السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول عز وجل: (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ) الحجرات: من الآية 12
احذرْ لسانك أيّها الإنسانُ - لا يلدغنّك إنّه ثعبانُ
اللسان سبع ضار، وثعبان ينهش، ونار تلتهب
لسانك لا تذكُرْ به عورة امرئ - فكلّك عوراتٌ ولِلنّاس ألسُنُ وعيون
رحم الله مسلماً حبس لسانه عن الكذب، وقيّده عن الغيبة، ومنعه من اللّغو، وحبسه عن الحرام.
ضرَر اللسان عظيم، وخطره جسيم، وكان أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ يأخذ بلسانه ويبكي، ويقول: هذا أوردَني الموارد.
ابن عباس رضي الله عنهما يقول للسانه: يا لسان قل خيراً تغنمْ، أو اسكت عن شرٍّ تسلَمْ
قال ابن مسعود ـ رضي الله عنه: «واللهِ ما في الأرض أحقّ بطول حبسٍ من لسان
رُبّ كلمةٍ هوى بها صاحبُها في النار على وجهه، أطلقها بلا عنان، وسرّحها بلا زِمام، وأرسلها بلا خِطام.
في اللسان أكثر من عشرة أمراض إذا لم يُتحكّم فيه.
من عيوبه: الكذب، والغيبة، والنميمة، والبذاءة، والسبّ، والفحش، والزور، واللّعن، والسخرية، والاستهزاء، وغيرها.
اللسان طريقٌ للخير، وسبيلٌ للشر، فيكون في الخير مَن ذكر اللهَ به، واستغفار وحمد، وتسبّيح وشكر وتوبه، ويكون في شر مَن هتك الأعراض، وجرح به الحرمات، وثَلَم به القِيَم.
لمّا علم السلف الصالح بأدب الكتاب والسنّة وَزَنوا ألفاظهم، واحترموا كلامهم؛ فكان نطقهم ذكراً، ونظرُهم عبراً، وصمتهم فكراً.
ولما خاف الأبرار من لقاء الواحد القهّار جعلوا الألسنة في ذكره وشكره، وكفّوا عن الغيبه والبذاء والهراء.
اذا اراد الصالحون الكلام، فيذكرون تبعاته وعقوباته ونتائجه؛ فيصمتون.
يا أيها المسلمون! رطّبوا ألسنتكم بالذّكر، وهذّبوها بالتقوى،
وطهّروها من المعاصي
اللهم! إنّا نسألك ألسنةً صادقةً، وقلوباً سليمةً، وأخلاقاً مستقيمةً
اللهم آآآمييين