الابتدائية التاسعة اليوم ماذا فعلتِ بنا يا كارثة حريق مدرسة جده...؟؟؟
الخطر متوقع في كل لحظة والحيطة والسلامة أمر مطلوب قبل كل شي والقضاء والقدر مكتوب وواقع لا محالة , سواء كنا في منازلنا أو في مقار أعمالنا أو في سراديب عالية الحماية..!!
ونحن نبذل الأسباب ونتكل على الله العلي القدير وليس لنا إلا ما كتبه الله وقدره...
لا يخفى على الجميع حادثة أو كارثة حريق المدرسة الابتدائية الأهلية في جدة والمأساة التي خلفتها للعديد من الأسر . والدروس والعبر القاسية التي حفرتها في نفوس الكثيرين من مسؤلين وغيرهم ...فاستُنفرت الدوائر الوزارية والتربوية التعليمية وغيرها للعمل على التأكيد على تامين وسائل الأمن والسلامة والتدرب عليها ومراجعة خطط الإخلاء وتنفيذها ..وصيانة مخارج الطوارئ ومتابعة ما يجب أن يصان من مباني وغيرها ..ورصد المسؤوليات ومحاسبة المخالفين و الغير ملتزمين ....الخ
ولكن رعب الكارثة ..مطبوع في أعماق الكثيرين من كبار وصغار من بناتنا وأبنائنا ومعلمينا ومعلماتنا وإداراتنا والكل يحاول التحلي برباطة الجأش ..
كانت وما زالت مدارسنا تنفذ خطط الإخلاء في فترة قياسية مع بداية كل عام وبين الفينة والأخرى , حتى اعتاد الجميع على الأمر وحسن التصرف ساعة وقوع الخطر ..!!
ومررنا بتجارب واقعية كثيرة اجتزناها بسلام ودون أي خسائر ولله الحمد .
حريق بسيط وماس كهربائي في إحدى الروضات تم تداركه وتنفيذ خطة الإخلاء دون هلع يذكر...
طبلون كهربائي يحترق في أسوار إحدى المدارس الثانوية وزميلتها المتوسطة وتم تنفيذ الإخلاء وتدارك الأمر ومعالجته بسلام والقضاء على أسباب الخطر...ولله الحمد .
ماس كهربائي في طبلون مدرسة اليوم الابتدائية التاسعة في الأعوام السابقة وتم تدارك الأمر وتنفيذ خطة الإخلاء دون هلع يذكر أو فوضى ..!!!
خرجنا من الأزمات السابقة بروح عالية وقوة إيمانية كبيرة , ودور تربوي لم يثر الريبة والخوف الشديد في نفوس منسوباتنا أو المجتمع الخارجي من حولنا ...
هذا قبل كارثة حريق مدرسة جدة ....!!!!
ولكن اليوم وفي فترة الصباح عندما احترق احد الافياش الكهربائية الموصل لمدفأة كهربائية في احد الفصول وأثار بعض الدخان الذي أثار معه كل مشاعر الخوف والارتباك وصور الكارثة المحفورة في الذاكرة عند الأغلبية فانفجر بركان الخوف والهلع في نفوس التلميذات وبعض الموظفات إلا القليل اللاتي تمتعن برباطة الجأش وساعدن الإدارة في تنفيذ خطة الإخلاء ومر الأمر بسلام ..إلا أن سرعة التقنية الحديثة بالاتصالات غلبت الهدوء والتصرف الرزين وقت الحدث حيث وصل الأمر لأولياء الأمور الذين ابلغوا الدفاع المدني وتجمهروا عند المدرسة , الدفاع المدني الذي عندما وصل إلى المدرسة لم يجد حريقا بل وجد حملا زائدا في الكهرباء أدى إلى احتراق الفيش الموصل للمدفأة..
وأثير الهلع خارج أسوار المدرسة أكثر من داخلها وكثرت الأحاديث والروايات وسنسمع الكثير الكثير ...
نعذر الجميع على خوفهم وهلعهم ولكن بعض الأحيان التصرف بحكمة ودقة وسرعة وقت الحدث تقلل الخسائر النفسية والمادية التي قد تحدث من أمر بسيط ..
فماذا فعلتِ بنا ياكارثة حريق مدرسة جدة ؟؟؟!!!!!