الحلقة الثانية
دَخَلَتْ البيت وأغلقتْ الباب وراءها...ذهبتُ إلى بيتنا متأملاً كل ماحصل بذهول!!
دخلت غرفتي مكتأباً بعض الشيء
رجعت بفكري للوراء لمدة شهرين
حدثت نفسي قائلاً... آآه ليت بيدي إرجاع الزمن...ما أجمل العزوبية
كثرت أحاديث نفسي ما هذا الحظ الذي وقعت فيه مع هذه المرأة!!
هل ستشاركني هذه المخلوقة بقية حياتي!!
هل ستتغير أم هل ...أم هل...
أسئلة كثيرة كانت تعصف بي...لكن ليس لها جواب إلا الصمت المطبق من حولي....
كنت في نفس الوقت أحس بتأنيب الضمير تجاهها بحكم أني لم أستطع تقبلها
ولاعتقادي بأنها ضحية تربية خاطئة
استسلمت لنوم ما شاء الله لي
استيقظت باكراً كنت أحس بأني مبسوط جداً حيث أني سأتناول إفطاري لوحدي
مر اليوم الأول والثاني والثالث
كانت في كل يوم تتصل عدة مرات بجوالي ولا أرد
فهي لا تقدر مسؤولية الكلمة ولابد أن تأخذ درساً هكذا قلت في نفسي
مرت عشرة أيام ولم أرد على اتصالاتها....
كانت أثناء هذه الفترة تتصل بوالدتي وتسأل عن صحتها
(تريد أن تمسك بي من معصمي) في اليوم العاشر لم تكن أمي موجودة ....وهي ما زالت تتصل بجوالي ولا أجيب
سمعت جرس هاتف المنزل وتأكدت من أنها هي المتصلة
ورفعت السماعة(إذ لاداعي أن يطول الموضوع أكثر وهذه فرصة كي أرجع العلاقة)لكن عرفت في المستقبل بأني كنت مخطئاً جداً إذ لابد لها من أن تأخذ درسا قوياً جداً
رفعتُ السماعة
ألو نعم : كان صوتها يشعرك بإحساسها بالذنب!!
قالت : أنا هناء(كان اسمها هناء فقط اسم)
سعد ليش ما ترد على الجوال؟
قلت نعم ماذا تريدين؟ أنت طلبتي الطلاق!!
قالت : كنت متوترة من أسلوبك معي وأي امرأة تفعل ذلك إذا توترت!! وأنا آسفة وما راح أكررها أو عدك وعد خلاص ياسعد سامحني... ألحت عليّ
قلت طيب متى أمرك آخذك
بعد:ساعة قالتها
وبالفعل : بعد ساعة ركبت معي ورجعنا إلى بيتنا
أخبرتها مرارا بأني لا أحب المكياج ولا كريم الأساس (وطبعا حتى مُخفي العيوب لا أطيقه) لكن من دون فائدة!!
كأنها قد اشتركت في مسابقة من تضع مكياج أكثر!!
كنت أنام بعدها وأصحو قبلها!!
إذا صحت من النوم تدخل إلى (...)ولاتخرج كنت أسألها عسى ما شر؟ أنتِ مريضة؟
ترد : لا بس متعودة النظافة زينة!!
ثم يأتي (دور التزييف) تجلس أمام المرآة مالا يقل عن نصف ساعة تضع طبقات من البويات !!
بعد هذا تتكرم لتأتي بإفطارنا(طبعاً تسير مثل السلحفاة)
ثم أتت بإفطارنا وما هو..؟ (جبن، زيتون، خبز ،طحينية،) ولا تأتي به مرة واحدة لكن على دفعات!!
قلت لها لو أسرعتي قليلاً (يا حياتي) كان أفضل عشان نفطر مع بعض؟
...نزلت الدموع من عيونها وأجهشت بالبكاء
نظرتُ خلفي ومن فوقي ومن تحتي
لأعرف السبب من بكائها؟ ثم تأكدت بأنه لا يوجد أحد غيري!!
أخذت أردد الدعاء المعهود(قولو معي)
اللهم إني لاأسئلك رد القضاء ولكن أسئلك اللطف فيه...
سكتُ ولم أتكلم وبتضايق أكملت إفطاري
هي ذهبت إلى غرفتنا وأغلقت الباب
تكلمت مع نفسي قليلاً وسألتْ هل أنا متزوج أم هذا حلم.؟
بل إنه كابوس ليتني أفيق منه...!!
يأخذني تفكير عميق وسكووون
صوت أمي يقطع صمتي وسكوني
سألتني بصوت أمومي حنون
وين هناء؟
قلت : في الغرفة
قالت : متى تبون نروح لعزيمة أخوك مساعد؟
يااه تذكرت أخوي عازمنا على العشاء هذه الليلة.. وهذه المرأة زعلانة!!ماذا أفعل لابد أن أراضيها كي أظهر أمام أخي وزوجته بشكل مقبول فالوليمة لها...
دخلت عليها في الغرفة
ألقيت السلام وردت علي بثقل مصطنع (كم أحب العفوية وأكره اتصنع)
قلت أنا آسف ما كان قصدي بس أنتِ الله يهديك تتأخرين كثير
قالت : بعد ما كفاك التجريح اللي قبل شوي؟
قلت خلاص مشيها عاد....وافقتْ على مضض
(وفي رأسها حب لم يطحن بعد)
قلت: لها
لابد من أن نكون أول الحضور عند أخي مساعد؟
قالتببرود الأبله) إذاأتى المغرب يكون خير
بعد صلاة العصر تناولنا الغداء
أتت تمشي حاملة الشاي كالسلحفاة
وأنا أرقبها وأرقب الصندل (الجزمة) الذي تلبسه ولا أدري ماسر ارتباطها الوثيق به؟؟
جلست بقربي (كما تجلس الناقة على عدة مراحل)
صبت لي الشاي شربت أول فنجان وثاني
ثم الثالث
أخذنا ننظر إلى التلفاز كان فيه برنامج يتحدث عن السياحة في مصر
قالت : الله ياهي مصر حلوة
قلت : أنا ما أرتاح لمصر ولا ودي أروح لها
قالت : ماذا تقصد بكلامك؟
لأني أحبها ترد علي بهذا الكلام؟راعِ مشاعري شوي!!قالتها بزعل
(تذكرت عزيمة أخوي مساعد) قلت ياحياتي أنتِ فهمت غلط لاتصيرين حساسة
قالت أنتم يا الرجال ماتراعون مشاعرنا وما تحترمونّ(أحسستُ بأن هناك أمرٌ ما سيقع)