--------------------------------------------------------------------------------
دعاء تعجبت منه الملائكه!
الحياة في مجملها العام، تشبه لجان الإمتحان، فالكل حينئذ مشغول بإنتظار نتيجة الإختبار، فإما رسوب و إما نجاح بإذن الله.. و تظل تدور عجلة الأيام و يمضي بنا الزمان، حتى تحين ساعة الحساب، فالكل يبقى يترقب، ينتظر نتيجة الإختبا.. دون إختيار! هذه المشاعر و تلك الأحاسيس ليست من إختراع البشر، بل هي من عند الله، و ذلك ما أشار إليه الله في قرآنه العظيم، و ما صوره عن هذه الأهوال، و ما سوف يصيب الإنسان يوم حدوثها.. يوم تقشعر الأبدان، و يشيب الولدان، و تنخلع فيها الأفئدة، و ذلك يوم -(نفخ في الصور فصعق من في السموات و من في الأرض إلا من شاء الله)- هذا ما سيحدث إن شاء الله بعد النفخة الثانيه، و بعد إنفجار الكون كله، و ذلك -(يوم تبدل الأرض غير الأرض و السموات و برزوا لله الواحد القهار)- عندئذ .. ننظر إلى الجنة التي ازلفت، و إلى النار التي سعرت، و الويل كل الويل لمن يسقط منا في حسابه، و لا يتمكن من عبور الصراط.. اللهم إجعلنا من عبادك الصالحين.
إليكم دعاء خاتمة الفرج، ذلك الدعاء التي تعجبت منه الملائكة، هذا الدعاء الذي أتى به جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه و سلم، فبينما هو عتده إذ أقبل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه، فنظر إليه جبريل، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى الله عليه و سلم : يا أمين أتعرفون اسم أبي ذر ؟! قال: نعم، و الذي بعثك بالحق غن أبا ذر أعرف في السماء منه في الأرض، و إن ذلك بدعاء يدعو به في كل يوم مرتين، و تعجبت الملائكه منه، فادع به، و إسأله عن دعائه. فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: يا أبا ذر، دعاء تدعو به في كل يوم مرتين؟ قال : نعم، فداك أبي و امي ما سمعته من بشر و إنما هي عشرة أحرف ألهمني إياها ربي و أنا أدعو به كل يوم مرتين، أستقبل القبله، فاسبح الله ملياً، و أكبره ملياً، ثم أدعوا بتلك الكلمات العشر:
اللهم إنني أسألك إيماناً دائماً.
و أسألك قلباً خاشعاً.
و أسألك علماً نافعاً.
و أسألك يقيناً صادقاً.
و أسألك ديناً قيماً.
و أسألك العافية من كل بلية.
و أسألك تمام العافية.
و أسألك الشكر على العافية.
و أسألك الغنى عن الناس.
قال جبريل عليه السلام: يا محمد، والذي بعثك بالحق لا يدعو أحداً من أمتك بهذا الدعاء إلا غفرت ذنوبه، و إن كانت أكثر من زبد البحر أو عدد تراب الأرض، ولا يلقى الله أحد من أمتك و في قلبه هذا الدعاء إللا إشتاقت إليه الجنه، و إستغفر له المكان، و فتحت له أبواب الجنة فنادت الملائكة: (يا ولّي الله ادخل من أي باب شئت).