المؤمن لايسعه سوى الصبر على ما قدَّر الله عليه من مصائب؛
فهو علامة على كمال إيمانه،
ومن صبر وفَّاه الله تعالى أجرَهُ يوم القيامة بغير حساب.
لا ينبغي أن يَخطر ببالك أن ماقدَّره الله هو شرٌّ محض؛ فليس في أفعاله ذلك.
ولله تعالى الحكَم البالغة فيما يقدِّره، وماتكره قد يكون فيه الخير كله.
قال تعالى: (فعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرا كَثِيراً) سورة النساء 19
فالله يعلم ولا نعلم، وقد نبغي شيئا ويكون شرًا فيصرفه عنَّا بعلمه.
قال عليه الصلاة والسلام:
(مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ) صحيح البخاري
ومعنى (يُصِب مِنْه):
يبتليه بالمصائب ليثيبه عليها إن صبر وأيقن به.
الإبتلاء لا يعني أن الله لا يحبك !.
ففي الحديث: (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم،
فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط) صحيح الترغيب
من أعظم ما يستفيد منه المبتلى الصابر المحتسب عند الابتلاء:
(ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله
وما عليه خطيئة) صحيح الترمذي
لأهل البلاء الصابرين المحتسبين أعظم المنازل يوم القيامة،
حتى إن أهل العافية في الدنيا ليتمنَّون أن لو كانوا مثلهم،
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ليودن أهل العافية يوم القيامة أن جلودهم قرضت بالمقاريض
مما يرون من ثواب الله لأهل البلاء) صحيح الجامع
على المسلم المعافى من البلاء:
أن لا ينظر للمبتلى نظرةَ ازدراء،وليحمد الله أن عافاه مما ابتلى به غيره،
ولا يُسمعه هذا لئلا يؤذيه وليحسن إليه.
المصائب والبلاء امتحانٌ للعبد، وهي علامة حب من الله له؛
كما في الحديث( وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم)
ولنا في بلاء الانبياء والصالحين عبرة.
نزول البلاء خير للمؤمن من أن يُدَّخر له العقاب في الآخرة،
وبالبلاء تُرفع درجاته وتكفر سيئاته بالصبر والاحتساب
وحسن الظن بالله ورجاء ماعنده.
قال الحسن البصري عن البلاء:
(لا تكرهوا البلايا الواقعة، والنقمات الحادثة، فَلَرُبَّ أمرٍ تكرهه فيه نجاتك،
ولَرُبَّ أمرٍ تؤثره فيه عطبك) أي: هلاكك.
وقد قيل أن في العلل نعما:
تمحيص للذنوب، وتعرّض لثواب الصبر،
وإيقاظ من الغفلة، وتذكير بالنعمة في حال الصحة،
واستدعاء للتوبة، وحضّ على الصدقة.