((( من روائع القصص العربية )))
يحكى أنه كان في الزمن الماضي بلدة صغيرة وكان فيها فتاة تسمى حمامة اللواء
وكانت هذه الفتاة في غاية الجمال وكان أكثر أبناء هذه البلدة يتمنون الزواج منها فتقدم
لها الكثير من شباب تلك البلدة ولكنها رفضتهم جميعاً وكان في هذه البلدة شاب وسيم
وثري اسمه أطلس فتقدم لخطبتها والزواج منها فوافقت عليه وتزوجا أحب كلٌ منهما
الآخر حباً عظيما فاتفقا على ألا يتزوج أطلس إذا ماتت حمامة اللواء
وكذلك حمامة اللواء
لا تتزوج إذا مات أطلس ومضت فترة من الزمن وهما يعيشان في أرغد عيش .
وفي ذات يوم سافر أطلس إلى الهند في تجاره فمضت السنة الأولى ولم يرجع
أطلس ثم مضت السنه الثانية والثالثة والربعة والخامسة ولم يأتي أطلس فحكم
قاضي البلد بموت أطلس . وبدأ الناس يتقدمون لخطبتها من جديد فرفضتهم جميعاً
وتقدم أمير البلد ورفضته كذلك ثم مضت السنة السادسة والسابعة والثامنة والتاسعة
والعاشرة فتقدم الأمير لخطبتها مرة أخر فرفضت ولكنه في هذه المرة أراد الزواج منها
بالقوة فوافقت . وأعلن الأمير أن الفرح سيكون ثلاثة أيام وفي اليوم الثالث سيكون دخوله
على حمامة اللواء وأقيمت الأفراح والزينة والأنوار في كل مكانٍ في المدينة . ولما أتى
اليوم الثالث كانت المفاجأة فقد وصل أطلس إلى المدينة فلما رأى الزينة والأنوار في كل
مكان سأل عن مناسبة ذلك فأخبره بعض الناس أن هذا بمناسبة زواج الأمير من حمامة
اللواء فصدم أطلس لهذا الخبر فسأل عن أدها إنسان في المدينة فدل على عجوز فأتاها
أطلس فأخبرها بقصته وطلب منها مساعدته فقالت يا أطلس لو كان غير الأمير لساعتك
ولكن هذا الأمير فأغراها أطلس بالمال فوافقت وصنعت له سلة كبيرة فأدخلته فيها
وزينت هذه السلة بالورود وزينتها بأحسن الألوان ثم استأجرت رجالاً لحمل هذه السلة
فحملوها وأدخلوها على الأمير فلما رأى الأمير هذه السلة أعجب بهذه السلة كثيراً
وأمر أن تدخل السلة في الغرفة التي فيها حمامة اللواء فأدخلوها حيث أمر الأمير ثم
نظر أطلس من الثقب الذي في السلة فرأى حمامة اللواء وهي تبكي . ثم بعد ذلك
دخل الأمير في الغرفة فلم تستطع حمامة اللواء الصبر
فقالت وهي تبكي :
يا ليت شعري أين بات الأطلس .... حياً يرى أم بات تحت الأرمسي
فلما سمعها أطلس ماستطاع الصبر فرد عليها قائلاً :
في سل ورد يا حمامة اللواء ..... ما كان ظني فيك أن تتزوجي
فلما سمعهما الأمير رق لحالهما فقال :
أمسيتما بالخير يا أهل الوفا .... ما جئت إلا زائراً للمجلسي
فخرج الأمير وتركهما يعودان لبعضهما فعاشا بعد ذلك عيشة هنيئة