[align=center]
الوقفة الثامنة : ما السبب الرئيسي لرفعة العرب ..!؟
مقدمة جميلة /
للعرب قبل الإسلام أخلاق ومكارم ومآثر , ولكن تاريخ العرب الحق ومجدهم الأعظم ومكانتهم في الإنسانية وآثارهم الخالدة ...كل أولئك يبدأ مع الإسلام ويعظم بالإسلام ويدوم وينمو ويزداد عظمة وبهجة ما بقي في صحبة الإسلام وكفالته.
والإسلام دين إنساني عظيم , جاء به خاتم النبيين الذي بعث رحمة للعالمين , وهو دين يكره الحدود " حدود الأقوام وحدود الأوطان " ويدعو إلى أخوة البشر وتعاون الأمم جميعا , لا يختص قبيلا دون قبيل , ولا يميز أمة على أمة ,
ولكن الله اختار لرسالته نبيا من العرب فأدوا أمانته وبلغوا رسالته وجاهدوا لحمل الأمانة وتبليغ الرسالة في الشرق والغرب , واحتملوا من النصب والعناء , والاغتراب ولقوا من السيوف والحتوف ما كانوا اكفاءه بل أكبر منه ,
فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله , وما ضعفوا وما استكانوا .
حملوا هذه الرسالة العظيمة ما بين الصين في الشرق , وفرنسا في الغرب , وبلغوا في الشمال والجنوب بلادا قاصية وفيافي نائية , ولم يعرف التاريخ لغير الإسلام , ولم يشهد لغير العرب المسلمين هذه الهمة التي لا تحد وهذه العزيمة التي لا تقهر وهذا الجهاد الذي لا يفتر وهذا الإخلاص في الحق , والاستشهاد في سبيله ,
وما عرف العالم دعوة كالإسلام خلطت الأمم أمة واحدة, وجعلت الأوطان وطنا واحدا , ولا عرف كالعرب دعاة جمعوا الأمم في عدل الله وأخوة الحق , ولا يفرقون بين قبيل وقبيل , ولا يميزون لونا على لون , بل شعارهم القرآن الكريم :" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ " [الحجرات : 13] .
خالطوا الأمم , فخلطوا بعضها ببعض فجعلوها أمة واحد تنتشر من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب شعارهم : " وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ " [البقرة : 115]
وإن في الإسلام والعروبة لمثلا عليا للمذاهب والأمم , يرى فيهما البشر كيف يسير الحق القوي والمذهب القويم في حضانة أمة قوية قويمة مخلصة , فتغير سير الزمان وتبدل مجرى التاريخ , وتعلو على الحدود والقيود إلى المثل العليا التي لا تخص جيلا و لا قبيلا بل تعم الناس جميعا .
حفظ المسلمون للعرب أنهم سبقوا إلى حمل الأمانة وأداء الرسالة , فقرنوا ذكرهم بذكر الإسلام وعظموهم وأحبوهم واتخذوهم مثلا عاليا وأسوة حسنة." التاريخ القويم لبيت الله الكريم / محمد طاهر الكردي المكي " .
نعم أحبتي :
السبب الرئيسي لعزة العرب هو الإســـــــلام .
موقف مع عمر بن الخطاب /
عمر بن الخطاب : سيد من الأسياد في الجاهلية فقد كان موصوفا بالحكمة والعقل فكان يفصل بين خصومات العرب وكان سفيرا لقريش عند القبائل وكان كغيره شديد القسوة على من أسلموا وكان يرى أن الرفعة والمكانة العالية تكون بالشجاعة والفصاحة والبيان لكن انظر إلى ما قاله بعد إسلامه ..!
فعن عن طارق بن شهاب ؛ قال : لمّا قدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشام ؛ لقيه الجنود وعليه إزارٌ وخُفّان وعِمامةٌ ، وهو آخذ برأس راحلته يخوض الماء ، وقد خلع خُفّيه وجعلهما تحت إبْطَيْه ، فقالوا له : يا أمير المؤمنين الآن تلقاكَ الجنودُ وبطارقة الشام وأنت على هذه الحالة
فقال عمر رضي الله عنه : إنّا قومٌ أعزَّنا الله بالإسلام ؛ فلن نلتمس العِزِّة بغيره [ صحيح ] .
موقف مع حكيم بن حزام /
أن حكيم بن حزام باع دار الندوة من معاوية بمائة ألف ، فقال عبد الله بن الزبير : يا أبا خالد ، بعت مأثرة قريش وكريمتها . فقال : هيهات يا ابن أخي ، ذهبت المكارم فلا مكرمة اليوم إلا الإسلام ،
إني اشتريت بها دارا في الجنة. أشهدكم . و لما قيل له : أبعت دارك بمائة ألف ؟ قَالَ : والله إني أخذتها في الجاهلية إلا بزق خمر ، واشهدوا أن ثمنها في سبيل الله ) )
موقف مع ابن المقفع -أصله من فارس وكان مجوسيا فأسلم - /
قال شبيب بن شيبة :كنا وقوفا بالمربد وكان مألف الأشراف إذ أقبل ابن المقفع فتشبثنا به وبادءناه بالسلام فرد علينا وقال لو ملتم إلى داري وظلها الظليل وسورها المديد ونسيمها فودعتم أبدانكم وأرحتم دوابكم فقبلنا وملنا فلم استقرّ بنا المكان.
قال لنا: أي الأمم أعقل ؟ فنظر بعضنا إلى بعض, وقلنا : لعله أراد أصله من فارس .
فقلنا : فارس. فقال: ليسوا كذلك, إنهم ملكوا كثيرا من الأرض وحووا عظيما من الملك وغلبوا على كثير من الخلق ولبث فيهم عقد الأمر فما استنبطوا شيئا بعقولهم ولا ابتدعوا حكما في أنفسهم.
قلنا: فالروم . قال: أصحاب صبغة .
قلنا : فالصين. قال : أصحاب طرفة.
قلنا: فالهند .قال: أصحاب فلسفة.
قلنا: السودان. قال: شر خلق الله.
قلنا: الترك. قال:كلاب مختلسة" ضالة"
قلنا :الخزر. قال: بقر سائمة.
قلنا: فقل ..!
قال:العــــــــــــــــــــرب..!
فضحكنا .. .. !
قال: إني ما أردت موافقتكم ولكني إذ فاتني حظي من النسبة فلا يفوتني حظي من المعرفة .إن العرب حكمت على غير مثال مَثُلَ لها ولا آثار أُثِرَت .أصحاب إبل وغنم وسكان شعر وأُدْم يجود أحدهم بقوته ويتفضل بمجهوده ويشارك في ميسوره ومعسوره ويصف الشيء بعقله فيكون قدوة ويفعله فيصير حجة ،
ويحسِّن ما شاء فيحسُن ويقبِّح ما شاء فيقبح أدَّبتهم أنفسهم ورفعتهم هممهم وأعْلمتهم قلوبهم وألسنتهم فلم يزل حباء الله فيهم وحباؤهم في أنفسهم حتى رفع لهم الفخر وبلغ بهم أشرف الذكر وختم لهم بملكهم الدنيا على الدهر وافتتح دينَه وخلافته بهم إلى الحشر على الخير فيهم ولهم ، فقال تعالى ( إِنَّ الأرضَ لله يُورِثُها مَنْ يشاءُ منْ عِباده والعاقبةُ للمُتَّقينَ ) الأعراف. فمن وضع حقهم خسر ، ومن أنكر فضلهم خصم.
ومما قيل في الشعر الفصيح والنبطي /
عيسى بن جرير بن فاتك
[poem=font="simplified arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/27.gif" border="ridge,6,sandybrown" type=2 line=0 align=center use=sp num="0,black"]
أَبي الإِسلامُ لا أَبَ لي سِواهُ=إِذا فَخَروا بِبَكرٍ أَو تَميمِ
كِلا الحَيَّينِ يَنصُرُ مُدَّعيهِ = لِيَلحَقَهُ بِذي الحَسَبِ الصَميمِ
وَما حَسَبٌ وَلَو كَرُمَت عُروقٌ =وَلكِنَّ التَقِيَّ هُوَ الكَريمُ[/poem]
* نهار بن توسعة
[poem=font="simplified arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/27.gif" border="ridge,6,orange" type=2 line=0 align=center use=sp num="0,black"]
أبي الإسلام لا أب لي سواه =إذا افتخروا بقيس أو تميم
دعي القوم ينصر مُدَّعيهِ = فيلحقه بذي النسب الصميم
وما كَرٌم ولو شَرُفَت جُدُود = وَلكِنَّ التَقِيَّ هُوَ الكَريمُ[/poem]
* عبد الرحمن الخالدي
.. إسلامنا هو عزنا يــــا عربنا ..
.. يبقى لنا عزٍ على مــر الأجيال ..
.. تعبنا مــــن ذل العروبة تعبنا ..
وختامـــــــــــــــا /
وبعد هذا هل نحيي النعرات القبلية بعدما تبين خطرها وعظيم شرها ,فانظر إلى قول عمر بن الخطاب السابق فقد بين أنها ليست بشيء وأن الحق والصواب الاعتزاز والانتماء والتناصر بالإسلام , والشيطان موجود ففي صحيح مسلم عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَلَكِنْ في التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ ».
هذا ما سنعرفه في اللقاء القادم في التحذير من العصبية المقيتة المعتمدة فقط على النسب دون اعتبار لأي شيء آخر .[/align]