[align=center]
[align=center]نتائج طلابنا الثانوية تدخل موسوعة جينيس هذا العام[/align]
ردود فعل الاختبارات في ثوبها الجديد خلت هذا العام من الرهبة والخوف الذي ألفه طلاب الصف الثالث ثانوي منذ بداية التعليم لدينا، فقد انتهى الأسبوع الأول من العادة السنوية المتفرِّقة التهاباً بانطباعات إيجابية من طلابنا والمجتمع.
وعند تتبع الآراء والانطباعات نجدها مرتكزةً على تحرر الاختبارات من مركزية وزارة التربية والتعليم، ومتأرجحة بين النفسية العالية والهمة المتجلية على محيا طلابنا وطالباتنا، بعيداً عن الشحن النفسي الذي كان عليه الطلاب في الأعوام السابقة، بتأييد قطعي للخطوة، كونها أسهمت في غياب حالات الفوبيا والإغماء والتوتر التي اعتادت المدارس على تسجيلها في أيام خلت، وربما قد تعود!
ذهب كثير من الطلاب والمجتمع والتربويين إلى أن وضع الأسئلة النهائية لاختبارات المرحلة الثانوية في المدارس هو العامل لإبداء الرضا والارتياح لأداء الاختبارات، سأرصد بعض المشاهد ؛ بعض الطلاب غادروا قاعة الامتحان بعد نصف المدة، عدد من الطلاب ذهب إلى سهولة الأسئلة مقارنة برهبة أسئلة الوزارة، دخل الطلاب قاعات الاختبارات وهم بحالة نفسية مريحة تماماً كونهم مقتنعين أن الأسئلة من إعداد معلمي موادهم، وبالتالي فهم أعرف لطريقتهم في إعداد الأسئلة، الأسئلة لم تختلف كثيرا عن اختبارات الوزارة من حيث صعوبتها، الأسئلة جاءت طبيعية وغير معقدة، الأسئلة كانت منهجية لم تخرج عن المنهج الذي درسه الطلاب خلال العام الدراسي نفسه، لم يحمل الطلاب هم هذه السنة أبداً، بسبب جو التناغم الذي عاشوه مع معلم المادة في شرح الدروس وتحديد المهم والأهم وفق ما يقرره المعلم معهم، إخراج الملخصات التي تركز المادة ولا تشتت الأذهان في أشياء قد تكون على هامش المهم، التصحيح وتسليم النتائج سيكون بطريقة أسرع ليتسنى للطلاب التسجيل في الجامعات والاستمتاع بالإجازة الصيفية.
أخبار ومشاعر متناثرة لطلابنا وطالباتنا، ولكن تبقى الأسئلة التالية تبحث عن إجابات لدى مسؤولي الاختبارات:
هل الأسئلة ومستواها في كل المدارس ينشر عدلاً في نتائج الطلاب؟، وهل تحقق الأسئلة في المدارس الفروقات الفردية بين جميع الطلاب والمستويات؟، وما هي أخبار المدارس الأهلية ولجانها واختباراتها، والتي أعتقد أن لها دوراً في دخول طلابنا في موسوعة جينيس لهذا العام !، لأني أجزم وقبل ظهور نتائج الطلاب والطالبات لهذا العام ( تكرر ) نسبة نجاح 100 % وبتقديرات لعشرات الطلاب من كل مدرسة باحتكار المركز الأول مكرر ونسبة 100 % في مدرسة أهلية واحدة فقط !!، وهل تم الأخذ بمشاركة المعلمين في صياغة واتخاذ هذا القرار؟، وهل تكليف المعلمين قصراً بوضع نماذج للاختبارات بأعداد كبيرة دون تأهيلهم وفي وقت قصير قبل الاختبارات خطوة موفقة؟، وما هو دور الملخصات الدراسية (المركَّزة)؟، وما هي مقاييس تطبيق جودة الاختبارات؟، وما هي معايير القياس والتقويم في الاختبارات فعلاً؟، وهل نتائج الطلاب الفعلية من خلال الاختبارات تثبت نجاحهم تعليماً أو تعلماً؟، وهل جميع التربويين مؤهلون بدءاً من المشرفين التربويين حتى المعلمين لوضع الاختبارات بطريقة سليمة تخدم أهداف المادة وفروقات الطلاب الفردية؟، وهل التفاوت بين مدرسة ومدرسة أخرى من ناحية صعوبة الأسئلة وسهولتها يحقق العدالة في تحصيل الطلاب؟
أنا لست مع الاختبارات بصفة عامة، ولست مقتنعاً بأنها المقياس الحقيقي لتعليم وتعلم الطالب، لأن الهدف العام للتعليم هو النمو الشامل للطالب، فبالتالي الاختبارات تمثل انفصالاً تاماً للطالب عن المنهج الدراسي، بإبعاده عن التحصيل العلمي، وجعله أسيراً داخل دائرة التذكر والحفظ فقط، وبذلك ستكون أداةً قاتلة لروح الإبداع الكامن لطلابنا وللتعلم التطبيقي المهاري والتفكير الإبداعي، فعندما تكسر حواجز لغة التفكير وأسئلته، يحل محلها أسفاً أسئلة اختبارات لا تقبل سوى إجابات مغلفة جامدة غير متحركة سميت بالإجابات (النموذجية)، والتي مثلت ثوابت لكثير من الأنظمة التعليمية وإرهاصاتها ومستقبلها، وبها أصبحت المخرجات قاصرة في نواتج التعليم، لضعف تقويمها ودعمها لمجالات التنمية في المجالات التقنية أو التطبيقية، وضعفها في مواكبة التحديات للألفية الفكرية.
وكذلك هنا لست مع مركزية الاختبارات، فإرجاء الاختبارات للمدارس خطوة موفقة تماماً من الوزارة، ولكن كيف نقيس النجاح لكل قرار أو تجربة دون أن يكون هناك دراسات وأبحاث قبلية وبعدية.
نحن نحتاج إلى لغة الأرقام التي نفتقدها في قراراتنا وتجاربنا واستراتيجياتنا. نحتاج إلى عمليات حسابية (بحثية) غير معقدة وبرسم بياني يشارك في معياره المعلم والطالب أولاً، ليثبت لنا المدخلات والمخرجات نجاحاً أو حتى نجاحاً في الفشل!
مرفـــــأ
النجاح ليس ومضة سرعان ماتنطفئ، وإنما هو شعلة لابد من بذل الجهد لكي تتوهج. (فريد شيرو). [/align]