كانت الوان العصفور الزاهيه مثار اهتمام من ينظر اليه .لكن العصفور لم يرها يوما ما .
فأكتفي أن يشاهدها في عيون من يراه .
حلق العصفور بعيدا وأخذ يرقب السماء عن كثب
.فاذا به يري العصافير أسراب .
فأخذ يبحث هنا وهناك عن الألوان الزاهيه ليكون سربه
الخاص به .والذي سيكون مختلفا عن الأسراب الأخري .
حتي أتم السرب يوما ما وأخذ
السرب يحلق بانتظام وبأشكال جديده استرعت انتباه الأسراب الأخري التي سرعان ما
جاءت لتشتبك مع هذا السرب الملون ..
ترجل من هذا السرب الملون جناح أخذ يشتبك مع
السرب الآخر فأختلفت وجهه السرب وحدث الارتباك .
وضاعت البوصله .
فما كان من العصفور الملون أن حلق عاليا عاليا
ثم انخفض رويدا رويدا صوب شجره ليستريح قليلا .
كانت ألوان العصفور الزاهيه تجذب اليه أنواع العصافير حتي وجد عن بعد عصفوره
يتوسط صدرها ريشه بيضاء جميله جذبت نظر العصفور.
اقتربت العصفورة صاحبه
الريشه من العصفور فأعجبتها ألوان العصفور التي تزين صدره وجناحيه وتمنت لو أنها
أخذت ريشه لتضعها بجوار البيضاء التي تتوسط صدرها.
لكن العصفور قال لها أنا لا أملك
هذا الريش الملون انه للكافه ولو أعطيتك لأعطيت غيرك حتي لا يكون لي ريشا فأطير من
جديد وهذا بالنسبه لي هو الموت ذاته.
فأكتفت العصفورة بالمشاهده ولم تعد تطمع في تلك الريشه .
حتي كان يوما جاءت فيه عصفورة أخري ببطء وثقه تختال بألوانها واثقة في نفسها.
كانت ترقب كل ذلك الأمر عن كثب حتي حانت اللحظه المناسبه فحلقت أمام
العصفور بجناحيها حتي يظهر جمال ألوانها.
فأطال العصفور النظر اليها وأخذ يدقق في كل
ريشه من جناحيها ولأول مرة يري الألوان الزاهيه التي تعجب الناظرين اليه في تلك العصفورة زاهيه الألوان .
حتي حطت بجوارهم وأخذ كل من العصفور الملون والعصفورة
زاهيه الألوان يتبادلون النظرات بحذر لا يخلوا من الاعجاب بالألوان .
أما العصفورة
صاحبه الريشه البيضاء التي تزين صدرها أصبحت حانقه علي العصفور الملون ظنا منها
أنه سوف يعطي العصفورة صاحبه الألوان الزاهيه ما لم يعطه لها ولكنها نسيت ماقاله العصفور بأنه
لايملك من أمر ريشه شيئا فكيف يعطي شيء لا يملكه ؟؟
أخذ كل من العصفور الملون والعصفورة زاهيه الألوان يتحدثان بلغه خاصه هي لغه الألوان .
حتي ارتفعت الأصوات وتعالت الاتهامات للعصفور الملون.
بزيف ألوانه وغرور أحلامه .
وسرعان ماجاءت العصفورة صاحبه الريشه البيضاء علي عجل لتنضم الي صاحبه الألوان الزاهيه ليحاولوا نزع ريش العصفور الملون
لكن الريش لم يطاوعهم فحاولوا
وحاولوا لكن باءت محاولاتهم بالآلام لجناحي العصفور وصدره ورأسه ....
فتعاضدوا سويا و أمسكا باحدي جناحي العصفور الملون حتي كسروه بالنهايه لينزف أمامهم.
لم يشعر العصفور بألم نزع ريشه بقدر ماشعر بها عند كسر جناحه ...
ترك العصفورالشجره بما تحويه مخلفا وراءه دماء تسيل من جناحه وسلام استودعهم اياه.
أخذ يحاول أن يحلق الا أن كسر جناحه حال دون ذلك .
فأخذ يحلق قليلا ويسير كثيرا .
حتي عاد من حيث أتي
انشغل العصفور في تضميد جراح جناحه المكسور
وسرعان ما التألم جرحه ليحلق من جديد
لكنه حلق هذه المره بعيدا عاليا عاليا بعيد عن كل الأسراب
ليكون سربا اوله وآخره
هذا العصفور الملون سربا لا يحوي داخله أسراب
راقت لي
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
