http://www.kjo.com.sa/irj/go/km/docs...DORRA_1584.pdf
موهبة [align=center][/align]
وهب الله سبحانه وتعالى – وهو الخالق المبدع - كل إنسان خصائص شخصية ، وسمات تميزه عن غيره ، وقد لا يعرف بعض الناس ما لديه من مواهب أو ميول ، فلا يهتم بها ولا يرعاها ولا يطورها ، وحيث أن الأسرة هي الحاضن الأول للطفل ، وهي من يرقب حركاته وتصرفاته ، فيلاحظ الوالدان ما لدى الطفل من ميل أو موهبة ، وقد يتنبه لها أشقاؤه وشقيقاته والمحيطون به ، وتختلف الأسر في نظرتها لهذا الأمر فهناك من يهتم ويرعى ، وعلى النقيض هناك من يهمل ويتجاهل ، ثم يأتي دور التربويين حيث ينتقل الطفل – في الغالب - ذكرا أو أنثى إلى الروضة ، فتكون الرعاية واللعب واكتشاف الميول والمواهب في بيئة تربوية تمارس فيها المتخصصات من المعلمات هذا الدور بوعي ودراية كبيرين ، فتنمى هذه المواهب وتصقل فتبرز من خلال الاهتمام والتدريب والإشادة ، والرعاية والتعزيز الإيجابي.
عشت - مع غيري - فرحتين كبيرتين في مناسبتين متتاليتين في الأسبوع الماضي ، فكانت الفرحة الأولى بما شاهدته خلال الحفل الختامي لروضة الشرق الذي رعاه سعادة محافظ الخفجي الأستاذ خالد الصفيان ، الحفل الذي عاش معه الآباء سعادة غامرة وهم يتابعون براءة الطفولة النقية ، وتلقائية الأطفال في تحركاتهم وأقوالهم ، ويوثقون تحركاتهم ومشاركاتهم بكاميرات جوالاتهم ، وكنت أنظر إلى الحضور من الآباء وهم يتابعون أطفالهم بفرح غامر ، وفي غمرة المتابعة لمحت أحد الأصدقاء غير بعيد مني وقد غاب عن كل ما حوله ، فبعثت له رسالة على جواله : هل تحن إلى الطفولة يا أبا فلان ؟ وتذكرت قولا قديما لأحد الأدباء - يعني نفسه - وهو يسأل : من يعيد لي ذلك الطفل ؟
وكانت الفرحة الثانية في حفل تكريم طلبة مراحل التعليم العام المتفوقين في محافظة الخفجي ، وقد كان حفلا رائعا ، ومنظما رعاه سعادة المحافظ ، وحضره رئيس اللجنة التشغيلية في عمليات الخفجي المشتركة ، ورئيس شركة أرامكو لأعمال الخليج بالإنابة ، وعدد من المسؤولين ، وسعد به الآباء والمعلمون والطلاب المتفوقون ، وضيوف الحفل .
وما زاد بهجتي – وغيري من الحضور - بهاتين المناسبتين النجمان اللذان تألقا خلال الحفلين ، فكانت الطفلة الرائعة " روان الشمري " نجمة حفل الروضة ، ولا شك أن هذه الطفلة لقيت رعاية واعية من أبويها ، ومن معلماتها في الروضة ، فتألقت في أكثر من نشاط مميز ببراءة في حفل مَثَّلَ الطفولة التي قد يحن إليها كثير منا ، وكان الطفل الرائع " سعود العنزي " نجم حفل التفوق في الليلة التالية حيث برز في قيادة زملائه - وهم يؤدون نشيدا وطنيا رائعا - طفل رائع بكل ما تعنيه الروعة من معنى وجمال ، طفل أعجب به الجميع إعجابا شديدا ، وتابعوا أداءه المتميز ، وأكبروا ثقته العالية بنفسه.
إن مثل هذه الأيام الرائعة لا تنسى بالنسبة لهؤلاء الأطفال والطلاب ، وستكون محفورة في ذاكرتهم ، وخاصة أن الكثيرين منهم سيحتفظ بصور توثيقية لها مع معلميهم الذين يستحقون التقدير والشكر والثناء العطر ، وستبادلونها مع إخوانهم وأقرانهم من زملاء الدراسة.
وقفة : إن هذين الطفلين اللذين وهبهما الله سمات خاصة ومتميزة جديران برعاية موهبتيهما وتنميتها في مراحلهما الدراسية المختلفة.