السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الفرق بين الإسلام والإيمان
أولا حديث الباب فإن جبريل سأله أولا عن الإسلام ثم سأله عن الإيمان وهذا يدل على المغايرة ، يدل على إن الإسلام غير الإيمان ، فالإسلام هو الأعمال الظاهرة كالصلاة والصيام والحج والزكاة ، والإيمان هو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله إلى آخره .
ثانياً ومن الأدلة أيضا على أن الإسلام غير الإيمان قوله تعالى : " قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " .
شرح آية قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا
( قالت الأعراب ) أي قالت بعض الأعراب وليس كل الأعراب وهم طائفة قالوا هذا الكلام ، وهذا أسلوب من باب تسمية الكل وإرادة البعض ،
( قالت الأعراب أمنا ) أي ادعوا لأنفسهم مقاما أعلى مما هم عليه ، ادعوا الأيمان ، فأدبوا وعلموا فقيل لهم ( قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ) أي دخلنا في الإسلام
( ولما يدخل الأيمان في قلوبكم ) أي ولم يتمكن الإيمان في قلوبكم ، وإنما أنتم أسلمتم ولم تصلوا حتى الآن إلى درجة الإيمان التي هي أعلى من درجة الإسلام .
فاستدل أهل السنة والجماعة بهذه الآية على أن الإسلام غير الإيمان ،
ولذلك قال ابن كثير في تفسيره وقد استفيد من هذه الآية الكريمة أن الإيمان أخص من الإسلام كما هو مذهب أهل السنة والجماعة .
وهناك قول ضعيف لبعض أهل التفسير وهو أن المراد معنى ( ولكن قولوا أسلمنا ) أي استسلمنا لكن هذا القول ضعيف ، وأن الصحيح هو أن معنى أسلمنا أي دخلنا في الإسلام وهذا رجحه ابن جرير وابن كثير في تفسيره .
هذا والله تعالى اعلى واعلم