السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلني عبر الإيميل هذه الرسالة،، وأحببت أن أعرضها عليكم
وهي تتحدث عن قناعات واعتقادات سادت لدينا ونستمر عليها،، وإن كان وجودها ليس ضروريا،،، فقط لأنها قناعة علقت في أذهاننا
v
v
v
v
إليكم هذه القصة اليابانية !
كان لدى معلم بوذية زن هراً " قطاً " ، وهو المسئول عن معبد مايو كاجي الشهير للبوذية هناك ، وكان مولعاً فيه أشد الولع. وهكذا ، كان في دروس التأمل يبقيه بجواره لكي يستفيد من صحبته أكبر فائدة ممكنة.
وفي يوم ما ! وجد المعلم ميتاً بعد أن شاخ في العمر ..
احتار طلابه من بعده ماذا يفعلون بالهر فقرروا في النهاية وفاء بسيده أن يحتفظوا به ليحضر دروس الزن بانتظام.
لاحظ طلاب المعابد الأخرى والذي كانوا يزورون هذا المعبد بانتظام وجود الهر بجوار المعلم ! واشتهر المعهد ومعه القط أيضاً !
مرت سنوات .. ومات القط !
ولكن طلاب المعبد اعتادوا وجود الهر بينهم فهرعوا يبحثون عن قط آخر ليحضر مراسم التأمل !
وفي نفس الوقت .. بادر طلاب المعابد الأخرى لجلب قططاً وهرراً يحضرونها أثناء التأمل طمعاً في الوصول للمكانة التي وصلها معبد مايو كاجي ونسوا أن سبب الشهرة وجود معلم ممتاز في البداية !
مرّ جيل !
وكتب الكثير عن أثر الهر في تأمل الزن ، وظهرت كتب تقنية كثيرة ، بل طرح أحد الأكاديميين أطروحة تبين أثر الهر وقدرته على زيادة التركيز البشري وإزالة الطاقة السلبية وقبلت هذه الأطروحة في الهيئة الأكاديمية !
وهكذا وفي حقبة زمنية طويلة عد الهر مهماً في دراسة البوذية الزن وأدخلت المقررات الخاصة بالقط وأهميته في هذه التأملات !
ثم ظهر سيد فجأة !
لديه الحساسية من وبر الهر فأبعده عن قاعة التأمل ولم يحضره معه !
حصلت نفرة عظيمة وحركة رفض عنيفة !
لكن السيد أصرّ ، وبما أنه قوي ولديه نفوذ كبير لدى طلابه فقد استمر في أعطاء الدروس دون وجود هرّ ، وبنفس النسبة من الحضور من الطلاب.
شيئاً فشيئاً !
أبعد القائمون على هذه المعابد الهررة منها ! ورأوا أنهم قد أتعبوا أنفسهم بالسعي وراء أكلها وجمع المال لإعاشتها ثم خرجت ثورة جديدة ودراسات مفاجأة : أهمية التأمل دون وجود الهر !
مرّ قرنٌ آخر وخرج القط أخيراً من عالم التأمل لدى بوذية الزن ، وهكذا احتاجوا إلى قرنين من الزمان ليزرعوا هذه القناعة وينزعوها مرة أخرى !
هل سألنا أنفسنا نحن الآن !
ما فائدة البالطو الطبي والنظارة الطبية للطبيب ؟
وهل الشيخ الذي يلقي الخطبة دون بشت أو فوق رأسه عقال سيتغير عقله أو طرحه ؟
وهل القلم فوق أذن المهندس هو المهم أم العقل المهندس !؟
أم لعل العصا في يد المعلم هي التي تكسب الطلاب العلم ؟
أعود فأسأل .. وأرجو ألا نحتاج قرنين من الزمان لنقلع هذه القناعات من أذهاننا !