عراب الأحـ,ـلام الكبيـره ,,{قصة نجاح,}
قصتي مع هذا العراب " الجديد " ان صح التعبير بدأت منذ نحو بضعة أشهر صدفة حيث كنت اكتب تقريرا عن طاقة الرياح وأثناء بحثي عن بعض المعلومات وجدت تقريرا على البي بي سي يتحدث عن شاب عمره 14 عاما استطاع ان يولد طاقة من الرياح لمنزله في كاسونجو في دولة مالاوي , استفزني الخبر بشدة لاني لم اعتقد ان الأمر بهذه السلاسة واخذت ابحث أكثر عن هذا الشاب ابن ال14 عاما ...
ويليم كامكوامبا من ملاوي هو شاب فقير معدم نظر يوما إلى حقل الذرة الذي يملكه والده عندما كان ابن 14 عاما وقال في نفسه ان هذا المستقبل الذي يواجهنا اليوم مرفوض تماما بالنسبة لي واليوم هو يبني المدارس لاهل مدينته ويمول مشاريع الري والأبحاث , يتحدث عن قصته قائلا : " بعد ان تركت المدرسة لعجز اهلي عن تسديد نفقاتها ذهبت في يوم من الأيام الى إحدى مكتبات المدينة التي اقطن بها وقرأت كتابا عن الطاقة الكهربائية ثم حاولت ونجحت !" بهذه البساطة يفسر هذا الشاب تجربته( فكرة - محاولة - نجاح ) ويضيف ويليم قائلا " لقد كان التصميم في الكتاب الذي قراته يحوي ثلاث ريش اما تصميمي فهو يحوي أربعة لتوليد طاقة اكبر .. ولقد استخدمت لصنعه اطار دراجة هوائية و بكرة وأنابيب بلاستيكية وقد واستطعت ان اولد 12 فولت في المرة الأولى " أي ان ويليم لم يستفد من الفكرة فحسب بل طورها او بمعنى اخر ارتجل وجعلها تتأقلم اكثر مع إمكانياته والموارد التي يملكها فغير عدد الريش واستخدم دراجته الهوائية وبعض البكرات المتوفرة ثم يضيف ويليم " ان المولدة الأولى استطاعت ان تشعل اربعة مصابيح كهربائية وجهازي راديو " ثم يضيف" سأقوم ببناء طاحونة هواء أخرى لكي اضخ الماء واروي المحاصيل في مدينتنا " ..
هذا الشاب لن يتوقف عند هذه النقطة على الاطلاق فهذا الشاب لم يحقق حلمه ويجلس ويكتفي بذلك فحسب انما اخذ ينظر أبعد فأبعد فأستخدم الطاقة الشمسية لاحقا وبنى خزان مياة وشبكة ري وبذلك أصبحت المنطقة التي يتبع لها تملك اول نظام ري على الإطلاق وبدأت شهرة هذا الشاب تتوسع اذ ان قصته انتشرت على الانترنت انتشارا كبيرا وأصبح العديد من الأشخاص مهتمين بمساعدته فماذا فعل بكل هذه الضجة الإعلامية ؟ ببساطة وجهها الى قريته ومدينته ثم قرر ان يجمع التبرعات من الأشخاص المهتمين بمساعدته لإنشاء أنظمة ري وتوليد كهرباء للمدينة باكملها لمساعدتها للتغلب على الفقر والجوع لا وبل اكثر من هذا انشأ منظمة كاملة تُعنى بتحسين البنى التعليمية في مدينته فجدد من أموال التبرعات سقف مدرسته وبنى مكتبة كبيرة في المدينة كما انشأ صندوقا لدعم الطلاب الفقراء باعطائهم منح تعليمية ولكن هل توقف هنا ؟ لا !! فقد انشأ فريق كرة قدم لقريته وموله بالكامل ودعمه بكل ما يحتاج من ادوات ولكن وليم لم يرضيه هذا كله ايضاً فأخذ يوسع نشاطه اكثر وظهر على اكثر من منصة تحدث لكي يلقي الضوء على دولته ولان قصته ملهمة جدا فقد استقبلته العديد من المنظمات فعلى سبيل المثال تحدث في جامعة هارفرد وظهر على الديلي شو في الولايات المتحدة وفي جود مورنينغ امريكا وتحدث في مؤتمر العلوم في شيكاغو وحتى في المؤتمر الاقتصادي العالمي في كيب تاون وكان في كل مؤتمر يلقي الضوء على احتياجات قريته حتى بدأت برامج توزيع أسمدة وبذور نباتات ومحسنات زراعية لكل مزارعي القرية وأخذت المساعدات الغذائية للمحتاجين تصل من جميع أنحاء العالم حتى ان مضادات الملاريا وأساليب الوقاية منها وصلت للقرية لأول مرة على الإطلاق من منظمات تنتشر حول بقاع العالم , بكل بساطة هذا الشاب قلب المدينة رأسا على عقب وغير تاريخها الى الأبد ! وبل وأصبح مثالاً يُحتذى به في جميع انحاء العالم حيث قال عنه آل غور الرئيس السابق لامريكا " ان تجربة هذا الشاب ترينا بصورة مباشرة كيف ان شخصا واحد يمكنه ان يكون شديد التاثير على الاطلاق في هذا العالم لذا دعونا لا نقلل من اهمية تصرفاتنا ولننظر جيدا للازمة البيئة التي تواجهنا " , يقول ويليم في احدى لقاءاته العديدة " عندما بدات سخر الجميع مني بل وبعض اخذ يلقبني بالمجنون ولكن ما هي عدة محاولات والناس تصطف امام منزلي لاعادة شحن بطاريات هواتفهم الخليوية بكل بساطة اقول لكم ثقوا بانفسكم وآمنوا بها ومهما يحدث لا تستسلموا " أعتقد انه بالنظر الى تجربة هذا الشاب وما يواجهنا احيانا في هذه الحياة من مصاعب " نظن " انها مُحبطة او انها تلك التي تقصم الظهر نصفين لدرجة اننا نركن الى الخمول والاستسلام فإنه يتوجب علينا الشعور بالخزي على انفسنا و من تلك الاوقات التي قررنا فيها الاستسلام بل من تلك الأوقات التي عزفنا فيها عن التجربة او حتى الخوض في الأحلام , فالكثير منا اليوم يخاف حتى من ان يرفع قدمه ويخرج قليلا خارج الدوائر المرسومة حوله بكثرة تلك الدوائر التي تحدد طُرق تفكيرنا و عملنا وعلاقاتنا مع الآخرين بل وحتى احلامنا جعلتنا نتلمس بروية كل برهة اين نضع أقدمنا لكي لا نصيب محرما او نرتكب ذنباً ختاماً يقول باولو كويلو " عندما تريد شيئا بالفعل فان الوجود كله يتضافر ليهيئ لك الحصول عليه " واعتقد ان هذا الشاب خير مثال على ذلك بل وإنه حجة على أنفسنا عندما نقف أمامها يوما ما ..
______________
إعداد,..
محمود أغيورلي
آخر تعديل slr يوم 12-10-2011 في 03:47 PM.
|