الوقفة السادسة : بعض الشعوب تدعي الأفضلية
فقد مر معنا في اللقاء السابق كيف ادعى كسرى أفضلية الفرس على سائر الأمم ثم ذكر أُمَما وبَيَّنَ أنها أفضل من العرب,وفي هذا اللقاء ذِكْرُ من ادعى الأفضلية أيضا :
بعض الشعوب لها تقييم أخر :
1. اليهود يزعمون أنهم شعب الله المختار وكذا النصارى ادعوا الخصوصية, قال تعالى :( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) [المائدة : 18]
2. هتلر يرى أن الألمان أرقى شعوب الأرض .
3. الهندوس في الهند ,فقد جاء في الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة أن في المجتمع الهندوسي طبقات ولازالت إلى الآن وهي على النحو التالي :
* البراهمة: وهم الذين خلقهم الإله براهما من فمه: منهم المعلم والكاهن، والقاضي.
* الكاشتر: وهم الذين خلقهم الإله من ذراعيه: يتعلمون ويقدمون القرابين ويحملون السلاح للدفاع.
* الويش: وهم الذين خلقهم الإله من فخذه: يزرعون ويتاجرون ويجمعون المال، وينفقون على المعاهد الدينية.
* الشودر: وهم الذين خلقهم الإله من رجليه، وهم مع الزنوج الأصليين يشكلون طبقة المنبوذين، وعملهم مقصور على خدمة الطوائف الثلاث السابقة الشريفة ويمتهنون المهن الحقيرة والقذرة.
إلى غير ذلك من الأمم التي تدعي الأفضلية.
قلت : ما سبق ذكره عن تلك الأمم في تأكيدها لأحقيتها الأفضلية وإنما هو مجرد ادعاء وكما قال مجنون بني عامر :
وكُلٌّ يَدَّعي وَصلا للَيْلى .. ..
.. .. .. وَلَيْلى لا تُقِرُّ لَهُمْ بِذاكا
فالنصوص من الكتاب والسنة والعقل والواقع المشاهد والمحسود يدل على خلاف ما ادعاه من سبق من الأمم في استحقاقهم الأفضلية .
ومن أمثال العامة والخاصة : إذا جاءَ نَهْرُ اللهِ بَطَلَ نَهْرُ مَعْقِلٍ, وإذا جاء نهر الله بطل نهر عيسى.
شرح المثل : ونهر معقل بالبصرة ونهر عيسى ببغداد وعليهما أكثر الضياع الفاخرة والبساتين النزهة ببغداد وإنما يريدون بنهر الله البحر والمطر والسيل فإنها تغلب سائر المياه والأنهار وتطم عليها .
ومما يجرى مجرى المثل المذكور قول الشاعر :
إذا جاء موسى وألقى العصا
.. .. .. فقد بطل السحر والساحر
فإذا جاء الدليل القاطع بطل كل قول وكل رأي وكل فكر وكل اجتهاد يخالف الدليل .
وإلى اللقاء في وقفة جديدة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .