الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ،، الصبر من الصفات العظيمة التي وصف بها الله المتقين وعلى رأس هؤلاء الرسل و الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام- بل جعلها الله من صفات أهل الجنة .
وقد تحدث شيخ الإسلام ابن تيمية عن معنى الصبر فقال :( ولهذا كان الصبر واجباً باتفاق المسلمين على أداء الواجبات وترك المحظورات ).
ويدخل في ذلك الصبر على المصائب وقد ذكر الله الصبر في كتابه اكثر من تسعين موضعاً وقرنه بالصلاة.
ولهذا فالصبر خصلة مهمة للداعية الذي يريد النجاح للدعوة . ولان الصبر اثر بالغ في نفوس الناس ومما يدل على ذلك أن الله عز وجل يعطي الرفق والصبر نا لا يعطي الجزع والعنف وذلك يقول النبي عليه السلام :(أن الله يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على سواه) رواه مسلم .
وها هو رسول الله يجسد لنا الصبر في اروع أشكاله عندما رد قومه دعوته و آذوه.
وكان النبي عليه الصلاة والسلام إذا تعرض لاِذيه من قومه لا يزيد على قوله (رحم الله موسى ،قد أوذي أكثر من هذا فصبر ) رواه البخاري .
ولابد من الإنسان أن يحفظ نفسه بعيدا كل البعد عن الإنفعالات وعن الغضب والحماس المفرط.
ويقول النبي عليه الصلاة والسلام :(ليس الشديد بالصدعة ،إنماالشديد الذي يملك نفسه عندالغضب)رواه البخاري.
بل جعل الله العلماء حكماً شرعياً فيمن يشتغل بالدعوة إلى الله .
ومن عظيم الصبر وأهميته أن الله عز وجل جعل الصبر والتحمل في سبيل الله والدعوة إليه سبباً في الإمامة في الدين ،وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :(وجعل الإمامة في الدين موروثة عن الصبر واليقين).
وعلى هذا يجب على المومنين وخاصة أهل السنة والجماعة أن يصبروا في مواطن الحق حيث طريق الأنبياء والصالحين .
وما أحوج الداعية إلى المنهج السلفي أن يصبر ويحتسب ويتسلح بالصبر والحلم والانابة ، ويقول الإمام ابواسماعيل الصابوني –رحمه الله – في عقيدة السلف وأصحاب الحديث :(وعلامات البدع على أهلها ظاهرة بادية وأظهر علاماتهم شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي عليه الصلاة والسلام وأحتقارهم لهم ).
ويقول الشيخ بن العثيمين –رحمه الله- في رسالة العقيدة:(ولما كان أهل العلم والإيمان هم ورثة الأنبياء لقوا من أهل الكلام والبدع مثل ما لقيه النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه من اولئك المشركين).
ونسأل الله أن يلهمنا الصبر في الدين والدعوة والاذى فيه.
منقول : مقال للأخ أبو منير عز الدين محمد وفقه الله