[align=center]
الوقفة السابعة : هل العروبة وحدها سبب للعزة والمجد..!؟
العرب على ما بيناه من اتصافهم بخصال وصفات وسجايا محمودة قل وجودها في أمة من الأمم مع كل هذا لم يرفعهم بين الأمم بل لم يكن لهم مجد في التاريخ , بل لربما وصفوا بالعار , فكيف بقوم هذه صفاتهم لم تأهلهم للرفعة والسمو بل زادتهم طغيانا وتكبرا فيما بينهم وصغارا عند غيرهم , فنقول لمن انتسب للعروبة وحدها وتناسى السبب الرئيسي لظهور العرب على سائر الأمم اعلم أن العرب كان فيهم ما يلي :
• الضياع في الأنساب فالزنى والخيانة أمر منتشر بينهم وشائع .
وإليك بعض النصوص /
* ففي صحيح مسلم عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قال أَخْبَرَنِى أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ فَصَلَّى لَهُمْ صَلاَةَ الظُّهْرِ فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَذَكَرَ السَّاعَةَ وَذَكَرَ أَنَّ قَبْلَهَا أُمُورًا عِظَامًا ثُمَّ قَالَ « مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَنِى عَنْ شَىْءٍ فَلْيَسْأَلْنِى عَنْهُ فَوَاللَّهِ لاَ تَسْأَلُونَنِى عَنْ شَىْءٍ إِلاَّ أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ مَا دُمْتُ في مَقَامِى هَذَا ». ,,,فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ فَقَالَ مَنْ أَبِى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « أَبُوكَ حُذَافَةُ ». ... قَالَ ابْنُ شِهَابٍ أَخْبَرَنِى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ قَالَتْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ مَا سَمِعْتُ بِابْنٍ قَطُّ أَعَقَّ مِنْكَ أَأَمِنْتَ أَنْ تَكُونَ أُمُّكَ قَدْ قَارَفَتْ بَعْضَ مَا تُقَارِفُ نِسَاءُ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ فَتَفْضَحَهَا عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ .
* وفي صحيح البخاري عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ النِّكَاحَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَنْحَاءٍ: فَنِكَاحٌ مِنْهَا نِكَاحُ النَّاسِ الْيَوْمَ يَخْطُبُ الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ وَلِيَّتَهُ أَوْ ابْنَتَهُ فَيُصْدِقُهَا ثُمَّ يَنْكِحُهَا.
وَنِكَاحٌ آخَرُ كَانَ الرَّجُلُ يَقُولُ لِامْرَأَتِهِ إِذَا طَهُرَتْ مِنْ طَمْثِهَا أَرْسِلِي إِلَى فُلَانٍ فَاسْتَبْضِعِي مِنْهُ وَيَعْتَزِلُهَا زَوْجُهَا وَلَا يَمَسُّهَا أَبَدًا حَتَّى يَتَبَيَّنَ حَمْلُهَا مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي تَسْتَبْضِعُ مِنْهُ فَإِذَا تَبَيَّنَ حَمْلُهَا أَصَابَهَا زَوْجُهَا إِذَا أَحَبَّ وَإِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ رَغْبَةً فِي نَجَابَةِ الْوَلَدِ فَكَانَ هَذَا النِّكَاحُ نِكَاحَ الِاسْتِبْضَاعِ.
وَنِكَاحٌ آخَرُ يَجْتَمِعُ الرَّهْطُ مَا دُونَ الْعَشَرَةِ فَيَدْخُلُونَ عَلَى الْمَرْأَةِ كُلُّهُمْ يُصِيبُهَا فَإِذَا حَمَلَتْ وَوَضَعَتْ وَمَرَّ عَلَيْهَا لَيَالٍ بَعْدَ أَنْ تَضَعَ حَمْلَهَا أَرْسَلَتْ إِلَيْهِمْ فَلَمْ يَسْتَطِعْ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنْ يَمْتَنِعَ حَتَّى يَجْتَمِعُوا عِنْدَهَا تَقُولُ لَهُمْ قَدْ عَرَفْتُمْ الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِكُمْ وَقَدْ وَلَدْتُ فَهُوَ ابْنُكَ يَا فُلَانُ تُسَمِّي مَنْ أَحَبَّتْ بِاسْمِهِ فَيَلْحَقُ بِهِ وَلَدُهَا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَمْتَنِعَ بِهِ الرَّجُلُ.
وَنِكَاحُ الرَّابِعِ يَجْتَمِعُ النَّاسُ الْكَثِيرُ فَيَدْخُلُونَ عَلَى الْمَرْأَةِ لَا تَمْتَنِعُ مِمَّنْ جَاءَهَا وَهُنَّ الْبَغَايَا كُنَّ يَنْصِبْنَ عَلَى أَبْوَابِهِنَّ رَايَاتٍ تَكُونُ عَلَمًا فَمَنْ أَرَادَهُنَّ دَخَلَ عَلَيْهِنَّ فَإِذَا حَمَلَتْ إِحْدَاهُنَّ وَوَضَعَتْ حَمْلَهَا جُمِعُوا لَهَا وَدَعَوْا لَهُمْ الْقَافَةَ ثُمَّ أَلْحَقُوا وَلَدَهَا بِالَّذِي يَرَوْنَ فَالْتَاطَ بِهِ وَدُعِيَ ابْنَهُ لَا يَمْتَنِعُ مِنْ ذَلِكَ فَلَمَّا بُعِثَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَقِّ هَدَمَ نِكَاحَ الْجَاهِلِيَّةِ كُلَّهُ إِلَّا نِكَاحَ النَّاسِ الْيَوْمَ.
* وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه :( خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي ولم يصبني من سفاح الجاهلية شيء ).حسنه الألباني في الجامع الصغير وزيادته.
• العصبية القبلية المقيتة /
النظام الاجتماعي السائده هو العصبية للجنسية والرحم، وكانوا يسيرون على المثل السائر : ( انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا ) فالعلاقة بين القبائل كانت مفككة الأوصال تمامًا، وكانت قواهم متفانية في الحروب.
فقد كان يقتل بعضهم بعضا ويهلك بعضهم بعضا على أتفه الأسباب وأخسها,فالثأر موج عارم لا يرحم أحدا بل يجرف معه كل من اعترض طريقه ووقف في وجهه .كحرب البسوس استمرت أكثر من أربعين سنة على ماذا ؟ على ناقه ... وداحس والغبراء على ماذا ؟ على سباق خيل !!!! فلا أمن وأمان على الأنفس والأموال بل خوف ورعب واضطراب وحيرة.
ففي صحيح مسلم عن أبي مَالِكٍ الأَشْعَرِىَّ قال: قال النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- :« أَرْبَعٌ في أمتي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لاَ يَتْرُكُونَهُنَّ : الْفَخْرُ في الأَحْسَابِ , وَالطَّعْنُ في الأَنْسَابِ, وَالاِسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ, وَالنِّيَاحَةُ ».
النتائج المترتبة على الحروب بين العرب /
تدمير وإنهاك الطاقات العربية وأوهنتها، مما أطمع الروم والفرس في بسط نفوذهما على المراكز الاستراتيجية والمناطق التجارية.
وهكذا دفع الروم والحبشة إلى احتلال الجنوب العربي ومن ثم احتلال المدن الواقعة على الطريق التجارية التي تصل اليمن ببلاد الشام .
كشف الفرس عن هذه الخطة فأرسلوا جيشا إلى اليمن أخرج الأحباش منهاوظلت اليمن تحت إمرة الفرس حتى أظهر الله دين الإسلام.
كما بسط الروم والفرس نفوذهم على المناطق الفاصلة بين حدودهم وبين المناطق المتاخمة لهم من الجزيرة العربية، واصطنعوا قبائل عربية لحماية هذه الحدود من غارات الأعراب.
• الحالة الاقتصادية /
وأما الصناعات فكانوا أبعد الأمم عنها، ومعظم الصناعات التي كانت توجد في العرب من الحياكة والدباغة وغيرها كانت من أهل اليمن والحيرة ومشارف الشام، نعم، كان في داخل الجزيرة شيء من الزراعة والحرث واقتناء الأنعام، وكانت نساء العرب كافة يشتغلن بالغزل، لكن كانت الأمتعة عرضة للحروب، وكان الفقر والجوع والعرى عامًا في المجتمع .
• الحالة الدينية /
فهذا أمر يطول ذكره,ومنه انطلق للعرب شأن وظهر صيتهم بين الأمم في جميع الأزمان والعصور , لكن متى ؟؟؟ الجواب لما تمسكوا بالدين الصحيح ونبذ ما يخالفه .
في اللقاء القادم بإذن الله سنتكلم عن سبب رفعتهم ومجدهم ...في إلى ذلكم الحين أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
[/align]