اخر المواضيع

اضف اهداء

 

العودة   منتديات الرائدية > المنتديات العامة > المنتدى الإسلامي
 

إضافة رد
مشاهدة الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-08-2012, 05:48 PM   رقم المشاركة : 1
اميرة
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية اميرة
الملف الشخصي






 
الحالة
اميرة غير متواجد حالياً

 


 

تفسير سورة الكافرون للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى

تفسير سورة الكافرون للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى


{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }


قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3)


وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)


هذه السورةُ هي إِحدى سُورَتَيِ الإِخلاصِ؛


لأَنَّ سُورَتي الإِخلاصِ:

{قُلْ يا أَيُّها الكافرونَ}

و:

{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ},

وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلّم-

يقرأُ بهما في سُنَّةِ الفجرِ وفي سُنَّةِ المغربِ،

وفي رَكْعَتي الطوافِ؛

لِما تَضَمَّنَتاه مِنَ الإِخلاصِ للهِ - عزَّ وجَلَّ-

والثناءِ عليه بالصفاتِ الكاملةِ في سورة

{قل هو الله أحد}.

{قُلْ يا أَيُّها الكافرون}

يُناديهم؛ يُعْلِنُ لهم بالنِّداءِ:

{يا أَيُّها الكافرونَ}

وهذا يشملُ كُلَّ كافرٍ؛ سواءٌ كان من المشركين،

أَو من اليهودِ، أَو من النصارى، أَو من الشُّيوعيِّين,

أَو من غيرِهم. كلُّ كافرٍ يجبُ أَنْ تُناديَه بقلبِك,

أَو بلسانِك إِن كان حاضراً؛ لتَتَبَرَّأَ منه ومِنْ عبادتِه.

{قُلْ يا أَيُّها الكافرونَ * لا أَعبدُ ما تعبدون *

ولا أَنْتُم عابدونَ ما أَعبدُ * ولا أَنا عابدٌ ما عبَدتُّمْ *

ولا أنتم عابدونَ ما أَعبُدُ}

كُرِّرَتِ الجُملُ على مَرَّتَيْن مَرتَّينِ؛

{لا أَعْبُدُ ما تَعْبدُونَ}

أَيْ: لا أَعبدُ الذين تعبدونَهُم، وهم الأَصنامُ.

{ولا أَنتُمْ عابدونَ ما أَعْبُدُ}

وهو اللهُ،

و(ما)هنا في قولِه:

{ما أَعْبُدُ} بمعنى: (مَنْ)؛

لأَنَّ الاسْمَ الموصولَ إذا عاد إلى اللهِ فإِنَّه يأْتي بلفظِ:

(مَنْ)

{لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدونَ * ولا أَنْتُمْ عابِدُونَ مَا أَعْبُدُ}

يعني:

أَنا لا أَعبدُ أَصْنامَكُم, وأَنتم لا تعبدونَ اللهَ.

{ولا أَنا عابِدٌ ما عَبْدْتُمْ * ولا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ}

قَدْ يَظُنُّ الظَّانُّ أَنّ هذه مكررةٌ للتوكيدِ،

وليس كذلك؛ لأَنَّ الصِّيغةَ مُختلِفَةٌ؛

{لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدونَ}

فِعْلٌ.

{ولا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُمْ}

{عابِدٌ}

و

{عابِدُونَ}

اسمٌ، والتوكيدُ لابُدَّ أَنْ تكونَ الجملةُ الثانيةُ كالأُولى.

إذاً القولُ بأَنَّه كُرِّرَ للتوكيدِ ضعيفٌ،

إذاً لماذا هذا التَّكرارُ؟

قال بعضُ العلماءُ:

{لا أَعْبُدُ ما تعبدونَ}

أَيِ: الآن,

{ولا أَنا عابدٌ ما عَبَدْتُمْ}

في المستقبل، فصار

{لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدونَ}

أَيْ: في الحالّ،

{ولا أَنا عَابِدٌ ما عَبَدْتُمْ}

يعني: في المستقبلِ؛

لأَنَّ الفِعلَ المضارعَ يَدلُّ على الحال،

واسمَ الفاعلِ يدلُّ على الاستقبالِ؛

بدليلِ أَنَّه عَمِلَ،

واسْمُ الفاعلِ لا يعملُ إِلا إذا كان للاسْتِقبالِ,

{لا أَعْبُدُ ما تَعبدونَ}

الآن

{ولا أَنْتُمْ عابِدونَ مَا أَعْبُدُ}

يعني : الآن.

{ولا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُمْ}

يعني: في المستقبلِ,

{ولا أَنتم عابدونَ مَا أَعْبُدُ}

يعني: في المستقبل.

لكن أُورِدَ على هذا القولِ إِيرادٌ؛

كيف قال:

{ولا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ}

معَ أَنًّهم قد يُؤمنون فيَعْبدونَ اللهَ؟!

وعلى هذا فيكونُ في هذا القولِ نوعٌ مِنَ الضعفِ.

وأَجابوا عن ذلك بأَنَّ قولَه:

{ولا أَنْتُمْ عابِدونَ ما أَعْبُدُ}

يُخاطِبُ المُشركينَ الذين عَلِم اللهُ –تعالى-

أَنَّهم لن يؤمنوا. فيكون الخطابُ ليس عامًّا،

وهذا مِمَّا يُضْعِفُ القولَ بعضَ الشَّيءِ.

فعندنا االأَوَّلُ: إِنها توكيدٌ.

والثاني: إِنَّها في المستقبلِ.

القولُ الثالثُ:

{لا أَعْبُدُ ما تَعْبدُونَ}

أَي: لا أَعْبدُ الأَصنامَ التي تَعبدونَها.

{ولا أَنْتُم عابدونَ ما أَعْبدُ}

أي: لا تعبدون اللهَ.

{ولا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُمْ * ولا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ}

أَي:

في العِبادةِ؛

يعني:

ليست عبادتي كعِبادَتِكُم،

ولا عِبادَتُكم كعبادَتِي،

فيكونُ هذا نَفْيٌ للفعلِ لا للمفعولِ به،

يعني:

ليس نفيًا للمعبودِ, لكنه نَفْيٌ للعبادةِ؛

أَي: لا أَعبدُ كعِبادَتِكم،

ولا تعبدون أَنْتم كعِبادَتِي؛

لأَنَّ عبادَتِي خالصةٌ للهِ، وعبادَتَكُم عبادةُ شِرْكٍ.

القولُ الرابع:

واختاره شيخُ الإِسلام ابنُ تَيْمِيَّةَ - رحمه اللهُ -

أَنَّ قولَه:

{لا أَعبدُ ما تَعبدونَ * ولا أَنْتُم عابِدونَ ما أَعْبُدُ}

هذا الفعلُ, فوافَقَ القولَ الأَوَّلَ في هذه الجملةِ.

{ولا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُمْ * ولا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ}

أَي: في القَبولِ،

بِمَعنى: ولنْ أَقبلَ غيرَ عِبادَتِي،

ولن أَقبلَ عبادَتَكُم، وأَنتم كذلك لن تَقْبلوا.

فتكونُ الجملةُ الأُولى عائدةٌ على الفعلِ,

والجملةُ الثانيةُ عائدةٌ على القَبولِ والرِّضا،

يعني: لا أَعبُدُه ولا أَرضاهُ،

وأَنْتم كذلك, لا تعبدونَ اللهَ ولا تَرْضَونَ بِعِبادَتِه.

وهذا القولُ إِذا تَأَمَّلْته

لا يَرِدُ عليه شَيْءٌ من الهَفَواتِ السابقةِ،

فيكونُ قولاً حسناً جيداً؛

ومن هنا نأْخذُ أَنَّ القرآنَ الكريمَ

ليس فيه شيءٌ مُكرَّرٌ لغيرِ فائدةٍ إِطلاقاً،

ليس فيه شيءٌ مكَرَّرٌ إِلا وله فائدةٌ؛

لأَنَّنا لو قلنا:

إِنَّ في القرآنِ شيئاً مكرراً بدون فائدةٍ,

لكان في القرآنِ ما هو لَغْوٌ،

وهو مُنَزَّهٌ عن ذلك،

وعلى هذا فالتَّكْرارُ في سورةِ الرَّحمنِ:

{فبأَيِّ آلاءِ ربِّكُما تُكَذِّبان}

وفي سورةِ المُرسلاتِ:

{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ}

تَكرارٌ لِفائدةٍ عظيمةٍ، وهي أَنَّ كلَّ آيةٍ ,

ممَّا بين هذه الآياتِ المُكَرَّرةِ،

فإِنها تشملُ على نِعَمٍ عظيمةٍ،

وآلاءٍ جَسيمةٍ،

ثم إِنَّ فيها مِنَ الفائدةِ اللفظيةِ التَنْبِيهَ للمُخاطَبِ

حيثُ يُكَرِّرُ عليه:

{فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ}

ويُكَرِّرُ عليه:

{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ للمُكَذِّبينَ}.


ثم قال – عَزَّ وَجَلَّ-:


{لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينٌ}

{لكُمْ دِينُكُمْ}

الذي أَنتُمْ عليه وتَدِينونَ به.

ولي ديني، فأَنا بَريءٌ مِنْ دينِكم،

وأَنتُمْ بَرِيؤُون مِنْ دِيني.

قال بعضُ أَهلِ العِلمِ:

وهذه السورةُ نزلت قبلَ فرضِ الجهادِ؛

لأَنَّه بعدَ الجهاد لا يُقَرُّ الكافرُ على دينِه إِلا بالجِزْيَةِ

إِن كانوا من أَهلِ الكتابِ.

وعلى القولِ الراجحِ:


أَو مِنْ غيرِهم.

الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله

ا






التوقيع :




سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

رد مع اقتباس
قديم 31-08-2012, 02:48 AM   رقم المشاركة : 2
سوومه
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
سوومه غير متواجد حالياً

 


 

جزاك الله خيرا وبارك فيك ونفع بك الإسلام والمسلمين ..

كل الشكر على الموضوع ولا عدمنا جديدك ..







رد مع اقتباس
قديم 31-08-2012, 03:44 AM   رقم المشاركة : 3
ثلجة وردية
المراقبة العامة
 
الصورة الرمزية ثلجة وردية
الملف الشخصي







 
الحالة
ثلجة وردية غير متواجد حالياً

 


 

السلام عليكم ورحمة الله وبركآته
الله يعطيـك ال ع ــافيـه
ولأيحــرمكـ ألاجــر والجــنه
شذى آليـآسمين
لروحك ـآلنقيه،،،❀✿








التوقيع :

عليك أن تخاف ممن تؤذيہ فيكون ..
سلاحہ ( حسبي اللہ ونعم الوكيل )
..
يوما ما كنت هنا
وسأبقى طيفا يزور هذا المكان
الذي عرفت فيه قلوبا طيبه
لن أنساها

رد مع اقتباس
قديم 31-08-2012, 04:18 AM   رقم المشاركة : 4
alooo
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
alooo غير متواجد حالياً

 


 

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .







رد مع اقتباس
قديم 31-08-2012, 08:13 AM   رقم المشاركة : 5
mwh
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
mwh غير متواجد حالياً

 


 

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .







رد مع اقتباس
قديم 31-08-2012, 05:23 PM   رقم المشاركة : 6
بشائرالخير
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
بشائرالخير غير متواجد حالياً

 


 

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ...







التوقيع :

رد مع اقتباس
قديم 31-08-2012, 05:56 PM   رقم المشاركة : 7
عاشقة الجنة
رائدي فضي
 
الصورة الرمزية عاشقة الجنة
الملف الشخصي






 
الحالة
عاشقة الجنة غير متواجد حالياً

 


 



جــزاك الله خير على هـذا الطرح المفيد

وجعله في موازين حسناتك







رد مع اقتباس
قديم 31-08-2012, 07:47 PM   رقم المشاركة : 8
متمرده
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
متمرده غير متواجد حالياً

 


 

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .







رد مع اقتباس
قديم 31-08-2012, 08:41 PM   رقم المشاركة : 9
أم صهيب
رائدي فـعـّـال
 
الصورة الرمزية أم صهيب
الملف الشخصي






 
الحالة
أم صهيب غير متواجد حالياً

 


 

الله يجزاك الخير







رد مع اقتباس
قديم 31-08-2012, 11:19 PM   رقم المشاركة : 10
نظاره
رائدي فـعـّـال
 
الصورة الرمزية نظاره
الملف الشخصي






 
الحالة
نظاره غير متواجد حالياً

 


 

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .







رد مع اقتباس
 
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
(واذكر ربك إذا نسيت) للشيخ ابن عثيمين - رحمه الله عاشق القمم المنتدى الإسلامي 44 11-09-2012 12:00 AM
فتوى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله kalled المنتدى الإسلامي 5 22-08-2011 05:16 AM
سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ‏:‏ درة الخير المنتدى الإسلامي 17 25-07-2011 04:34 PM
حمل اسطوانة تفسير سورة المائدة للشيخ ابن عثميين رحمه الله اسماعيل عبدالله منتدى الصوتيات والمرئيات الإسلامية 0 17-12-2010 10:06 PM
تفسير سورة الماعون للشيخ ابن عثيمين عصوومه العجيبه المنتدى الإسلامي 4 08-01-2010 12:22 AM



الساعة الآن 12:06 AM.

كل ما يكتب فى  منتديات الرائدية  يعبر عن رأى صاحبه ،،ولا يعبر بالضرورة عن رأى المنتدى .
سفن ستارز لخدمات تصميم وتطوير واستضافة مواقع الأنترنت