رد الفتى البرتغالي كريستيانو رونالدو على كل منتقديه عقب لقاء الكلاسيكو الأسبوع الماضي بقوة وقاد فريقه ريال مدريد للفوز على أشبيليه 6-2 في المباراة التي أقيمت بينهما في الأسبوع ال 17 من الدوري الأسباني وإستضافها ملعب رامون سانشيز معقل الفريق الأندلسي وبذلك ينفرد الفريق الملكي بصدارة الليجا برصيد 40 نقطة بفارق ثلاث نقاط عن منافسه اللدود برشلونة ولعب كلاهما 16 مباراة كما تصدر رونالدو سباق الهدافين ب20 هدفاً متفوقاً على غريمه ميسي .. بينما توقف رصيد أصحاب الأرض عند النقطة 24 محتلا بهم المركز الخامس.
ويبدوا أن اللون الأحمر هو تميمة الحظ للريال هذا الموسم فقد إرتدى لاعبوه لثاني مرة هذا الموسم القمصان الحمراء الذي سبق ولعبوا بها أمام فالنسيا في الأسبوع 13 وفازوا يومها 3-2 حتى أن عشاق الفريق تمنوا أن يرتدي اللاعبون نفس الزي أمام الفريق الكتالوني فيما بعد .. المباراة جاءت قوية ومثيرة لعبت فيها خبرة لاعبو ريال دوراً كبيراً في حسم الأمور لصالحهم رغم أنهم يواجهون صاحب ثاني أقوى خط دفاع في الليجا
أحرز أهداف الريال رونالدو هدفين (د 10 – 41- 84) وكالييخون (37 ) ودي ماريا (د 66) وألتينتوب (د 89)، بينما أحرز لأشبيليه نافاز (د 69) ونيجريدو (د90)وطرد حكم اللقاء بيبي من الريال في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول ومانو من أشبيليه عند الدقيقة 74
وضح تشابه تشكيل وإستراتيجية كل مدرب فلعب الفريقابن طريقة اللعب وهي 4-2-3-1، ولكن إختلف تطبيقها داخل البساط الأخضر ، فمورينيو المدير الفني للريال علم جيداً أنه يخوض لقاء لا يقبل القسمة على إثنين ، ولن يرحمه النقاد والجماهير إذا أخفق في تحقيق الإنتصار للإسبوع الثاني في الليجا ، بعد خسارته أمام البارسا فلعب بتشكيل يعكس الزيادة الهجومية ، من خلال لاعبي خط الوسط الذين غلب عليهم الأداء الهجومي ، فدفع بأنخيل دي ماريا من الجهة اليمنى ، وكريستيانو رونالدو في الجبهة اليسرى ، وفي المنتصف دفع بخوزيه كالييخون لتميزه بالسرعة والمهارة بدلاً من سامي خضيرة الذي إعتاد أن يلعب في هذا المكان ، بينما كان كريم بنزيما المتقدم الوحيد داخل منطقة جزاء أشبيليه .
وفي المقابل إختار مرسيلينو جارسيا تورال المدير الفني لأشبيلية ، اللعب بتوازن بين الدفاع ، والهجوم من خلال الزيادة العددية في منطقة المناورات مستغلاً قدرات لاعبيه في سرعة الإرتداد من الدفاع للهجوم والعكس ، بينما لعب بمهاجم واحد وهو ألفارو نيجريدو ، ومن خلفه الثلاثي مانو ، ونافاز ، وإيفان راكيتش معتمداً على قدرات لاعبيه الجماعية .
بداية هجومية من جانب الفريق الأندلسي مستغلاً عاملي الأرض والجمهور ، أسفرت عن ثلاث ركنيات في أقل من خمس دقائق ، وتنوعت العرضيات مما سبب إرتباكاً لمدافعي الريال داخل منطقة جزائهم ، ولم يستغل نيجريدو مهاجم أشبيلية الفرصة التي أتيحت له على بعد ياردات قليلة ، وسدد في جسد الحارس كاسياس.
أدرك لاعبو الفريق الملكي صعوبة اللقاء ، وطموحات أصحاب الأرض وإستفاقو في الدقيقة التاسعة ، وكان أول ظهور هجومي لهم عندما وصلت الكرة لبنزيما في موقع رائع أمام المرمى ، ولكنه سددها في قدم خافي فاراس حارس أشبيليه وإرتدت الكرة لدي ماريا خارج المنطقة سددها قوية لكن الحارس عاد وأنقذها مرة أخرى.
بعد أخطر فرص الريال بدقيقة واحدة ظهر رونالدو في الكادر ، وصنع البسمة الأولى على شفاه عشاق ريال مدريد عندما تلقى تمريرة بينية متقنة من أنخيل دي ماريا إنفرد على أثرها بالمرمى ، ووضعها أسفل الحارس فاراس الذي خرج لمقابلته.
حاول لاعبو أشبيليه التماسك وهاجمو بقوة لإحراز التعادل ، وكادوا يحققوا اَمال جماهيرهم في الدقيقة 12 عندما مرر نافاز عرضية أرضية لمانو الخالي من الرقابة داخل منطقة الست ياردات سددها في المرمى ، ولكن أرض ملعب رامون سانشيز إنشقت ليخرج منها الكبير كاسياس الذي تصدى لها ويتعاطف معه القائم الأيمن وسط إعجاب الجميع ، وتعتبر من أفضل حالات الإنقاذ في الليجا هذا الموسم ، ويعود أفضل حراس أسبانيا إلى التألق مرة أخري ويتصدى لتسديدة مانو من خارج المنطقة .
في ظل إنشغال لاعبو أشبيليه بمحاولة معادلة النتيجة ، إنطلق المتألق دي ماريا لاعب الريال من منتصف الملعب في الدقيقة 31 ، ومرر كرة أمامية خلف مدافعي الفريق الأندلسي ، غمزها كالييخون بيمينه على يسار فاراس .. بعد الهدف الثاني بأربع دقائق إستلم رونالدو الفتى الشقي للريال الكرة من خارج المنطقة ، وسددها بيمينه قوية في الزاوية اليسري العليا لحارس أشبيليه محرزاً هدفه الثاني والثالث لفريقه .. وقبل نهاية الشوط الأول بدقيقة أخرج حكم اللقاء البطاقة الحمراء لبيبي مدافع الريال ، لتعديه على نيجريدو ولم ينتبه مدافع الريال للبطاقة الصفراء التي حصل عليها في بداية الشوط ، ليدفع مورينيو بالمدافع راؤول بدلاً من لاعب الوسط المهاجم كالييخون .
رغم النقص العددي الذي بدأ به الريال الشوط الثاني وتقدمهم بثلاثية إلا أنهم لم يلجأوا إلى التهدئة وبادلوا أشبيليه الهجمات بل كانوا الأخطر في معظم الفترات وكلل أنخيل دي ماريا جهوده بإحرازه الهدف الرابع في الدقيقة 66 حيث إستلم الكرة من الناحية اليسرى وسبق الجميع وإنفرد بالحارس فاراس وسددها بيساره على يساره.
عقب الهدف بأربع دقائق أحرز نافاز الهدف الأول لأصحاب الأرض عندما إستلم الكرة داخل منطقة الجزاء وسددها بيمينه أرضية من زاوية صعبة على يمين كاسياس حارس الريال وحاول بعدها أشبيليه إستغلال التفوق العددي ولكن الحكم يخرج البطاقة الحمراء لمانو مهاجم أشبيليه لعرقلته لاربيلوا لاعب الريال في الدقيقة74 ليسيطر الفريق الملكي على الأحداث داخل المستطيل الأخضر ويعرقل فازيو مدافع الفريق الأندلسي بنزيما داخل منطقة الجزاء ولم يتردد الحكم في إحتسابها تصدى لها رونالدو سددها بيمينه على يسار الحارس محرزاً خامس أهداف الريال في الدقيقة 84 وبعدها بخمس دقائق يحرز البديل ألتينتوب السداسية للريال عندما سدد عرضية تشابي بقدمه في المرمى الخالي من حارسه .. وفي الدقيقة الأخيرة وصلت الكرة لنيجريدو مهاجم أشبيليه وراوغ كاسياس وسجلها محرزاً الهدف الثاني لفريقه لتنتهي المباراة 6-2 وهي نفس نتيجة مباراة الفريقين الموسم الماضي