الحلقه السابعة عشره
أغلقتُ باب السيارة وقمت بدفع العربة مسرعاً
باتجاه المدخل....
و جاءت الممرضة وساعدتني في وضع زوجتي على سرير الكشف..
كنت في داخلي أعتقد جازماً بأنها ليست إلا أعراض وبوادر حمل
ولهذا كنت مرتبكاً جداً
وأصبت بجفاف شديد في حلقي لدرجة أن شرب الماء المتكرر لم يفلح في ترطيبه أبداً...!!
ومن شدة ارتباكي وإعيائي..
نظرت إلى الكرسي الذي خلفي ورميت نفسي عليه بلا تردد مخرجاً زفرة كبيرة...
ومتذكرا ً المثل القائل( أنت مريض أو تصالي مريض...قال أصالي مريض..قال: أجل أنت المريض..!! ويوالله إنه أنا المريض[شكل هالمثل ق لا يفهمه البعض سيكون ذلك لاحقاً])
أسرعت الممرضة وأحضرت
زجاجة يمتد منها أنبوب طويل عرفت بأنها ليست إلا مغذي يريدون حقنها به ....!!
وأثناء ذلك كنت أردد دعاءً قائلاً فيه (اللهم يارب إنك تعلم حالي مع هذه المرأة فأرجو إن كان في حملها خيراً لي ولها وإلا فلا تدعها تحمل يا رب)
كنت أشاهدها...
والممرضة تقيس الضغط وتسحب منها الدم
سألتني الدكتورة...
هل هي زوجتك...؟؟
قلت : نعم
قالت : ما الذي حدث لها..؟
قلت وأنا أبدو مرتبكاً بعض الشيء:
بصراحة لقد وقعت فجأة على الأرض....!!
ثم أكملت قائلاً لدكتورة:
لقد أخفتيني هل بها شيء تخفينه عني يا دكتورة...
قالت : لا..لا تطمن...هل أنتم متزوجين حديثاً...؟؟
قلت : إلى حد ما نعم...
قطعت الممرضة حديثنا قائلة:
نتيجة الكشف يا دكتورة...
عندها حبست أنفاسي منتظراً النتيجة....
وطال صمت الدكتورة وأنا أنظر إليها
وهي تطيل النظر إلى ورقة الكشف بشكل روتيني ليس وقته الآن ....!!
ولم أستطع تحمل ذلك الصمت وتلك النَظَرات من خلف النظَّرات...فصرخت قائلاً:
دكتورة : هل زوجتي حامل أم لا...؟؟؟
فرفعت بصرها قائلة: (بلهجة مصرية فيها خفة دم ليس هذا وقتها)
إنت مستعقل عاوز تكون أب....؟
طب ليه مستعقل الحياة أُدامك طويلة...!!
فضحكت ضحكة هيستيرية لأن أعصابي لم تعد تستحمل سكاسكين الانتظار...!!
وأحسست بأني أريد الخروج من ملابسي
وبدأ العرق يتصبب من على جبيني وجهي...
حتى أحسست بأن أطراف طاقيتي قد تبللت تماماً....!!
وقلت بصوت داخلي متيقن بأنه لامفر من القضاء والقدر...
وبصوت يرفع راية بيضاء لتقبل الواقع
الذي لا مناص منه...!!
وأعدت نفس السؤال لكن بهدوء ورجاء يختلط به الخوف من المجهول...!!
دكتورة : زوجتي حامل أم لا...؟؟
قالت الدكتورة: للأسف...( لأة)
مش حامل ولا حاقة...كل ما هنالك تعب وإرهاق شديد
ثم أردفت قائل ة بلهجة مصرية(هو أنتوا معندكوش شغالة ولا إيه)...!!
عند سماعي لهذا الخبر ولولا الحرام لقبلت رأس الدكتورة...!!
كانت كلمة(لأه) فيما بعد كلمة جميلة أرددها مع أصدقائي
عندما أحادثهم تيمنا بهذه الكلمة المصيرية...
(لأة....لأة....لاحظتوا يااااه...ما أجمل هذه الكلمة)...!!
جلست على الكرسي وقد خارت قواي
وكأنني قد انتهيت لتو من حرب ضروس....(أف يا الزير سالم)..!!
وقد نذرت في نفسي بأن آتي لدكتورة
بهدية مناسبة جراء بشارتها لي
والتي لا تعرف بأنها قد أسمعتني دون أن تشعر بخبر يعد من أفضل الأخبار طوال حياتي...!!
مضى وقت قصير على سماعي للخبر المفرح
كنت خلاله قد استعدت الهدوء إلى نفسي و استرجعت توازني
ثم نظرت إلى تلك النائمة والتي قلبت حياتي رأساً على عقب....
وكانت قد بدأت تتحرك أو بالأصح بدأت تتلوى كما الحية الرقطاء....!!
اقتربت منها...
ووضعت يدي على جبينها...
وقرأت عليها المعوذات وآية الكرسي...
ثم ناولتها كأس الماء....
(وأنا أقول في نفسي مستعدُ ُ أن أقرأ عليها القرآن كاملاً بشرط ألا تحمل)
وشربته>>هي قائلة بصوت تعتقد بأنه..
دلع وتغنج ولا تدري بأنني لاأراه إلا مقززاً ومقرفاً بالنسبة لي....!!
[فالدلع والتغنج لا يقبلُ من الزوجة
إلا إذا كان يستند على جدار من الواقع
وعلى جدار من الإحساس بالمسؤلية الزوجية ...!!
ولكن هيهات أن تفهم هذه الزوجة...شيئاً من ذلك...!!
بعد أن أخذت منها كأس الماء قالت: حبيبي أنا آسفة لأني زعلتك البارحة سامحني...سامحني...تكفى..!!
أنا عارفة إني أخطيت عليك وبأني قد ضايقتك..
لكن لاأعرف كيف صدر مني كل ذلك...صدقني أنا ندمانة..أنا ندمانة...أرجوك....أرجوك...سامحني..!!!(هي ببساطة تندمت)
قلت لها: بعد أن ضغطت على يدها
لا تحملي هماً..لا تحملي أي هم..
كلام الليل يمحوه النهار....كلام الليل يمحوه النهار...وأهم شيء صحتك الآن وتقومين بالسلامة إن شاء الله...
وكل شيء غير ذلك يهون....
(قالت : بعد أن أخرجت جميع ضروسها في ضحكة بلهاء: الله يخليك لي يا حبيبي...الله يخليك لي يا حبيبي..يا كل دنيتي...!!
(وأنا أقول في نفسي متى يخلص الدفتر يا سعد متى يخلص الدفتر يا سعد...؟؟)
رن جوالي
وكانت المتصلة أختي أم بدر
بادرتني قائلة:سلامات سلامات إن شاء الله هناء بخير..
قلت: الحمدلله طيبة وما فيها ألا العافية (وأنا أقول في نفسي بلاك والله ما تدرين إنها أم سبعة أرواح)..!!
قالت: إذن نحن في الطريق أنا وأمي وخالتي أم إبراهيم...كم رقم الغرفة...؟
قلت إذا وصلتم أتصلو بي وسأنزل لكي أدلكم على الغرفة...
وانتهت المكالمة
بعدها...
دخلت الدكتورة قائلة تخاطب زوجتي...
إيه أنت مبتكليش يا بنت ولاإيه...ليه كده حرام عليكي...
إنت مش عايزة تخلفي ولاد ولا إيه...
كدة مينفعش خالص..لازم تكلي. لازم تكلي..!!
فأجابت بصوت طفولي..لايليق بها: لاأحس يا يا دكتورة برغبة في الأكل أبداً....
لم تمض فترة طويلة حتى نزلتُ مع المصعد كي أدل أهلي على غرفة زوجتي...
وأول ما دخلت والدتي بكت وقبلت زوجتي
قائلة سلامات سلامات يا بنيتي....ما تشوفين شر
وتبعتها خالتي وأختي....
بعد قليل استأذن أهلي في الذهاب...
فأردت أن أوصلهم..
فقالت والدتي :لا وأنا أمك أنت اجلس مع زوجتك...وأخوك ينتظرنا في الخارج...
بقيت مع زوجتي قليلاً
حتى حان موعد الغداء
سألتها عن أهلها لماذا لم يأتوا...؟
قالت: كانت ستأتي والدتي لكن أختي عبير
حفل تخرجها اليوم في قاعة ليالي ولم تستطع أمي الحضور لذهابها معها....ّ!!
وأنت تعرف بأن مثل هذه الحفلات لابد أن يذهب فيها جميع أفراد الأسرة ولايصح أن يتخلفون عنها أبدا أبدا(أف يا ديانا سبنسر)
قلت لها: وبنات الجيران أيضا لايصح أن يتخلفون عنها أبدا أبدا..!
قالت بعد أن ارتفعت من على السرير قليلا: يووه ياشين مزحك ياسعد...!
قلت: لها على فكرة ترى موعد خروجك اليوم
فهل ستذهبين لبيتنا أم إلى بيت أهلك لكي تأخذي فترة نقاهة(فترة نقاهة على ماذا؟ يمكن من قل الحركة)
ماعلينا نرجع لموضوعنا...
من الغد أوصلتها إلى بيت أهلها
وودعتها وأنا مسرور جدا فسوف أرتاح عدة أيام من هذه السعلوة التي تحملت مسؤليتها من دون أي مقابل آخذه....!!
انطلقت بسيارتي واتصلت بصديقي :أحمد وأنا آخذ نفساًعميقاً سألته هل ستجتمعون هذه الليلة..؟
قال ضاحكاً : نحن ننتظرك يا عريس لم يتبقى إلا أنت وفواز لماذا كل هذا التأخير...!
ثم أردف قائلاً: لدي خبر بفلوس .....فواز سيتزوج أخيراً...؟
قلت: صحيح..؟ مبروك...مبروك...(أنا في الطريق إليكم)
أكملت طريقي حتى وصلت إليهم
كان الجميع في ملحق بيت أحمد...
كان المجلس يضج بالصراخ...