختصار شديد .
*** على الجلد وملحقاته من الشعر والأظافر:
* فقد ثبت علمياً نجاح عسل النحل فى علاج الحروق والجروح حتى أن بعض المراكز الطبية تخصصت فى هذا النوع من العلاج.
* وثبت أهميته أيضا فى علاج تقرحات الفم ، والتقرحات الجلدية.
لما له من تأثير مضاد للالتهابات .
ولكونه وسط لاتنمو فيه الميكروبات } حيث وجد فيه مواد مضادة للميكروبات ( كمادة إنهبين ، والماء الأكسجينى ، وحمض الفورميك وهو من المواد المضادة للعفن) ، ولدرجة التوتر العالية فيه ( التركيز العالى للسكر فيه ) ، ولغير ذلك مما قد لانعلمه الآن..{
هذا بالإضافة إلى أن العسل مغذ للأنسـجة
ويساعد على إلتئامها لما يحويـه من مادة الجلوتاثيون.
( والتفسير العلمى الحديث أوضح لنا كيفية حدوث هذا التأثير للعسل على الجروح ، إذ بملامسة العسل للجروح يمتص الماء منها فيُصبح العسل مُخففا ، فيتفاعل إنزيم مؤكسد الجلوكوز مع الجلوكوز لينتج جلوكونولكتون وفوق أكسيد الهيدروجين ( الماء الأكسجينى ) وهذا الأخير مطهر قوى مع أنه غير ثابت ويتحلل خاصة فى وجود الضوء ولكن نظراً لاستمرار تولده بواسطة إنزيم مؤكسد الجلوكوز الذى يستمر مفعوله فإنه يعطى محلول العسل خاصية قاتلة للبكتيريا - خصوصاً إذا لم يتعرض للضوء - ويبدو أيضاً أن وجود العسل على الجروح يرفع فيها نسبة الجلوتاثيون الذي يلعب دوراً مهماً فى عملية الأكسدة التحويلية وتنشيط انقسام ونمو الخلايا مما يؤدى إلى سرعـة اندمال الأنسـجة والتئام الجروح ).
وقد أظهرت الأبحاث المعملية الحديثة أن للعسل نشاطاً مضاداً للميكروبات شديدة المقاومة مثل ستافيلوكوكس وستربتوكوكس والشيجيلا والسلمونيللا والإي كولاي والإسيدوموناس ، وكذلك نشاطاً مضاداً للفطريات مثل الكانديدا البكانز . ومن هذه الأبحاث :
- بحث مصري ( من كلية الطب جامعة طنطا للدكتورة عزيزة الفقي والدكتور مصطفى إبراهيم ) عُرض في الندوة الدولية للاستخدامات الطبية لمنتجات النحل بالمركز القومي للبحوث بمصر في 8-9 مارس 1997.
- (Molan, et al, 1988) , (Zevanovic, 1994) , (Allen, et al, 1991) (Dilnawaz, et al, 1995).
وكما جاء في رسالة ماجستير تحت عنوان : ( تأثير العسل التثبيطي على نمو الكائنات الدقيقة )
للطالب / خالد الفريح ـ بقسم علوم الأحياء ـ بجامعة الملك عبد العزيز ـ تحت إشراف الدكتور نبيه عبد الرحمن باعشن ، والدكتور صالح كابلي. ونُشر ذلك في مجلة الإعجاز العلمي - العدد الخامس.
بل وأكثر من ذلك ، وجد للعسل تأثير مضاد لطفيل اللشمانيا.
) ( Trop-Doct. 1997 ; 27 Suppl 1: 36-8
* كما ثبت أن للعسل أهمية كبيرة فى الحفاظ على نضارة البشرة وصفائها ، لذلك فهو يدخل فى كثير من التركيبات الخاصة بالعناية بالبشرة والشعر . إذ أنه يقوم بامتصاص إفرازات الجلد الدهنى وبتطرية الجلد الجاف ، علاوة على أنه يؤدى إلى امتلاء الخلايا السطحية من البشرة ، ويعمل على ترطيبها ، وذلك بتغذية النسيج الطلائى وتنشيط الدورة الدموية فيها.
* وقد استَعملت - بحكم تخصصى فى الأمراض الجلدية - العسل موضعياً مع مرضى يعانون من قرح مزمنة بالجلد لم تستجب للعلاج الطبى التقليدى ( منها قرح بالساق بسبب الاصابات أو الدوالى ، وقرح بباطن القدم نتيجة فقد الإحساس العصبى ، وقرح بقدم مرضى السكر ، وكذلك قرح الفراش ) وكانت النتائج طيبة بفضل الله.
وهذا ماقد أثبتته الأبحاث الطبية فى هذا المجال ، منها دراسة ميدانية أجريت في مستشفيات جامعة عين شمس تحت إشراف الدكتور إبراهيم شامخ عبد السلام خلال الفترة من 1993حتى 1996- بكلية الطب جامعة عين شمس - على 500 مريض يعانون من قرح بجلد القدم ، وفيها تم استخدام عسل النحل الطبيعي موضعياً دون استخدام مضادات حيوية موضعية أو بالحقن ، وقد أسفرت التجارب عن نتائج باهرة إذا ماقورنت بالعلاجات الأخرى مثل السولكوسيريل والفيوسيدين.
فالعسل مادة معقمة ذاتياً ، ومضادة للبكتيريا ، رخيصة الثمن ، سهل الحصول عليها ، بالإضافة إلى المميزات العلاجية الأخرى التي ذكرت.
* وفى دراسة أخرى للدكتور إبراهيم شامخ - أيضاً
خلال الفترة من 1992 حتى 1997 تم فيها استخدام عسل النحل بالفم ( ملعقة كبيرة صباحاومساءً ) وموضعياً بعد جراحة سرطان الثدى ، مع الاستعمال اليومى لمطحون حبة البركة بالفم
( ملعقة صغيرة يومياً ) ، كانت النتائج الشفاء التام بعد إجراء الجراحة بنسبة 100% بدون ارتجاع للسرطان لمدة 5 سنوات من المتابعة ، وقد أثبتت الأبحاث وجود حامض الكافيك وحامض السيناميك وهذان الحامضان يعملان فى التأثير على الحامض النووى للخلايا السرطانية فقط عكس الكيماويات التى تؤثر على الخلايا السليمة والخلايا السرطانية فى آن واحد. وقد عُرضت هذه الدراسات بالندوة الدولية للاستخدامات الطبية لمنتجات النحل بالمركز القومي للبحوث بمصر في مارس 1997.
*** العسل فى طب الأطفال :
* لوحـظ أن إضافـة العسـل إلى غذاء الأطفال يزيـد أوزانهم ويُحسن حالتهم بشكل ملحوظ وخاصة أولئك الذين يعانون من اضطرابات هضمية كالاسهال وسوء الامتصاص أو سوء التغذية كما أنه يساعد على تحسين نمو العظام والأسنان عندهم ويزيد مقاومتهم للأمراض ، ويُسرع بشفائهم عند إصابتهم بها.
* وهو يُستعمل على نطاق واسع لتحلية الألبان فهو مادة طبيعية غير مُصنَّعة يتحملها معظم الأطفال ، وهو مصدر ممتاز للطاقة وهو يمد الجسم بالعناصر المعدنية لإكمال الموجود منها فى اللبن مع كمية ضئيلة من البروتين ، وله خاصية ضد الميكروبات مما يُجنب الصغار الأمراض الجرثومية والتعفنات المعوية.
* وله تأثير مُلين خفيف ، وطعم جميل علاوة على
قدرته الواضحة فى الحث على نمو العظام وبزوغ الأسنان
وفى التكلس العظمى والسنى - لإسراعه للتمثيل
الغذائى للكالسيوم لدى الأطفال ولدوره الواضح فى الاحتفاظ بالماغنسيوم ، ولما يحويه من كالسيوم وفوسفور يلزمان فى تكوين العظام والأسنان - مما يُساهم فى تحسين حالة نمو الطفل
ويبعده عن خطر الكساح .
* ويُستعمل العسل أيضا فى حالات التبول اللاإرادى عند الأطفال.
لهذا وغيره ينصح أكثر العلماء بإضافة العسل
إلى غذاء الطفل فى مختلف مراحل نموه.
وجرعة العسل العلاجية تختلف تبعاً للحالة المرضية ، وننصح بأن يكون التداوى بالعسل تحت إشراف طبى حتى نحصل على أقصى فائدة مرجوة منه.
*** على الجهاز الهضمى :
يُستعمل العسل بنجاح فى علاج عُسر الهضم
وفى علاج الانتفاخ والإسهال ، وفي الإمساك أيضاً
( وفي الوقاية من الإمساك خاصة بعد العمليات الجراحية ).
وكذلك فى اضطرابات المصران الغليظ ( القولون )
وفى علاج الالتهابات المعوية والارتباكات الهضمية خاصة فى فترة الحميات والنقاهة .
وفي تقرحات الجهاز الهضمى ، وآلام المعدة والحموضة.
وعلى الرغم من أن العسل حامضي التفاعل إلا أنه يعالج الحموضة لوجود العناصر المعدنية فيه - والتي تنفرد في الماء وتعطي شحنة قلوية عالية - فتقلل من درجة هذه الحموضة. وحيث أن أحماض العسل - والتي يرجع إليها حموضته - تحترق بسرعة عالية خلال عملية التمثيل الغذائي فإن العسل بالرغم من حموضته يعتبر غذاءً قلوياً.
وهنا يؤخذ العسل مُخففا بالماء الدافئ بنسبة 1 : 1 قبل وجبتى الفطور والغذاء بنحو ساعة ونصف إلى ساعتين ، أو بعد وجبة العشاء بمدة ثلاث ساعات .
وقد وُجد في دراسة معملية(Woollen,1994) ( استُخدم فيها عسل المانوكا(Manuka) المخفف المنتشر في نيوزيلانده ) : أن للعسل تأثير مضادً لبكتيريا هيليكوبكتر بيلوري Helicobacter pylori التى اكتُشف حديثاً أنها تلعب دوراً أساسيا فى حدوث التهاب وقرحة المعدة والإثنى عشر وعسر الهضم ، وقد نُشرت هذه الدراسة في مجلة :
( J-R- Soc- Med.1994 Jan; 87 (1) : 9- 12 )
وقد ذُكر فيها أن العسل علاج تقليدي ومُجرب ومعروف لحالات عسر الهضم ، وبالرغم من عدم وجود أساس محدد لهذا الاستخدام إلا أنه وبعد الكشف عن دور بكتيريا هيليكوباكتربيلورى كعامل مسبب للكثير من هذه الحالات - في الغالب - يأتي الاحتمال بأن تأثيرالعسل العلاجي على هذه الحالات يرجع إلى نشاطه المضاد لهذه البكتيريا.
وقد ثبت أيضاً أن للعسل تأثير مقوي للكبد .
وهو يمنع ترسيب الدهون فيه. ويُحسن وظائفه
وعندما يُخلط العســــل بحبوب اللقاح (50 جم غبار الطلع / 200 جم عسل ) مع الغذاء الملكى ( 1جم / 100 جم عسل ) فإنه :
يُشكِّل أكثر العلاجات الفعالة فى أمراض الكبد لما يحويه من أملاح معدنية وأحماض عضوية وفيتامينات وهرمونات وخمائر ومضادات ومواد بيولوجية تنشط وظائف الكبد واستقلاب السكاكر.
وحمية مرضى الالتهاب الكبدى الفيروسى بالعسل معروفة ومطبقة ونتائجها طيبة .
وتناول ملعقة صغيرة من العسل بعد الأكل تجعل الإنسان يشعر بالشبع ، وتجعل الغذاء أسهل فى الهضم وتساعد على حفظ الاحساس بالقوة ، وكذلك ملعقة صغيرة فى الصباح وأخرى عند النوم يساعد على النوم السريع الهادئ فى المساء.
ومن المعروف أن الإنسان يمكن أن يصاب باضطرابات خطيرة في وظائف الأعضاء عندما تتراكم في جسمه الأحماض الناتجة من التغذية على المواد الزلالية أو عمليات أكسدة السكر الموجود في الدم والعضلات نتيجة القيام بالمجهود والنشاط ، ولما كان العسل طعاماً قلوياً لاحتوائه على عناصر البوتاسيوم والصوديوم والكالسيوم والماغنسيوم ، لذلك كان أثره عظيماً في إيجاد توازن قلوي في الجسم وتخليصه من الأحماض التي تفت في عضده وتقتل حيويته وتصيبه بالفتور والملل .
ولذلك يشعر الإنسان بعد تناوله للعسل بحيوية كبيرة وميل إلى النشاط والحركة.
وبمقارنة السكر بعسل النحل :
( كما جاء في خلاصة بحث مصري للباحثة فاطمة زكريا قامش ، عُرض في المؤتمر الدولي الثاني لاتحاد النحالين العرب الذي عقد في المملكة الأردنية الهاشمية في أغسطس 1998 )
نجد أن السكر بالرغم من أنه يعطي طاقة ونشاط للأجسام المنهكة والضعيفة لكنه خالي من الفيتامينات والانزيمات والأحماض العضوية والأملاح المعدنية والأحماض الأمينية الأساسية وغير الأساسية التي يحتوي عليها عسل النحل ، واستخدام كمية كبيرة من السكر ضار للغاية حيث يزيد بدرجة كبيرة من كمية الكولسترول بالدم والذي بؤدي بدوره إلى ظهور أمراض الجهاز الدوري مثل تصلب الشرايين والأزمات القلبية ومرض السكري بالإضافة إلى تسوس الأسنان .
والسكر العادي عبارة عن سكر مركب ( سكروز ) ، ولكى يتحول في الجسم إلى سكر أولي ( جلوكوز وفركتوز ) فهو يتطلب وجود فيتامين ب1 المُخزن في الجسم ، لهذا إذا تناول الشخص السكر بكمية كبيرة يحدث سحب للفيتامين ب1 ، فإذا كان الشخص ضعيفاً ولم يتناول فيتامين ب1 يحدث له أعراض نقص هذا الفيتامين مثل عصبية المزاج وصعوبة في النوم وعسر الهضم والاصابة بالقبض واضطرابات قلبية ، وإذا كان النقص كبيراً يُصاب بالتهاب الأعصاب. وتبين أنه إذا أُكل السكر بكميات كبيرة تنشأ عنها طفرات كبدية وأوجاع مفصلية وآلام في الرأس
واضطرابات جلدية ( حكة ، إكزيما ، ضعف ) وهذه الأعراض مشاهدة ومنتشرة جداً عند العمال الذين يعملون في مصانع السكر الأبيض .
يقول د/ جوستن من انجلترا أن تناول السكر بكميات كبيرة لاشك أنه ضار بالجسم لذلك يجب استبداله بالعسل في مأكولاتنا ومشروباتنا وإضافته للأعشاب والنباتات الطبية لكي يزيد من الأثر الطبي لها في جسم الإنسان .
ويجب تناول العسل للأغراض العلاجية بمعدل 100 -200 جرام يومياً بدون تناول السكر نهائياً في الغذاء ويوزع كالآتي :30-60 جرام صباحاً 40-80 جرام نهاراً ، 30-60 جرام مساءً.
وأفضل نسبة لاستعمال العسل في تغذية الأطفال الرضع هى مقدار ملعقتين صغيرتين من العسل لكل 200 - 250 سم3 من اللبن الحليب ، تزداد هذه الجرعة بمقدار نصف ملعقة صغيرة في حالات الإمساك ، وتخفض بمقدار ملعقة صغيرة في حالات الإسهال ، والرضع الذين يتغذون بالعسل لايصابون بالمغص المعوي إلا نادراً لأن السرعة التي يمتص بها العسل لاتترك مجالاً للاختمار في المعدة.
وقد لوحظ أن العسل من العوامل المساعدة على هضم بروتينات ودهون الألبان .كما أنه يزيد خضاب الدم وعدد كرات الدم الحمراء مما يفيد فى حالات الأنيميا ( فقر الدم ) ، وقد يكون ذلك بتأثير مجموعة فيتامينات ب ، والبروتيتات والمنشطات البيولوجية .
*** على الجهاز العصبى :
مهدئ للجهاز العصبى المتوتر ، وله تأثير
إيجابي ومفيد على المراكز والخلايا العصبية. ومضاد للصداع والأرق.
*** على الجهاز التنفسى :
يساعد فىعلاج البرد والزكام والانفلونزا والسعال
بل وفى بعض أنواع الحساسية الصدرية.
*** فى طب العيون :
ثبت فائدة العسل فى علاج التهاب حواف الجفون ، والتهاب القرنية العام ، وقروح القرنية ، وفى علاج الاصابة بفيروس الهربس ومايترتب عليه من مضاعفات ، وفى علاج الرمد البثرى ، وحروق العين المختلفة. وفائدته أيضاً فى التهاب ، واحتقان ، وجفاف الملتحمة المزمن.
وفي دراسة اكلينيكية للدكتور محمد عماره ( كلية الطب جامعة المنصورة ) - والتي عُرضت في الندوة الدولية للاستخدامات الطبية لمنتجات النحل بالمركز القومي للبحوث في 8-9 مارس 1997 - استُخدم فيها عسل النحل في صورة قطرة 5 مرات يومياً في علاج 150 مريضاً مصاب بالتهاب بكتيري حاد بالملتحمة أدى إلى شفاء كامل بنسبة 90.6 % من الحالات.
*** تأثيره الإيجابى فى حالات تسمم الحمل .
بالإضافة إلى أنه يُساعد على قوة انقباض الرحم أثناء الولادة.
*** استعماله أيضاً فى خفض نسبة الدهون بالدم.
وتقوية القلب ، وضبط ضغط الدم.
*** تأثيره فى الوقاية من آثار الاشعاع والأورام.
*** العسل والحمية فى مرض السكر :
وأساس الحمية هو الاقلال من الأطعمة الحاوية على السكر وهى
صعبة على المريض ، فوجود مادة سكرية فى الطعام هى متعة
للمريض تتحقق بتناول العسل وليس غيره من السكريات الصناعية .
ولقد بيَّنَت الكثير من الأبحاث الطبية أن الانسان يستطيع أن يُمثل كيميائياً سكر الفواكه ( الفركتوز ) بشكل سهل وسريع حتى لو كان مصاباً بالداء السكرى - لأن سكر الفواكه لايحتاج للأنسولين فى تمثيله - وهذا النوع من السكر يمثل 40 % من سكريات العسل تقريباً.
وقد أثبتت الدراسات أن إعطاء مرضى السكر 20 جم من العسل صباحاً ومثلها ظهراً دون تغيير فى كمية الأنسولين أو نوع الحمية لاتؤثر بصورة ملحوظة على مستوى سكر الدم اليومى عندهم.
ولكن يجب ألا ننسى أن تناول العسل بكميات كبيرة يضر بمرضى السكر لأنه يحتوى على 30% من سكرياته سكر العنب ( جلوكوز ) ولكى نحصل على تأثيره المفيد يجب أخذه بمقادير معقولة وتحت إشراف الطبيب المعالج.
@ وقد اكتُشف حديثاً أن فى العسل مواد تشبه الأنسولين فى تأثيرها من ناحية تخفيض نسبة السكر فى الدم ، وإصلاح عمليات التمثيل الغذائى المختلفة.
@ كما وُجد أن العسل يعمل على تنشيط هورمون - اكتُشف حديثاً بالجسم - مضاد للسمنة يعمل على تحريك الدهون فى الجسم.
@ و فيه أيضاً مواد مضادة للميكروبات مثل الإنهبين ومواد مضادة للفيروسات مثل الانترفيرون .
@ كما يُعتقد بوجود هرمون نباتى ، ونوع من الهرمونات الجنسية من مشتقات الاستروجين ، ومواد منشطة للجهاز التناسلي في الذكر والأنثى.
@ ويمكن أن تكون المركبات المجهولة التى لم تكتشف بعد فى العسل أكثر أهمية من المكتشفة.
@ هذا بالإضافة إلى ماينفرد به العسل من تركيب تم اكتشافه حتىالآن.
والعسل الناضج يحتوى على :
@ مايقرب من خمسة عشر نوعاً من السكاكر أو أكثر أهمها:
0 سكر العنب ( الجلوكوز ) - بنسبة 30 % تقريباً - الذى يُمتص بسرعة فيفى باحتياج الجسم السريع للطاقة .
0 وسكر الفواكه ( الفركتوز ) - بنسبة 40 % تقريباً - والذى يُمتص ببطء فيجعل نسبة سكر الدم أكثر ثباتاً وأقل تموجاً .
0 أما سكر القصب ( السكروز ) فنسبته فى العسل حوالى 4 % .
ويحتوى العسل أيضاً على :
@ بروتينات (1, % : 6, % ) مثل الألبيومين والجلوبين والنيكلوبروتي
وأحماض أمينية تم التعرف على حوالي 21 نوعاً . منها ، الأرجنين والهستيدين والميثونين وجلوتاميك والتريبتوفان والتيروسين والليوسين والبيروتين.
@ ومواد دهنية بكميات ضئيلة مثل الجليسرول والأستيرولات والفوسفوليبيدات والبالميتيك والأولييك وحامض الأسستياريك.
@ ومكونات طيارة ومواد عطرية وصبغيات وغرويات .
@ وإنزيمات ( مثل : انفرتاز ( يحلل السكر إلى جلوكوز وفركتوز ) ، جلوكوز أكسيداز ( ينشط فقط في العسل المخفف فيتغاعل مع الجلوكوز وينتج فوق أكسيد الهيدروجين - القاتل للميكروبات - وحامض الجلوكونيك الذي يكسب العسل معظم حموضته ) أميلاز أو الدياستيز ( يحلل النشا والدكسترين ) ، كاتالاز (مؤكسد) ، فوسفاتاز )
@ وأحماض : عضوية مثل : الفورميك ، الستريك ، الخليك ، اللاكتيك البيوتريك ، التانيك ، الأكساليك ، الطرطريك ، السكسنيك ، الماليك ، الجلوكونيك البيروجلوتاميك . و غير عضوية مثل : الفوسفوريك والهيدروكلوريك.
@ وعناصر معدنية ( ويختلف وجود هذه المعادن باختلاف أنواع العسل فالعسل الداكن اللون يحتوى عادة على كمية أكبر من العناصر المعدنية ) مثل ( البوتاسيوم ، الكلور ، الكبريت ، الكالسيوم ، الصوديوم الفوسفور الماغنسيوم ، الحديد ، المنجنيز ، النحاس اليود ، الموليبدنيوم الفلور النيكل ، الباريوم ، الألومينيوم ، الزنك و .... ).
وهذه المعادن تنفرد في الماء وتعطي للعسل شحنة قلوية عالية تقلل من الحموضة الموجودة فيه. ويُلاحظ أن الأجسام التى فقدت قسماً من المعادن يشعر أصحابها بفقدان النشاط والحيوية وبفتور فى التفكير والحركة - والعسل لايحتوى على كمية كبيرة من المعادن إذا ماقورن ببعض الأطعمة الأخرى ، ولكنه إذا أخذ مع أى طعام عادى فإنه يزيد فى كمية المعادن التى يكتسبها الجسم والموجودة فى هذه الأطعمة وهذا أحد الأسباب التى يتميز بها العسل عن أى مادة اصطناعية أخرى.
@ أما الفيتامينات الموجودة فى العسل } أهمها فيتامين ب1
( ثيامين ) ، ب2 ( ريبوفلافين) ، ب3 ( نياسين ) ، ب5 ( حمض بانتوثينيك ) ب6 ( بيريدوكسين ) ، بالإضافة إلى كميات صغيرة من فيتامين ب 8
( بيوتين ) ، وفيتامين ب 9 (حمض الفوليك ) ، أما فيتامين ج وفيتامين ك وفيتامين أ وفيتامين هـ فكميتها ضئيلة جداً { فهى تختلف من عسل لآخر ووجودها يُعزى إلى وجود كمية حبوب اللقاح الموجودة فيه .
@ ومادة الأستيل كولين : ذات الأهمية في الجهاز العصبي لنقل الإشارات كيماوياً.
@ ومادة البروستاجلاندين : التي وجدت حديثاً في العسل بنسبة كافية ولها أهمية بالغة في حيوية ونشاطات خلايا الجسم البشري.
@ الصبغيات في العسل : توجد في العسل صبغيات عديدة ليس دورها فقط المشاركة في إضفاء اللون على العسل ، ولكن اكتشف حديثاً الأهمية الكبرى لهذه الصبغيات التي تدخل ضمن مواد الفيتو phyto chemicals ) ( التي ثبت حديثاً أن لها دوراً هاماً في مكافحة بعض الأمراض المزمنة ، كمواد مضادة للأكسدة ومضادة للسموم ، ومانعة ومضادة للأورام ، ومقوية لمناعة الجسم. ومن أشهر هذه الصبغيات الموجودة في العسل : الكاروتين ، والكلوروفيل ومشتقاته والزانثوفيلات والتانينات. وهى تأتي من المصادر النباتية التي يجمع منها النحل غذاءه. انظر صـــ 131 وصـــ 154
والاكتشاف المهم الذى توصل إليه العلماء أن العسل يعتبر وسطاً ممتازاً لحفظ الفيتامينات فهى تبقى فيه دون
أن تتأثر أو تفقد جزءاً منها بينما الفواكه والخضروات
تفقد جزءاً كبيراً عند تخزينهاً .
* لهذا فاستعمال الوسائل الحديثة لتصفية العسل يفقده كثيرا من فيتاميناته.
* وكذلك تعرض العسل للتسخين يفقده الكثير من خواصه ،ويعرِّض الانزيمات النشيطة به وبعض المكونات الأخرى ذات القيمة العلاجية الهامة - والتى لم يمكن تحديد طبيعتها حتى الآن إلى التلف والتحلل وتزداد سرعة تحللها كلما زادت مدة تعرضها للحرارة ، وبالتالى يفقد جزءاً من أهميته العلاجية ( مثل فقده الزيوت الطيارة والمفيدة فى علاج الامساك ).
* ويمكن تسخين العسل المتجمد لإسالته بدون التأثير
على خواصه باستعمال حمام ماء دافئ ( 35 - 40ْم ) مع
التقليب السريع بعصا خشبية لفترة قصيرة.
* وتجمد ( تسكر ) العسل أو تبلوره ليس دليلاً على غشه ، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل :
1- نسبة الجلوكوز إلى الماء :
فكلما ارتفعت هذه النسبة كلما زادت قابلية العسل للتبلور .
2- نسبة الجلوكوز إلى الفركتوز :
فكلما زادت هذه النسبة كلما زاد ميل العسل إلى التحبب وعلى هذا فإن عسل القطن يتحبب أسرع من عسل البرسيم ، وعسل البرسيم يتحبب أسرع من عسل الموالح.
3- وهناك عوامل أخرى تساعد في حدوث ظاهرة التبلور منها :
وجود حبوب اللقاح أو قطع صغيرة من الشمع أو شوائب في العسل وكذلك انخفاض درجة حرارة العسل تحت 20ْم .
* والعسل يكون أكثر قابلية للتخمر بعد التبلور .
والعسل الذي محتواه الرطوبي أعلى من 17% قد يتخمر، والذي أعلى من 19% سوف يتخمر .
وحفظ العسل تحت درجة حرارة أقل من 10ْم سوف يمنع التخمر - بإذن الله - خلال وقت التخزين وليس بعد ذلك .
( مع تجنب الاختلاف الكبير فى درجة الحرارة
ويجب عدم تعريض العسل لدرحة حرارة 30ْم
أو أكثر لمدة تزيد عن شـهر واحد حتى لايفقد
مابه من الانزيمات والمواد الفعالة الأخرى ).
لهذا يُفَضَّل شراء العسل من المنحل مباشرة
وليس من السوبر ماركت حيث قد يتعرض للتصفية الشديدة والتسخين حتى يسهل إسالته وتعبئته فى شكل نقى جذاب.
* ويجب حفظ العسل بعيداً عن الهواء والرطوبة والحرارة فى أوعية مملوءة لآخرها ومحكمة الغلق لتجنب التحلل والتخمر ، وبعيداً عن الضوء المباشر للمحافظة على خواصه المضادة للبكتيريا.
وتُفضل عبوات الزجاج أو الفخار المصقول ، أو الصفيح
المجلفن ( المُعامَل بالتيار الكهربى )، وبعض أنواع البلاستيك المتعادل.
لأنه إذا زادت الحرارة أو الرطوبة عن حد معين يصبح العسل عرضة لنمو بعض الميكروبات والفطريات وبعض البكتيريا المتحوصلة أو المتجرثمة ، والتي تجئ إلى العسل إما عن طريق مصدر تلوث أولي في عملية تكوين العسل مثل حبوب اللقاح أو القناة الهضمية للنحل أو الأتربة أوالهواء أوالتربة ، أوعن طريق مصدر تلوث ثانوي أثناء عملية جمع العسل وتعبئته .
وبالرغم من أن العسل من المنتجات ذات المحتوى القليل في التواجد العددي والنوعي للميكروبات ، فهو - في الغالب - وسط لاتنمو ولاتتكاثر فيه الميكروبات بصفة عامة.
إلا أنه في بعض الأحيان وتحت ظروف معينة تنشط فيه هذه الميكروبات وتُحدث نوعاً من الأمراض للإنسان .
واختبار معدل وجود هذه الكائنات الميكروبية في العسل يُعتبر مقياس لجودة وسلامة العسل خاصة الذي تعرض منه للحرارة والرطوبة حيث يفقد العسل بعضا من خاصيته كمضاد للميكروبات.
وقد نشرت هذه الدراسة تحت عنوان ( ميكروبات في عسل النحل )
في مجلة :
Int-J-Food- Microbiol. 1996 Aug;31(1-3): 1-26
فالعسل الجيد هو :
* الذي لم يتغذى نحله على السكر الصناعي في فترة ماقبل جمعه، بل الذي تغذى على الكثير من الأزهار.
* الذى لم يتعرض للحرارة والرطوبة أثناء جمعه وتعبئته أو تخزينه.
* الذي لايوجد فيه نسبه تلوث كيماوية من المبيدات الحشرية أو العلاجات الكيميائية أو غبر ذلك ، حتى لا يتسبب عنه أعراض مرضية سواء على المدى القريب أو البعيد .
* الذي لايتعدي التواجد الجرثومي فيه الحد الأعلى المسموح به في العسل. ( فمثلاً الحد الأقصى المسموح به من جرثومة كلوستريديم بوتيولينيوم 5000 جرثومة لكل 50 جرام عسل ).
وجرثومة كلوستريديم بوتيولينيوم هى من أهم الجراثيم المُلوثة للعسل في بعض المناطق والتي ُتُحدث -في أحوال نادرة - نوعاً من التسمم الغذائي.
لهذا يرى بعض المعالجين بالعسل عمل مزرعة لهذه الجراثيم باختبار عينة من العسل على آجار الدم تحت ظروف لاهوائية للتأكد من خلو العسل منها قبل إعطائه للأطفال الرضع ( عمر أقل من سنة ) حيث لا تكون أمعاؤهم قد تطورت بعد بدرجة كافية للتعامل مع هذه الجراثيم ، فيكون عندهم نقص في حمض الهيدروكلوريك في معدتهم وهو المسئول عن قتل هذه الجراثيم.
وبالرغم من أن احتمالات هذا التلوث نادرة ، واحتمالاته المؤثرة ضعيفة في الواقع ومرتبطة بظروف بيئية معينة - فأن هناك توصية من جمعية مستوردي العسل البريطانية بعدم استخدام العسل في تغذية الأطفال أقل من 12 شهراً . وقد نُشر هذا في مجلة :
صحتك اليوم - العدد التاسع - السنة الثالثة - أبريل / يونية 1999.
ويرى البعض عمل تعقيم للعسل قبل استعماله طبياً بتعريضه لأشعة جاما بأقل جرعة مؤثرة على الجراثيم بدون التأثير على خواص العسل الطبيعية التي تتأثر بالتسخين وطرق التعقيم الأخرى. وقد نشرت هذه الدراسة تحت عنوان ( تعقيم العسل بأشعة كوبلت 60 جاما ) في مجلة :
(Experientia. 1995 Sep 29;51( 9- 10) :986-9
وقد تبين أن مقدرة العسل
على الشفاء - بإذن الله -
تزداد كلما كان عدد
الزهور المجنى منها أكبر.
فما بالنا بعسل مغشوش أو مزيف :
( أى يتغذى نحله على محلول سكرى اصطناعى فقط ، وقبل قطف المحصول ).
بالطبع تأثيره العلاجى سيكون ضعيفاً ( وهذا من أسباب عدم الاستجابة للعلاج بعسل النحل مما قد يتسبب في قلة الثقة فيه وانصراف الناس عنه ).
أما عسل النحل الطبيعي فهو الذي يتغذى نحله من كل الثمرات كما أوحى الله إليه ، قال سبحانه ( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنْ اتَّخِذِي مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنْ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )النحل 69.
لهذا فمن أفضل أنواع العسل - كما ذُكر في الآية الكريمة - عسل الجبال وعسل الأشجار ( الغابات ) الطبيعي .
وللتفرقة بين العسل المغشوش والعسل الطبيعى النقى بطرق تقريبية مبسطة غير الطرق الكيميائية الدقيقة المعقدة :
= نجد أن العسل المغشوش يسبب الاحساس بالحموضة فى الجوف ، وبطعم مادة قابضة فى الحلق ( يشحط في الزور بشدة ) بعد بضع دقائق من تناوله ، أما العسل النقى فلا يسبب هذا الشعور ( وإنما يشحط في الزور قليلاً بطريقة مخففة ) .
= ونشم له أيضاً رائحة زكية مميزة ، ونكهة واضحة تدل على مصدره ( سواء كان عسل موالح أو برسيم ، أو قطن ).
= ونتذوق فيه طعم شمع النحل .
= ويكون قوامه جيلاتينى مطاط عند تناوله بالملعقة ، ويتحبب كله - وليس بعضه - بحلول فصل الشتاء.
= ولا يوجد به رغاوي أو شوائب كثيرة مع مراعاة بعض الاختلافات االطبيعية في بعض أنواع العسل.
ويجب الحذر من استعمال المبيدات الكيميائة :
فقد أجرى فريق علمي من المركز القومى للبحوث بمصر وأساتذة الباطنة والتغذية دراسة حول تلوث عسل النحل وتأثيره على صحة الإنسان .
وقد أثبتت الدراسة أن عسل النحل يتأثر بالمبيدات ، ووجدت بقاياها فى العسل خاصة المبيدات الفوسفورية مثل الملاثيون والدايمثويت .
وهذه البقايا أثرت على وظائف الكبد فى الإنسان ... حيث أعطيت ملعقة كبيرة من عسل النحل مدة 3 شهور لبعض الأشخاص ، وتبين تأثر وظائف الكبد لديهم ، بالإضافة إلى أن آثار المبيدات قللت من القيمة العلاجية والغذائية لعسل النحل.
وقد ذكر خبراء النحل أن المبيدات الكيماوية إذا وُجدت في العسل فلايمكن أن تكون النحلة هى التي أدخلتها إلى الخلية :
لأن النحلة لاتقف على زهرة ملوثة بهذه المبيدات ، ولو وقفت عليها أو امتصت رحيقها الملوث بالمبيد فإنها ستموت فبل أن تعود إلى الخلية وإن رجعت بهذا التلوث فإن النحل الحارس للخلية سيمنعها من الدخول لتغير رائحتها المميزة والتي تُعتبر بصمة خاصة بها . وهكذا نستنتج أن هذا التلوث الكيماوي للعسل قد يكون ناتجاً عن سوء استعمال بعض النحالين للمبيدات الكيماوية بإدخالها إلى الخلية وبكميات كبيرة ( وقد تكون هذه الجرعات مُمرضة وليست مُميتة ) كمحاولة منهم للقضاء على بعض أمراض النحل مثل مرض أيدز النحل ( الفاراو ).
المواصفات القياسية العالمية لعسل النحل
( والمأخوذة عن وكالة كودكس للأغذية والمتعلقة بمو اصفات العسل الأوروبي لعام 1988، والتي تم تعديلها عام 1992 لاختبار جودة العسل ، والمعمول بها في مصر والمملكة العربية السعودية )
1- تقدير محتوى السكر المختزل ( الجلوكوز والفركتوز ) لايقل عن 65%.
2 - تقدير محتوى السكروز ( السـكر الثنائي ويدخل معه سـكر المالتوز ) لايقل عن 10%.
3- تقدير نسبة الفركتوز إلى الجلوكوزعلى حسب نوع العسـل ( في عسل الزهور تكون 2, 1 : 1 ).
4- تقديـر نسـبة الرطـوبة لاتزيـد عن 23% في بعـض الأجواء ذات الرطوبة العالية ، ولكن يُفضل ألا تزيد عن 17- 5 , 17%.
5- التقديرالوزني للموادالصـلبة الغيـرذائبة في الماء لايزيد عن 5,%.
6- تقدير الرماد لايزيد عن 6,% .
7- تقديرالحموضة لاتزيد عن 40 ملليمكافئ حمض/ كجم.
8-تقديرفعالية إنزيم الدياستازلايقل عن3 ( لبعض الأنواع مثل عسل الحمضيات حيث يكون العسل ذا محتوى إنزيمات طبيعية منخفضة ، ولا تقل عن 8 في أعسال أخرى ).
9- التقدير الضوئي لمحتوى هيدروكسي ميثيل فورفورال لايزيد عن80 مجم/كجم عسل في البلدان الحارة ( دول الخليج ) ، ويقل فى عسل الحمضيات ( وفي مصر ) إلى 15 مجم/ كجم عسل.
( زيادته تعكس تعرض العسل للحرارة لفترة طويلة وتجعل لونه أكثر غمقاناً ).
وهناك اختبارات أخرى إضافية مثل : اختبار حبوب اللقاح لمعرفة هل هي أضيفت للعسل أم أنها من أصل تكوينه.
لهذا نوصي منتجي العسل بوضع بيانات الجودة السابقة وبيان نسبة الرطوبة ودرجة الحموضة ونسبة السكريات المحولة ، ونسبة السكروز وغير ذلك من المواصفات القياسية على العبوات خصوصاً العسل المعد للاستخدامات الطبية واعتماد ذلك ومتابعتة من قبل الهيئات الصحية.