بعد بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد -صلى الله عليه وسلم-
إخوتي أخواتي من الملاحظ بأن المسلمين اليوم يعانون كثيراً من شيء اسمه الخشوع في الصلاة ، وغياب هذا الركن المهم يجعل من المرء يفقد لذة مناجاة ربه ، ولا يستشعر قوله صلى الله عليه وسلم ( جعلت قرة عيني في الصلاة ) ، ولا قوله عليه الصلاة والسلام ( أرحنا بها يابلال ) ؛ لأن غياب الخشوع يجعل من آداء الصلاة تعب وتكليف بالنسبة للمؤمن - عافانا الله وإياكم-
كما أنّ غياب هذا الركن الأساسي في الصلاة يجعلها غير مقبولة من المولى عز وجل ويرمى بها في وجهه
لذلك قام الكثير من العلماء بالنصح لتوفير الخشوع ومن بين هذه النصائح :
1- أن الخشوع يبدأ من الوضوء ولهذا كان من المكروه أن يتحدث المسلم أثناء الوضوء لأنه يكون في عبادة وخشوع فيحضر نفسه لمقابلة ملك الملوك ويستشعر بأنه ينظف أعضاءه من الذنوب التي تتساقط مع الماء لليقف بين يدي الجبار المتكبر .
2- الدعاء فالدعاء بين الأذان والإقامة للصلاة مستجاب وهو أيضاً له فائدة ثانية
وهي أنه يشعرك بمدى احتياجك لربك ومدى ضعفك أمامه لتقبل إليه بقلب خاشع .
3- أن تكون في قراءتك للفاتحة موقناً بالحديث الذي يكون بينك وبين الله .
4- عليك أن تقف باستقامة وتتخيل بأن الكعبة من أمامك والجنة عن يمينك
والنار على يسارك ، وأن ملك الموت فوق رأسك ينتظر ليقبض روحك .
5- أن تصلي كل صلاة وكأنها آخر صلاة لك في هذه الدنيا .
6- أن تنوع القراءة في السور وكذا في الأذكار ، مثلاً تارة تقول في الركوع
سبحان ربي العظيم ثلاث وتارة تقول سبوح قدوس رب الملا ئكة والروح
-كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم- وكذلك في السجود مرة سبحان ربي الأعلى
ثلاث ومرة سبوح قدوس رب الملائكة والروح
هذا لأن التنويع يؤدي إلى استحضار القلب وأن لا يصبح العبد مجرد آلة يردد ما حفظه .
7- أن تدعوا كثيراً خاصة في السجود .
اللهم تقبل منا صلواتنا جميعاً واجعلنا من الخاشعين
اللهم ارزقنا الخشوع بالصلاه وعلم الخشوع بالصلاه.
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
م ن ق و ل