دور القراءة في حياتنا الاجتماعية المعاصرة
نشأت الكتابة والقراءة نتيجة حاجات شعرت بها الشعوب القديمة. فإذا تطلعنا إلى تاريخ هاتين الظاهرتين وتطورهما عبر الأزمنة لوجدنا أن الإنسان كتب وقرأ لتلبية حاجات تتعلق بالمعتقدات الدينية والحياة بعد الموت، كما فعل الفراعنة عندما بنوا الأهرام ودونوا الكتابات الهيروغليفية التي تكرس لهم الحياة بعد مماتهم، أو لأسباب تجارية (كما عند الفينيقيين)، أو من أجل تسجيل القوانين والقرارات الصادرة عن الحكام والملوك (كما نجد عند حمورابي والرومان)، أو لتدوين المساجلات الفكرية والمعارف الفلسفية (كما عند اليونان)، أو في سبيل العبادة وتدوين الشرائع السماوية، مثلما حصل عند اليهود والمسيحيين والمسلمين. لكن القراءة (والكتابة معها) لم تكن شائعة بين الناس، بل كانت حكرا على عدد قليل منهم، وكانت في بعض الأحيان مهنة تتداولها طبقة من المجتمع، أو سراً يتناقله الكهنة ورجال الدين فيما بينهم. لذلك، ليس من الغريب أن نجد في التاريخ القديم بين الأباطرة والملوك من لا يعرف القراءة والكتابة.
أما اليوم، فإن القراءة وإن كانت لا تزال تتناول كل الأمور التي ذكرناها، إلا أنها تهتم فوق ذلك بأمور أقل أهمية، وعادية بل وأحيانا تافهة. ذلك لأن فعل القراءة بات اليوم شائعا بين معظم الناس وأصبحت الأمية آفة يجب على كل مجتمع أن يحاربها. فالإنسان المعاصر يقرأ الأخبار، ويقرأ الكلمات المتقاطعة، ويقرأ الدعايات والإعلانات على قارعتي الطريق، ويقرأ غيرها من النصوص والعبارات التي تحيط به أو تصاحب كل لحظة من لحظات حياته اليومية، كما يقرأ كذلك أسمى الكتب وأرفعها، (القرآن الكريم)، ويقرأ الأدب الرفيع، والكتب العلمية والفكرية وغيرها.
القراءة والعبادة
لاشك في أن القراءة كانت ولا تزال عملية عبادة. كل إنسان مؤمن يقرأ في الكتاب الذي هو عماد دينه وأساس صلاته. فالمسلم مثلا لا يقرأ القرآن الكريم ليطلع على أمور دينه فحسب، أو ليقيم الصلاة ويؤدي الشعائر المطلوبة منه فقط، بل إنه يقوم بقراءة الكتاب المنزل عبادة لله سبحانه وتعالى وتقربا منه ومن رسوله الكريم.
وهناك كذلك من يقرأ ليستطلع الأمور ويعرف مكنونات العالم. ويقع هذا النوع من القراءة في درجات. يقرأ الناس للمعرفة والاطلاع على ما يجري في البلد وفي العالم. وهؤلاء هم قراء الجرائد. فالجريدة تقع في مرحلة وسطى بين الكتاب والبيان الرسمي أو العلمي. الكتاب متخصص يبحث في موضوع معين ويتوجه لقاريء معين ويتصف إجمالا بأنه أكثر عمقاً. في حين أن الصحيفة تتوجه إلى شريحة أكبر من جمهور القراء، وتقدم مواضيع أقل عمقا وأشمل وأكثر تنوعا مما يقدمه الكتاب.
وهناك أيضا من يقرأ للذة القراءة. يتحدث المفكر الفرنسي المعروف (رولان بارت) عن نوعين من التعامل مع النص في هذا المجال. قد يجد القاريء اللذة والمتعة فيما يقرأه. وهذا هو النوع الأول من التعامل. أما النوع الثاني، فهو أن يجد القاريء في القراءة وسيلة يبتعد فيها عن الواقع الذي يعيش فيه ليتعرف عالم الممكنات. لذة القراءة عند بارت هي نوع من الغيبوبة. فهو يشبه تعامل القاريء مع النص الذي يقرأه بالعلاقة بين الرجل والمرأة. والحقيقة أننا لا نحتاج إلى كثير من البحث لنجد زوجة تغار (بكل معنى الكلمة) من الكتاب الذي يشد زوجها ويشغله عنها. إنها تكتشف بحدسها وبحسها الأنثوي المعروف أن زوجها يجد في قراءة الكتب متعة قد تصرفه عن المتعة التي يجدها معها، لفترة من الوقت قد تطول وقد تقصر.
واللذة هنا تعني أن القراءة لا تبغي أكثر من ذاتها، أنا أقرأ قصيدة للمتنبي لا لأتعلم أو لاستطلع الأخبار بل لمجرد المتعة الذاتية. وأكون في هذه الحالة مشاركا في النص لا متلقيا سلبيا .
فن العيش
ولابد لنا هنا من التوقف عند ارتباط القراءة بحياة الإنسان المعاصر. فقد اتفق العديد من المفكرين المعاصرين أن المجتمع البشري لم يعد يستطيع العيش من دون الكتابة والقراءة. فالمفكر والروائي الفرنسي المعروف، فيليب سولرز، يقول مثلاً: (لا يمكن أن نكتب إلا إذا كنا نعرف أن نقرأ، لكن لمعرفة القراءة يجب أن نعرف كيف نعيش. القراءة هي فن الحياة الرائع). لذلك نجد أن الحكومات العسكرية المستبدة والأنظمة الديكتاتورية لا تنظر بعين الرضى إلى المتعلمين والمثقفين من أبناء الشعب. وهي تفضل لو أنهم كانوا كلهم أميين جهلة. ذلك أن من يعرف القراءة، بكل ما تتطلبه من وعي وإدراك، يملك القدرة على امتلاك الحاضر ووعي الواقع والتطلع إلى المستقبل. فالقراءة هي تماما (فن اليقظة والحذر) وهي فعل امتلاك وحضور فاعل. يقول الشاعر والناقد الأمريكي (باوند): (يجب أن نقرأ لنزيد من قوتنا. كل قاريء لابد أن يكون رجلا ديناميكيا مفعما بالحياة. والكتاب إنما هو دائرة نور تقبع بين يديه).
إن أول كلمة قالها الملك للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) هي (اقرأ). وكررها ثلاث مرات قبل أن ينصاع المصطفى للأمر الإلهي. فأول خطاب وجه إلى رسول الله كان أمراً بالقراءة وحديثاً عن القلم والعلم. وتضمن كذلك معاني تدل على أن الله هو الذي يجعل الرسول قادرا على القراءة، وأنه هو الذي يهبه العلم، وأن الوحي إنما هو خطاب إلهي يرتبط بالذات الإلهـية لا بسائر الكتب الوضعية. فالله هو الذي ينزل الوحي ويهب الإيمان والهدى والمعرفة ، وهذه العبارة الأولى هي في الواقع أساس الدين ومنطلق الإيمان ، وهي تؤسس لعلاقة جذرية متعددة المستويات بين المسلم والخطاب القرآني، بمعنى أن كل مؤمن لابد أن يقرأ الكتاب الكريم حتى تستوي العلاقة بينه وبين الله، وبينه وبين الرسول، وبينه وبين المسلمين أجمعين. بكلمة مختصرة، عندما أقرأ أدخل في جملة من العلاقات والروابط مع الخالق والمخلوقات.
ولو عدنا إلى النظرية الحديثة في عملية القراءة لوجدنا أنها (تذكر): أى أنه إذا كان الإنسان يقرأ لاكتشاف أشياء جديدة، فإنه كذلك ـ وعلى الأخص ـ يقرأ ليتذكر ما قرأه في مناسبات أخرى. فالقراءة تقع ضمن شبكة من العلاقات التي تصل بين النص المقروء وكل الخطابات التي كتبت من قبل. لدرجة أن بعض المفكرين رأوا أن الكتاب الواحد لا يمكن أن يفهم كل الفهم إذا لم يستجمع قارئه في ذاكرته كل ما قرأه من قبل. فيقع الكتاب بذلك في سلسلة من التداعيات الخفية التي تربط بين الفقرة والأخرى ضمن الكتاب الواحد وبين هذا الكتاب والكتب الأخرى كلها، كما يرتبط الحرف بالكلمة والكلمة بالجملة. ويذهب (رولان بارت) إلى أبعد من ذلك فيضع الكتاب في محور تلتقي فيه كل مفاصل الحياة البشرية. فهو يقول إن النص نقطة تشابك بين الذاكرة الاجتماعية (الخاصة بمجتمع معين) والذاكرة الفردية (الخاصة بشخص ما) والتجارب الإنسانية (التي يشترك بها الناس أجمعون). ونستطيع في بداية هذا القرن أن نقول: قل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت، وقل لي ماذا ترفض أن تقرأ أقل لك كذلك من تكون.
أخيراً، هناك من يقرأ ليبني المستقبل، ليخرج من إطار المادة ومن سجن أشكالها الملموسة، في سبيل الدخول في ميادين استشراف المستقبل والتحضير لملاقاته واستقبال مستجداته.
ولاشك في أن وسائل الإعلام الحديثة قد غيرت في عادات القراءة. فالبرامج التلفزيونية، مثلا يمكن أن تنقل معظم المعارف التي ينقلها الكتاب. فهي تستعمل الصورة وبإمكانها أن تستعمل الحرف المكتوب كذلك، وهي تستعمل الصوت. ولكن البرنامج التلفزيوني يخضع لعالم المكان والزمان. فلا يمكن مشاهدة التلفزيون في أي مكان كان، ولا في أي لحظة. وهذه عوائق لا نجدها في الكتاب. إلا أن التلفزيون أقرب إلى فهم المشاهد وقلبه. فالبرنامج التلفزيوني يخاطب العين والقلب والأذن قبل أن يخاطب العقل، وهو يخاطب لغة الحواس (النظر والسمع) قبل أن يلج إلى الفكر. لذلك نجد أن الإقبال على التلفزيون يتأتى من هذه السهولة في دخول عالمه. أما الكتاب فإنه يستعمل الرموز المكتوبة، وهي رموز تجريدية تتطلب من القاريء شيئاً من الجهد والمشاركة. يقول المفكر الإيطالي (أمبرتو إيكو): القراءة عملية تتطلب جهدا خاصا فالنص المكتوب (آلة كسولة تتطلب من القاريء جهدا كبيرا وتعاونا متواصلا لملء الفراغات ولجلب التذكرات الموجودة في النص).
بذلك نصل إلى تحديد مفهومين رئيسين: الأول هو تعدد القراءة. كل نص أدبي يتضمن امكانية القراءة المتعددة، أي إمكانية أن يقرأ وأن يفهم بطرق مختلفة باختلاف القاريء وزمانه. والمفهوم الثاني وهو نتيجة للأول: كل قراءة إعادة للكتابة. ويكون بذلك القاريء والكاتب شريكين متوازيين في إبداع النص وبناء دلالته وتفتيق خيالاته.
وكثيراً ما نسمع من حولنا أن التلفزيون هو السبب في تدني مستوى التعليم في بلادنا عما كان عليه منذ عشرين سنة أو أكثر. الحقيقة أن هذا الوضع لا يخص الطفل أو الإنسان العربي وحده. إنها ظاهرة معروفة في أوربا وأمريكا حيث يصيح الأهالي والمسئولون التربويون قائلين إن أولادهم يخرجون من الصفوف الابتدائية وحتى التكميلية وهم شبه أميين.
إلا أننا لا نستطيع القول إن شباب اليوم يعرفون أقل من شباب بداية القرن. هذا خطأ، فالمعارف والعلوم تصل اليوم إلى الأجيال بطرق عديدة. فبالإضافة إلى الكتاب الذي كان وسيلة المعرفة الوحيدة عند أجدادنا، هناك الجرائد والمجلات المصورة والراديو والتلفزيون والفيديو وما شاكل. وكلها سهلة المنال في هذه الأيام.
لكن السؤال الأهم الذي يشغل بال الناس في أيامنا هذه: هل يؤثر انتشار التلفزيون ووسائل الإعلام الحديثة على القراءة والقراء? الجواب من دون شك إيجابي، التلفزيون يؤثر، ولكن هذا التأثير ليس سلبيا تماما. يؤثر سلبا عندما يجلس الطفل أو التلميذ لمشاهدة البرنامج التلفزيوني بدلا من أن يذاكر ويدرس. ويؤثر سلبا عندما يلتفت الشاب أو الفتاة عن مطالعة كتاب فكري جدي لمشاهدة مسلسل غرامي أو بوليسي.
ولكن ضرر التلفزيون الأكيد يكمن في أن بعض برامجه تخاطب القلب أكثر مما تخاطب العقل، أو تقدم الحياة للمتفرج الصغير على أنها حياة سهلة جدا أو حياة مليئة بالعنف والتسلط والصراعات. وهو يعود الجيل الناشيء السهولة في الوصول إلى المعرفة، أعني بذلك الاكتفاء بالمشاهدة والتلقي بدلا من العمل والغوص بعيدا في المجرد.
تأمين التواصل
إن وسائل الإعلام الحديثة، وعلى الأخص التلفزيون، وسائل تخاطب الأحاسيس وتستعمل الصور والأضواء التي بطبيعتها تزول فوراً بعد استعمالها. أمام هذا الوقع لابد للقراءة من أن تضطلع بدور رئيس. فقد كان للكتابة وللقراءة ـ عبر تاريخ البشرية ـ أثر كبير في تأمين التواصل بين الأجيال بواسطة نصوص مكتوبة تخترق المكان والزمان. وهذا ما أدى إلى تطور أنماط الحياة البشرية والأنظمة الاجتماعية. والمستقبل للقراءة، لأن اللغة، بما تتضمنه من كلام شفهي أو مكتوب، ستبقى الوسيلة المثلى لتطور الإنسان وتقدمه، كما كانت في السابق الوسيلة الرئيسة لخروجه من حالة الجمود الذهني والنفسي التي كان فيها.
فعلى صعيد التكوين الجسدي، تطلبت القراءة والكتابة من الكائن البشري أن ينسق بين العين والعقل، وبين الأذن الداخلية والصوت الداخلي (القراءة الصامتة)، وأصبح الشيء المكتوب الحسي يتطلب نوعاً من التجريد الفكري لم يكن مطلوباً من الإنسان قبل ذلك. كذلك، تطلبت القراءة استعمال الذاكرة التي تقرن بالرموز المكتوبة.
أما الكتابة فهي تتطلب جسدياً نوعا من المهارة اليدوية التي تجمع بين التصور الذهني للمعنى واستعمال أدوات دقيقة لكتابة رموز مجردة. فإذا نظرنا إلى الطفل وتفحصنا مراحل النمو التي يمر بها لرأينا أنه يندمج في المجتمع الذي يعيش فيه عن طريق تعرف عوالم ثلاثة: الأشياء والأشخاص والأفكار.
يكتشف الطفل عالم الأشياء بامتلاكها، وعلى الأخص عندما تكون بينه وبينها رابطة غذائية. وحتى الأشياء التي لا يتغذى بها يضعها في فمه ليتعرفها.
يكتشف الطفل عالم الأشخاص بالروابط العاطفية الشخصية التي تشده إلى أمه في البداية ثم إلى سائر أفراد العائلة.
ويدخل الطفل في عالم الأفكار مع اكتسابه مفردات اللغة وتراكيبها. إن اندماج الطفل في عالم الفكر واللغة يكون مصحوباً بعلامات النضج التي تظهر في تقاسيم وجهه. في السنة الأولى يكون فمه مفتوحاً، ثم شيئا فشيئاً ينغلق هذا الفم بتأثير دوافع داخلية.
الفعالية الرمزية
أما علاقة الصورة بالكلمة، فإن الكتابة اللغوية نشأت في الأصل على أساس رسم الشيء الذي تشير إليه الكلمة. فالصورة إذن قبل الكلمة المكتوبة وهي أصلها. الحقيقة أن تطور البشرية يكمن في خروج الإنسان من ذاته ليضع بينه وبين العالم المحيط به، بل بينه وبين نفسه، وسيلة رمزية تساعده على التجريد والتفكير بعيدا عن اللحظة الحاضرة والمكان الواقع. لذلك كان من المهم في دراسة المجتمعات البشرية التركيز على هذه (الفعالية الرمزية) التي تهب الإنسان في عمله وفي تفكيره نية إعطاء معنى للكلمة، مكتوبة كانت أم منطوقة، وللصورة مرسومة كانت أم منحوتة.
ولو عدنا إلى حياتنا اليومية لاكتشفنا الحيز الكبير الذي تحتله الصورة ولعرفنا إلى أي مدي نحن نعيش في دوامة الألوان والصور. ففي العمل، وفي الشارع وفي البيت، أينما كنا، يقع نظرنا على صور ثابتة أو متحركة، مفيدة أو غير ضرورية، اصطناعية أو عنيفة. وكلها تدخل في نطاق نشاطنا الفكري والنفسي عن طريق الوعي أو اللاوعي، بإرادتنا أو بغير إرادتنا. يقول المفكر الفرنسي (ريجيس دبريه) إن الصورة تدخل قلبنا وروحنا عن طريق اللاوعي وتغير من طباعنا وتفكيرنا، ولكن هذا لا يعني أن الصورة مذنبة في ما تفعله بنا. فالتفسير لا يكون فيها، والعيب ليس في العين، بل في النفس والعقل. ويبين لنا (دبريه) كيف أن الصورة مرت في تاريخها الغربي في ثلاث حقبات رئيسة: السحر ومصارعة الموت، والفن ورمزية التواصل الاجتماعي، وأخيرا الاقتصاد وانفتاح التقنيات الحديثة. فالصورة كانت عند ولادتها عبارة عن صرخة تحد يطلقها الإنسان ضد عدمية الموت، وكانت تشكل نوعا ما امتدادا للحياة بعد الموت. وبذلك تكون حاجة الشعوب إلى التصوير مرتبطة بخوفها من الموت والعدم. فالصورة لم تكن نتاجاً فردياً بل كانت تعبر عن صراع المجتمع مع الواقع المحيط وتكون عنصرا أساسياً في نظام الرموز التواصلية في الحياة الاجتماعية.
أخيراً، فإن طغيان الصورة هذا على حياتنا اليومية يجعلنا نتساءل حول مستقبل القراءة. الواقع أن القراءة لن تموت، إنها ستتحول، كما تحولت بعد اكتشاف المطبعة. فنحن نشهد اليوم نوعا (من الزواج) والترابط الوثيق بين الصورة والكلمة، بين التلفزيون والكتاب، في الحاسوب.
إذ إن هذه الآلة نوع من التلفزيون الذي يقدم نصوصا نستطيع قراءتها. واليوم تنتشر بسرعة مذهلة الموسوعات المطبوعة على أسطوانات رقمية أو على شبكات الإنترنت، وكلها وسائل لا يمكن الاطلاع عليها إلا عن طريق قراءة النصوص في الكمبيوتر وعلى شاشته.