باريس
تخشى السلطات الفرنسية من تحول أحياء المهاجرين العرب إلى بؤرة لإنتاج المتطرفين تغذي الشبكات الإرهابية في العراق والشيشان وسواهما من مناطق النزاع في العالم.
وقال تقرير سري أعدته الإدارة العامة للمخابرات الفرنسية، إن هذه الأجهزة أبدت قلقها من ظاهرة الانغلاق الطائفي في ضواحي باريس. ويذهب التقرير الذي قدم إلى وزير الداخلية دومينيك دو فيلبان، إلى أن نصف الأحياء الحساسة التي تمت دراستها تظهر مؤشرات انغلاق طائفي قريب من الغيتو.
ويشير التقرير إلى تمركز كثيف للعائلات المهاجرة من أصول عربية في أحياء خاصة بها،إن في ضواحي باريس أو المدن الرئيسية، وانعزالها الكبير عن المجتمع الفرنسي وتطبيقها لتقاليد وقوانين وطنية تتعارض أحيانا مع القانون الفرنسي. كما ينعكس هذا الانعزال بظهور هيئات وجمعيات تحل محل الهيئات الفرنسية في تسوية المشاكل والنزاعات بين سكان الحي، بعيدا عن أعين السلطة، وظهور عدد كبير من الجمعيات الطائفية التي تتكفل برعاية الأطفال والأولاد من دور حضانة إلى مدارس تعليم اللغة والقرآن، إلى الجمعيات الرياضية والتربوية. وهذا ما يساهم في عزل هذه الأحياء وانغلاقها وتحولها إلى "غيتوهات" تثير شبهات أجهزة المخابرات. ويؤكد التقرير ظهور عدد كبير من الأئمة الإسلاميين المتطرفين الذين يحرضون الشباب ضد الغرب وضد فرنسا ويزرعون في قلوبهم نزعة متطرفة ضد كل ما هو غربي. وتتجسد هذه النزعة بالكتابات المخطوطة على الجدران ضد الغرب والعنصرية والدعوات إلى الجهاد. كما لاحظ التقرير أن ضغوطا كبيرة تمارس على النساء والفتيات اللواتي يتعرضن للشتائم إن لم يكن يرتدين الحجاب. ويؤكد التقرير أن الدعاة الإسلاميين المتطرفين يغذون في نفس الشباب العنصرية ضد الفرنسيين عن طريق إقناعهم بأنهم ضحية للتمييز والعنصرية.
ومع أن التقرير يشير إلى اندماج عدد كبير من العائلات المهاجرة من أصول عربية في المجتمع الفرنسي العلماني، إلا أنه يلاحظ كذلك أن انعزال هذه المجتمعات مرفقا بارتفاع نسبة البطالة بين سكانها وخاصة الشباب منهم وانعدام أفق المستقبل، قد تدفع بالعديد منهم إلى أحضان التطرف.
تحياتي