[frame="9 80"]تعرفت على شخصية في باريس أخبرتني عن قصة إسلام صاحبة ملهى ليلي وكانت القصة في منتهى الغرابة ولعل القارئ الآن يشاركني هذا الشعـــور، وتبدأ القصة بمجموعة من الشباب العربي كانوا يترددون على الملهى الليلي كل ليلة ليرقصوا ويشربوا الخمر، وعندما يسكرون ويفقدون الوعي، يقوم أحدهم بإشعال عود الكبريت ويقربه من صاحبة الملهى، ويقول لها بلهجة السكران: هل تتحملين حرارة عود الكبريت؟ فتقـول لــــه: لا، فيقـــول لها كيــــف ستتحملين حــــرارة جهنــــم يوم القيامة وأنت غير مسلمة؟ ويردد عليها هذه الكلمة كل يوم إلى أن دفعتها هذه الكلمة وحرارة عود الكبريت إلى الحضور للمركز الإسلامي وإشهار إسلامها..
إنها قصة غريبة ولكن الله تعالى هداها على لسان مسلم سكران..
وقصة أخرى غريبة كذلك سمعتها في إحدى المدن الفرنسية، حيث كان مجموعة من الشباب يقرؤون القرآن بالمسجد كل يوم بين المغرب والعشاء وبقرب المسجد بيت تسكن فيه امرأة عجوز تطل من نافذة بيتها كل يوم وتنصت إليهم عند قراءتهم للقرآن، وقبل وفاتها أخبرت الشباب في المسجد بأن موقع المسجد هذا كان منذ زمن لكنيسة اسمها «كنيسة الملائكة» ثم أصبح بعد ذلك مسجداً، ولكنها أكدت لهم بأنها لم تشعر بالراحة إلا عند تحول الكنيسة إلى مسجد وسماعها لقراءة القرآن، ثم اقترحت عليهم أن يسموا المسجد «بمسجد الملائكة».
وأما القصــة الثالثة فحدثت مع داعية فرنسي محاضر، سألته عن إسلامه؟ فقال لي: إني أسكن في حي كله مـــن الجالية المغربية والتونسية والجزائرية، فلم أفهم قصده، ثم شرح لي أمراً استغربته عندما قال: كنت أشعـــر بالراحة في هذا الحي فضلا عن كل الأحياء التي سكنتها في فرنسا، وذلك لأنهم يسلَّمون علي ويبتسمون في وجهي ويكرمونني، فسألته: وهل كلمك أحد عن الإسلام؟ قال: لا ولكن بهذا السلوك أحببت الإسلام.
أقول بعد ذكر هذه القصص الثلاث بأن الرابط بينها هو «السلوك» وبمعنى آخر «حسن التربية والإيمان» وهذا مانهدف إليه من تربية أبنائنا عليه ليكونوا قدوة، وعندها سيصبحون مؤثرين في العالم.
فأما القصة الأولى وعلى الرغم من انغماس الشباب في المعصية إلا أنهم متحمسون لدينهم، والثانية حب الشباب لقراءة القرآن، والثالثة نشر الحب والعطف والاهتمام بالجار.
فليس بالضرورة أن تكون عالماً حتى يهتدي الناس على يديك ، وإنما يكفي أن تكون تربيتك حسنة وأخلاقك جميلة، ولو أضفت إلى ذلك علماً لكان نوراً على نور... ........
[blur]منقول[/blur] [/frame]